علاء عبد الوهاب
علاء عبد الوهاب


انتباه

من وحى نصر أكتوبر

علاء عبدالوهاب

الأربعاء، 18 أكتوبر 2023 - 09:25 م

فى أكتوبر قبل نصف قرن تهاوت الأسطورة، أو قل الأساطير الصهيونية، فالجيش الذى لا يُهزم هُزِم، ونظرية الأمن التى لا قبل لتحديبها، تهاوت أركانها، والحدود الآمنة، مفهوم انهار تحت وطأة الاقتحام المصرى لكل الخطوط المنيعة و.. و... وباختصار فإن جميع الركائز التى قام عليها الكيان الصهيونى منذ نكبة ٤٨، انكسرت بعنف فى اختبار بالغ الصعوبة، لم يتصوره أكثر قادته تشاؤماً فى أبشع كوابيسه.

عظمة أكتوبر ٧٣ لم تتمثل فقط فى تحطيم أسطورة الجيش الذى لا يُقهر، وإنما فى ضرب عناصر الأمن التى بنت إسرائيل عليها كيانها، وأثبت المقاتل المصرى/العربى بقدراته الفذة تخطيطاً وأداءً، أنه يستطيع ردع الذراع الطويلة لآلة الحرب الصهيونية، والتصدى لها بشجاعة نادرة، ونجاعة قادرة.

ما حدث قبل ٥٠ عاماً كان إنجازاً تاريخياً بأى معيار، ولا أحسبها صدفة غير مقصودة أن تشهد الأراضى الفلسطينية فى هذه الذكرى ما يستدعى عظمة حرب أكتوبر فى جوهرها. فإذا كانت الأساطير الصهيونية قد تعرضت لضربات فى مقتل فى حرب أكتوبر/ رمضان، من خلال هجوم مصرى/سورى مُنسَّق، أحاط بإسرائيل من الشمال والجنوب، فإن الأسطورة المزعومة تتعرض لانفجار داخلى على يد المقاومة، فى عملية بطولية ثمنتها حكومة نتنياهو حرباً بكل أبعادها وشروطها.

مئات القتلى والجرحى، وعشرات الأسرى بينهم قادة كبار فى حرب جديدة غير متوقعة، بعد هجوم مباغت من المقاومة الفلسطينية يعكس فشلاً أمنياً ومخابراتياً هائلاً، يمثل لطمة عنيفة تصيب الأساطير الصهيونية بتمزقات شديدة.

تُضاف إلى ما أصابها إبان نصر أكتوبر المجيد، الذى مايزال ملهماً للمقاومين من أصحاب الحقوق المشروعة. إعادة تلقين إسرائيل دروساً قاسية فى ذكرى حرب أكتوبر، تؤكد أن فرض احتلال غير شرعى، والرهان على استمرار اغتصاب الأراضى بالقوة، وضرب عرض الحائط بالشرعية الدولية، كلها أمور من المستحيل أن تتواصل إلى ما لا نهاية.

من ثم فإن على إسرائيل أن تعى الدرس الجديد وتتذكر الدرس القديم، وتتعلم القراءة الصحيحة للتاريخ، ونبذ إصرارها على فرض أساطيرها على الواقع الراهن، والمستقبل الذى لا يمكن صياغته وفق أهوائها وأحلامها الزائفة.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة