محمد علي السيد
محمد علي السيد


محمد علي السيد يكتب: من السويس والحصار

محمد على السيد

الجمعة، 20 أكتوبر 2023 - 04:38 ص

••من السويس و الحصار 
•• عزيزى العميد (فلان )••!!
••
صباح السبت 27 أكتوبر 73.!!
ثانى أيام عيد الفطر .
••
21 يوماً من عبور النصر 
11 يوماً من ثغرة الدفرسوار
4 أيام من فشل أقتحام السويس 
••
وصل ضباط الطوارئ الدولية
تنفيذ وقف إطلاق النار ••تفقد أحوال المدينة
 التى دحرت العدو يوم الأربعاء  24 وصمدت لقصف إنتقامى يومين تاليين.. خاصة أول أيام العيد .
••

تبادل مواطن حوار ومجاملات مع أحدهم
ليسأله عفوياً
هل تعرف العميد ( فلان ) (ضابط أتصال معهم ) 
بالطبع يعرفه.. طلب خدمة ••ورقة صغيرة يطمئن أهله •• فهو قريبى!!
بعد تردد. أخذها (سنتيمترات) فى جيب سترته
لا تريب نقاط التفتيش الإسرائيلي فى طريقه للقاهرة.
••
لم يعرف ما بها.. و كاتبها وضع فى حسبانه أحتمال وقوعها فى يد العدو ويقرؤها بالعربى 
(عزيز العميد ( فلان ) .
أرجو إبلاغ شقيقى (فؤاد )بأنى بخير وكلنا كويسين 
وعندنا كل حاجة وآسف مش عارف أكلمكم.
لأنى معنديش (وسيلة مواصلات.)
ووقع بإمضائه.. (فتحى عباس) لم يكتب رتبته 
ولا منصبه .. ولم يذكر لى أسم العميد فلان?!! .
*
(الأقواس من عندى للتركيز )
••
 شقيقه فؤاد.اللواء فؤاد نصار قائده 
مدير المخابرات الحربية 
 يبلغه عدم وجود لاسلكى للأتصال .
72 ساعة، وصلت  مجموعة لاسلكى، من شرق القناة •• وصلت الرسالة  وفهم ما فيها !!
*

