جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

حين يختلف مجرمو الحرب!

جلال عارف

الثلاثاء، 25 يونيو 2024 - 07:51 م

بعد استقالة كل من «جانتس» و«ايزنكوت» من حكومة الحرب، ومع تصاعد الأزمة بين واشنطون ونتنياهو، ومع غياب أى دور للخارجية الإسرائيلية.. لاتجد الإدارة الأمريكية من تتحاور معه من طاقم الحكم الإسرائيلى إلا وزير الدفاع «جالانت». ولهذا تحيط زيارته لواشنطون بكل الاهتمام، بينما- على الجانب الآخر- لا يدخر نتنياهو وسعاً فى السعى لقطع الطريق على «جالانت» بالهجوم على الإدارة الأمريكية حتى لايظهر وزير الدفاع بمظهر المنقذ للعلاقات مع الحليف الأكبر والأساسى، أو يصل إلى تفاهمات مع واشنطون تزيد إحراج نتنياهو وتضاعف عزلته!!

العلاقة بين نتنياهو ووزير دفاعه متأزمة من قبل الحرب. حيث عارض «جالانت» مشروع الحكومة للهيمنة على القضاء وقام نتنياهو بإعفائه من منصبه ثم اضطر لإعادته خوفاً من إنهيار الحكومة. والعلاقات بين الرجلين الآن تمر بأزمة أكبر.. فوزير الدفاع يتضامن مع رأى قادة الجيش بشأن غياب أى أفق سياسى للحرب فى غزة التى وصلت - فى رأيهم - إلى طريق مسدود منذ شهور. وبالإضافة لذلك انفجر خلاف جديد مع تصويت الوزير فى البرلمان ضد مشروع قانون حكومى بشأن اعفاءات جديدة للمتقدمين من التجنيد وهى سابقة لم تحدث من قبل!!

ولولا ظروف الحرب والضغوط من المؤسسة العسكرية ومن واشنطون، لما تأخرت إقالة «جالانت»، وإن كان هذا لم يمنع نتنياهو من محاولة البحث عن بديل وعرض الأمر على الوزير السابق «ليبرمان» وغيره، مع العمل على دفع جالانت للاستقالة إن أمكن بدلاً من إقالته التى يخشى نتنياهو أن تكسب الوزير تعاطفاً يؤدى إلى انشقاق داخل حزب «الليكود» وتهديد لعرض نتنياهو!!

الصدام حتمى بين الرجلين.. نتنياهو لن يقبل التمرد وعليه من داخل حزبه، ولن يتحمل طويلاً وجود جالانت فى وزارة الدفاع وموثوقاً به من قيادات الجيش والإدارة الأمريكية. و«جالانت» لن يتحمل مؤامرات نتنياهو مع حلفائه بن غفير وسيموتريتش لكى يتحمل الجيش ثمن بقائهم فى السلطة والانتقال من فشل إلى فشل إلى كارثة محققة.

الصراع حتمى، والمفارقة أنه يجرى بين رجلين ينتظران قرار المحكمة الجنائية الدولية فى طلب إصدار أوامر اعتقال دولية لهما كمجرمى حرب.. حتى مجرمو الحرب يختلفون ويتصارعون ويكون صراعهم هو الأخطر!!

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة