د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا


يوميات الاخبار

مصر جاءت ثم جاء التاريخ

محمد حسن البنا

الأربعاء، 18 أكتوبر 2023 - 09:49 م

(افتخروا بتاريخكم وجذوركم العتيقة الراسخة واعلموا أن مصر ليست دولة تاريخية، مصر جاءت ثم جاء التاريخ بعدها)
 

الوعى، أول درجات الرشد. والرشد يعنى الطريق القويم. ويعنى أيضا تحقيق النتائج المرضية، حتى وإن لم تصل إلى درجة الامتياز. كلنا يتمنى جودة الحياة ورفاهيتها. ونتمنى أيضا سلامتها وأمانها. والمعادلة الحقيقية أن تعيش حياة جيدة بأمن وأمان وسلامة. فاذا انتفى الأمن والأمان لن تنعم بحياتك وإن كنت تملك المال والجاه والسلطان. ومراتب الأمان تبدأ بالرضا، والقناعة، فإن افتقدتها تعش فى هم وكرب، وتصبح حياتك جحيماً. هذه ليست مثالية، إنما هى مبادئ لا تستقيم الحياة بدونها.

والوعى هو إدراك ما نحن فيه، والوقوف على حقائقه دون تزييف. وقد لاحظت مؤخرا نسبة وعى وإدراك عالية، إلى حد ما، لدى المصريين لما يجرى حول الوطن وداخله. ولطالما طالب الرئيس عبد الفتاح السيسى بنشر الوعى بين الناس، خاصة الشباب. وطلب من أصحاب الفكر والإعلام والثقافة والفن تنفيذ خطط وبرامج تستهدف تحقيق الوعى لدى المواطن. وإن تقاعس هؤلاء عن دورهم، فإن الساحة مفتوحة أمام الكتائب الإليكترونية للإخوان والجماعات الإرهابية والمعادية لغزو العقول بالأفكار الهدامة وتزييف الحقائق، فى استغلال سيئ لشبكة الإنترنت والسوشيال ميديا. ولا يخفى على أحد أن مخططات هذه القوى الإرهابية والمعادية تستهدف التخريب وعدم الاستقرار وزعزعة الثقة بالنظام، والتقليل من إنجازاته، واختلاق أزمات ومشكلات تثير الناس.
مصر قبل التاريخ

من هنا أطالب النخبة المثقفة بأن تلتقى وتضع خطة بأوقات زمنية محددة تستهدف نشر الوعى والحقائق بين الشعب. وتذكروا دائماً مقولة فرويد فى كتابه موسى والتوحيد «إن عُقدَة اليهود الأزلية هى الحضارة المصرية».. افتخروا بتاريخكم وجذوركم العتيقة الراسخة واعلموا أن مصر ليست دولة تاريخية، مصر جاءت ثم جاء التاريخ بعدها. فعلا مصر أم الدنيا، والدنيا ليس لها أب كما يدعون!، لأن مصر كسيدتنا مريم أنجبت روح القدس دون أن تتزوج، وخير مصر يعم البشرية جمعاء.

وقد لفت نظرى على صفحة الصديق العزيز سمير سالم ما نشره مؤخرا: علموا أولادكم أن مصر القديمة حكمها 561 ملكاً مصرياً، كما حكمها 8 فراعين هكسوسيين. وأن فرعون فى زمن موسى عليه السلام كان هكسوسياً وليس مصرياً. وأن مصر القديمة أُحتلَّت من الرومان - الوثنيين - سنة 31 ق.م بعد موقعة أكتيوم الشهيرة.. وعلموهم أن مصر آمنت بالإله الواحد منذ قديم الزمان، وكان فى مصر القديمة أنبياء الله والصالحون. 

فكان بمصر القديمة سيدنا إدريس.. ومـر بمصر القديمة سيدنا إبراهيم وتزوج منها السيدة هاجر المصرية أم سيدنا إسماعيل «أبو العرب». وكان بمصر القديمة سيدنا يوسف مسئول خزائن الأرض وسيدنا يعقوب والأسباط .. وولد وعاش بمصر القديمة سيدنا موسى وسيدنا هارون بالإضافة للعبد الصالح «سيدنا الخضر» الذى عَلَّمَ موسى أن فوق كل ذى علمٍ عليم.. وكان بمصر القديمة سيدتنا أسيا امرأة فرعون التى طلبت من الله أن يبنى لها بيتاً فى الجنة.. والرجل الصالح من قوم فرعون الذى كان يكتم إيمانه.. وكان بمصر القديمة يوشع ابن نون..