روح التحدى والحفاظ على حلاوة النصر الذى تحقق وإنهاء أيام معاناة الانتظار قبل الحرب 
 دفعت رجال الجيش والمقاومة الشعبية لوقفة بطولية أذهلت إسرائيل والعالم
لم يكن اليأس كما توهم الإسرائيليون بأنهم أخطأوا بغلق المحاور الثلاثة للسويس (الطرق مفتوحة من بداية الثغرة 16 أكتوبر ) لمن يخرج أو يهرب وحتى أختراقهم وقف إطلاق النار  (22 -24 أكتوبر ) 
لم يكن  لجندى أوسويسى أو مواطن أن يتركها  ولو دكت بتشربه الحرب فى قصف حرب الاستنزاف.. 
ووطنية وحب للسويس ومصر بلا وصف 
••
أستمر عملنا حتى الأثنين 22 
نتابع القوات فى الشرق والثغرة.. ونبلغ القاهرة •
حتى مساء 23.. كانت مؤخرة الجيش، ومعظمها وحدات إدارية وخدمات، تدافع عن نفسها أمام الاسرائيليين
وجاء السويس كثير  من الجنود وأهالى القطاعالريفى.
••
دافعوا عنها ببسالة .
*
بدأ الأقتحام 6 ونصف صباح 24 
 الصمت••خدع الجنرال ( أدان ) قائد الهجوم  
يبلغ قيادته  
(السويس مدينة أشباح بلا مقاومة)
••
 تلقى اتصالاً فى الفجر
 (هل يمكن إحتلال السويس فى ساعتين ونصف )
أجاب ••حسب تحصيناتها ويمكن إحتلال جزء منها  ( نصب على قيادته ) هو أحتل الزيتيات 
(شركة تكرير البترول )
وأراد اعتبارها الجزء الذى يحتل عند فشل اقتحامه 
وبذلك يحقق أمامهم نصراً.
(كلامه  فى مذكرات رئيس المخابرات الحربية الإسرائيلية)
••
 أستغلوا تليفون الزيتية، طوال ليلة 24 للإتصال بأى أحد فى السويس خاصة المحافظ ••للأستسلام 
ورفض فورى.وشامل
*
عارف نار جهنم ؟!..
كل ما يمكن قوله عنها يوصف به هذا اليوم !!
الهجوم الرئيسى من جهة حى المثلث على طريق للقاهرة  بإتجاه شارع الجيش (الشارع الرئيسى للمدينة 
وحتى قسم شرطة الأربعين (قلب المدينة )
••
 الباقى هجوم فرعي من ناحية القطاع الريفى. واجهوا مقاومة شعبية لمنظمة سيناء العربية ورجال الفرقة 19.
أصابوا أول دبابات ( القول ) عند الهويس
أغلقت الطريق وتوقف الهجوم.
••
دبابات من جهة الزيتية. وقفت أمام مبنى المحافظة (على البحر ).. وانسحبوا  بالليل.
••
من المثلث••تقدمت  24 دبابة وعربة مدرعة،
بسرعة شديدة لتقليل الخسائر
أقتحام المدن من الأمور الصعبة ••المساكن متلاصقة، والشوارع والحوارى كثيرة ومتداخلة.. ولا تعرف ما فيها. وكلاً منها يمكن أن يصبح ميدان قتال
••
وصلت أول دبابة قرب قسم الأربعين 
فوجئت بنيران منظمة سيناء، كلهم أبناء السويس، دمروها، توقف باقى القول المدرع .
خرج ضباطنا وجنودنا ورجال المقاومة الشعبية والمدنيون .. من الأبواب والشبابيك والبلكونات المطلة على شارع الجيش من أوله لأخره 
نيران كل الأسلحة.هرب الإسرائيليون تاركين مدرعاتهم. يطلبون الاستغاثة.
 لائذين بأى مبنى
وجدوا فى كل شبر من يقتلهم.
لجأوا لقسم الأربعين،.وحصارهم 
وفيهم قائد القوة
••
أستشهد أبطالنا على سور القسم لإقتحامه .
ومقاومات العدو حتى منتصف الليل.
قصفت مدفعيتهم على جانبى خط السكة الحديد، المجاور للقسم ممتد حتى الزيتيات، أنسحبوا  عليه وأفلتوا من الأنتقام
••
حصلنا من دبابة قائدهم  
على خرائط تمركزات قوات الثغرة ووصلت للقاهرة.
(نفذت عليها خطة تصفية الثغرة)
••
لم يجرؤا على تكرار الإقتحام   
 لكنهم قصفو ابالمدفعية و الطيران يومى 25 و26  ومدفعى أسبوعين ••مرتين يومياً
••
اللواء أحمد بدوى قائد قوات بدر شرق القناة 
وجه مدفعية الجيش الثالث من الشرق 
تضرب تجمعاتهم غربا بأطراف السويس 
قصف تأديبى أصابهم بخسائر فادحة فلم يعاودوها
*
اللواء محمد أمين الكنزى..حاكماً عسكرياً للسويس.
عاد من الشرق ونظم المدينة وحصنها..
ونظم المعيشة من مخزون التموين 
وخضراوات من القطاع الريفى. 
والمياه من محطة السويس 
وبئر الغريب وآبار حفرها الأهالى
••
نظمنا حياتنا فلم نشعر بالحصار  أو البعد عن أهلنا 
••
خط لاسلكى أعده الجيش كل فرد يتصل بأهله 
وكل ضابط أو جندى أو مدنى لديه مناسبة اجتماعية (عيد زواج ••ميلاد أبناءه - نبلغ القاهرة
يرسلون لأهله تورتة وباقة ورد وكارت تهنئة منه 
••
ترفيه قوات الشرق ••مسرح _ملاعب _سينما 
رحلات للأهالى لقضاء يوم هناك  
يعودون بروح معنوية عالية جداً.
••
أستثمرنا ظروفنا لإرهاب الإسرائيليين.
••
بيننا وبينهم قوات طوارئ دولية
جعلناهم  ينقلون صورة تفاؤلنا وصمودنا.
عزمناهم  يوم فى الشرق.وشاهدوا ذلك.
أعددنا لهم وليمة ليلة رأس السنة ينقلوا ما رؤه.
جمعنا ديوك رومى من القطاع الريفى وأهديناهم دهشوا.. وذهل الإسرائيليون
*
لم يتوقف نشاطنا الأمنى ولا المخابرات الإسرائيلية  !! المعلومات والتحصينات والأسلحة والتموين  
••
محاولات تجنيد أهالينا فى القطاع الريفى 
يأتون السويس لمصالحهم وأحتياجاتهم 
(بيع خضراوات -أخذ مواد تموينية) 
كل من تم أتصالهم به سارع لإبلاغنا 
ونستثمرهم فى توصيل معلومات نقصدها .
••
حاولوا .. التودد بمواد غذائية 
للعسكريين و المدنيين الذين يحضرون أستلام 
المواد الغذائية من القاهرة بعد إتفاقيات فك الاشتباك يتم على مشارف السويس بإشراف قوات الطوارئ 
حصناهم ضد كل المحاولات ••أشهرها
سيجارة مجاملة ونقود بعلبة كبريت ليشعلها ويتركها له 
جاءنا بها كل فرد  فنغيرهم لنقطع خط التودد
••
وقعوا فى شاب سويسى (حويط وملحلح)
تجاوب معهم (مثل الدور )بما دربناه 
ساعدنا بمعلومات هامة 
 ثقتهم إعطته كاميرا خاصة لتصوير أسلحتنا
صورناها بأعداد تربكهم!!
 وأوقفنا العملية خوفاً عليه..
(أعطوه مكافآت ألفى جنيه •• مبلغ ضخم آنذاك)
**
كانت السويس المدينة الفاضلة 
الكل يعمل بأقصى طاقته.. بلا إنتظار أمر من أحد •
الكل ينكر ذاته. ويحرص على الآخرين أكثر من نفسه ذابوا فى مائة يوم حصار
فى حب السويس ومصر وتحقق النصر
••
(الى روح اللواء فتحى عباس)
قائد فاخر

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 

مشاركة