وكان لقمان الحكيم من أرض النوبة فى مصر القديمة.. وفـى رحلة العائلة المقدسة مَـرَّ بمصر سيدتنا مريم بنت عمران - سيدة نساء العالمين - وولدها سيدنا المسيح عيسى ابن مريم.. وشرفوا مصر حين أقاموا بها ما يقرب من ٣ سنوات.. وكانت من مصر أم المؤمنين ماريا القبطية زوجة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

كل هؤلاء رموز عظيمة فى التوحيد والإيمان بالله وغيرهم الكثيير والكثير.. فدائماً كان الصالحون فى مصر منذ قديم الأزل وسيزالون إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.. واعلموا أن اليهود شوهوا تاريخنا واتهموا المصريين القدماء بالظلم ووصموهم بالوثنية حتى نفقد حبنا واحترامنا لتاريخنا، فنفقد الولاء والإنتماء لهذا التاريخ والمجد الوطنى العظيم. ..

فلسطين عربية

بنفس الطريقة، فإن فلسطين عربية. سعى المحتل الغربى إلى زرع إسرائيل بين الوطن العربى لتقسيمه وإضعافه. وكانت الطامة الكبرى مع اتفاقيات مخزية، استغل الغرب الهزيمة النكراء للعرب عام 1948، وتم تقسيم أرض فلسطين وتم تنفيذ عمليات تهويد المدن الفلسطينية.

وقد أعجبنى ما كتبه الزميل والصديق العزيز صادق حشيش عن المسميات التى يجب أن نتمسك بها، أقدمها لكم كما هى بلغتها العامية وسجيتها اللغوية المفهومة للكافة: «ما اسمهاش ايلات اسمها «أم الرشراش». ما اسمهاش تل أبيب اسمها «قرية الشيخ مؤنس/يافا».

ما اسمهاش أورشليم اسمها «القدس». ما اسمهاش بير شيفاع اسمها «بئر السبع». ما اسمهاش نتانيا اسمها «أم خالد». ما اسمهاش عكو اسمها «عكا».

ما اسمهاش كريات شمونة اسمها «الخالصة». ما اسمهاش تسريفين اسمها «صرفند». ما اسمهاش يزرعيل اسمها «زرعين». ما اسمهاش تسيبورى اسمها «صفورية». ما اسمهاش أحيهود اسمها «البروة». ما اسمهاش مفترق شوكت اسمها «المسمية».

ما اسمهاش اشكلون اسمها «عسقلان». ما اسمهاش «كريات جات» اسمها «قرية عراق المنشية/الخليل». ما اسمهاش كيرم شالوم اسمها «كرم أبو سالم».

ما اسمهاش تل كفار كرنايم اسمها «قرية ابو فرج/بيسان». ما اسمهاش اللود اسمها «اللد». ما اسمهاش بيت شيمش اسمها «بيت الشمس/قضاء القدس». ما اسمهاش بيت جيمل اسمها «دير الجمال».

ما اسمهاش زخاريا اسمها «قرية زكريا». ما اسمهاش إسرائيل اسمها فِلسطين من البَحر حتى النَهر.. احفظوها وحفّظوها لصغاركم ووصلوها لكل العالم... كانت تُسمى فِلسطين ومازالت تُسمى فِلسطين.

البيومى ذاكرة الأمة

 الأسبوع المقبل نحتفل بمرور مائة عام على ميلاد المفكر الإسلامى الكبير الدكتور محمد رجب البيومى رحمه الله.

وقد اهتم تلاميذه بإصدار الكتب والبحوث والمقالات عن حياته وفكره، من هؤلاء الدكتور على الحسينى، والكاتب والباحث المدقق حاتم سلامة. وقد كتبت عن الراحل الكريم بعضا من ذاكرتى ليس فقط باعتباره بلدياتى من قرية الكفر الجديد بالدقهلية، إنما أيضا عائلته جيران لعائلتى، وهم من حملة وحفظة القرآن الكريم. وتعلمت القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم على اللوح المعروف فى ذلك الزمان على يد العملاقين، رحمهما الله، الشيخ محمد أبو شلبى، والشيخ أحمد البيومى إمام وخطيب مسجد الكفر الجديد. ولحسن حظى أن باب المسجد كان أمام باب منزلنا بالقرية.

نشأنا ونحن أطفال على حب وسماع قصص وحكايات الرواد من أبناء قريتنا. نأخذ منهم النموذج والقدوة حين نفكر فى المستقبل. يأتى على رأس الرواد الأستاذ الدكتور محمد رجب البيومى. كان أستاذا للغة العربية وعميدا لها بالأزهر الشريف. تميز بالفكر، والأدب والشعر، والكتابة، حتى أصبح رئيسا لتحرير مجلة الأزهر.

ولم يتخذ العلم فقط للتدريس وتعليم الطلاب بالجامعة، بل كان العلم عنده وسيلة للفكر والفلسفة العميقة، أحب مجالسة عمالقة الأدب والفكر فى مصر والوطن العربى. ورغم ندرة اللقاءات بيننا، إلا أننى تعلمت منه الكثير فى حياتى العملية، فقد تعلمت أن أكون صاحب رؤية خاصة، وفكر مرتبط بالحضارة المصرية والإسلامية، وأسلوب الكتابة السهل والسريع ليتماشى مع العصر.

الدكتور رجب البيومى تميز عن الكثير من جيله بالتمكن من النقد والتحليل، إضافة إلى علمه وثقافته الموسوعية الفريدة التى جمعت بين علوم اللغة العربية والفقه وأصول الدين مع الأدب والشعر. وأتفق مع دعوة أخى الكريم الدكتور الحسينى بضرورة الاحتفال بمئوية الراحل العظيم، والتى تحل هذه الأيام. وهى واجبة على الأزهر الشريف جامعاً وجامعة ومجمع البحوث الإسلامية وهيئة كبار العلماء، كما هى واجبة على وزارة الثقافة. الاحتفالية لن يستفيد منها الراحل الكريم، بل تستفيد منها الدولة المصرية التى تكرم عالما فذا ترك بصمة كبيرة على الفكر والثقافة المصرية والعربية.

لا أبالغ إن قلت إن هناك من يجرى الاحتفاء بهم دون رصيد يذكر، أما العلامة الكبير الراحل محمد رجب البيومى فله بصمة واضحة فى الثقافة والفكر والأدب.

وأرى أن الأزهر الشريف مسئول عن تخليد ذكرى العلامة الفذ البيومى. ولا ننسى ما قاله الإمام أحمد الطيب فى نعيه للبيومى فى أبريل عام 2011 «أنه لم يأخذ كامل حقه» لقد حان الوقت ليأخذ حقه يا مولانا. وقد صدر مؤخرا عن دار دحروج كتاب الباحث حاتم إبراهيم سلامة بعنوان «محمد رجب البيومى فارس القلم فى وجه خصوم الإسلام».
كريستيانو رونالدو

ساءنى ما نشر من شائعات طالت اللاعب الفذ كريستيانو رونالدو، والذى قام بعمل إنسانى كبير بالعطف على سيدة إيرانية من ذوى الاحتياجات الخاصة، حيث احتضنها وقبل رأسها.

الشائعة قالت إن محكمة إيرانية حكمت عليه بالجلد 99 جلدة على هذا «الجرم» !. ثم نفت إيران صدور هذا الحكم.. كان رونالدو قد ذهب إلى إيران مع فريقه فى يومى 18 و19 سبتمبر لمواجهة فريق بيرسيبوليس فى دور مجموعات دورى أبطال آسيا. وحظى رونالدو بترحيب كبير داخل إيران وحصل على هدايا من المشجعين، إحداها كانت لوحة من الفنانة فاطمة حمامى «من ذوى الهمم»..

السفارة الإيرانية فى إسبانيا قالت فى بيان رسمى: «ننفى بشدة صدور أى حكم قضائى ضد أى رياضى دولى فى إيران» وأضافت: «مما يثير القلق أن نشر مثل هذه الأخبار التى لا أساس لها من الصحة يمكن أن يلقى بظلاله على الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب ضد الأمة الفلسطينية المضطهدة» واستكملت: «كما حظى لقاؤه الصادق والإنسانى مع فاطمة حمامى بإشادة وإعجاب الشعب والسلطات الرياضية فى البلاد».

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة