الجمعة، 20 أكتوبر 2023 - 07:10 م

كل شاب وكل فتاة وكل رجل وسيدة وشيخ تطوعوا بالذهاب مع معونات إنسانية إلى المعبر فى رفح.. هم أبطال، ولو سألت ملايين المصريين السفر إلى المعبر سيحملون جزءاً من خزين بيوتهم ويسبقون إلى هناك.

هذه ليست فقط مشاعر نبيلة.. إنما واجب يحمله كل مصرى فى الأزمات، نحن شعب جدع دون مزايدة وقوى دون تراجع، مستعد للتضحية حتى آخر نفس.
المصرى عظيم وإن بدا أحيانًا غير مُبالٍ، الأزمات تُعيد له كامل رونقه وحماسه واندفاعه، المصريون سلاح يجب أن يفكر ألف مرة من يحاول اختباره فى محنة أو معركة.

أنف المصريين التى يضعونها فى كل شىء هى مصدر قوة حقيقى، هى حالة يقظة متأصلة ومستمرة، هناك شعوب محايدة مع أوطانها، تعيش دون تفاعل، كأن الأمر لا يُعنيهم. 

المصرى هو الإنسان الذى مازال يتدخل لفض خناقة على الطريق بين اثنين لا يعرفهما ولو نال تقطيع هدومه، هو من يذهب للتبرع بالدم إذا طلب أحد أن يفعل حتى لو كان جائعاً أو ضعيفاً، هو الذى على استعداد لتقديم نصف طعامه بسعادة لعابر دون أن يطلب، هو الذى فى عز أزمته الاقتصادية تبرع بآلاف الأطنان من الغذاء والدواء لمساعدة إنسان لا يعرف اسمه لكنه يعرف وطنه ويعرف أنه فى محنة.

من أجل هذا المصرى الجدع الشهم البسيط.. تحيا مصر، تمضى محفوظة بإذن الله، تنتصر وتبقى ولا تنكسر أبدا.

المصرى خليط الدلتا والجنوب والصحراء والوادى والزرع الأخضر والنيل والبحر، الطيب والمكافح والصابر، خلطة المقاوحة والنبل وفتحة الصدر وطول اللسان ورِقة المشاعر وحاضر الدمعة وخفة الدم وقبضة اليد، الدماغ الناشفة والقلب الأبيض، المصرى صاحب الألف شخصية يُخشى منه فى المعارك والحروب والأزمات.

المصرى الكريم فى كل حالاته هو مواطن يبل جذوره فى حضارات بعيدة وأصول تاريخية عظيمة وبيوت عريقة ومواقف صلبة. 

أشياء كثيرة حتى لو بدت متناقضة لن تجدها سوى فى مصر، لأن الخيط المنسوج منه الحياة هو من مصريين صباحهم شاى بحليب وليلهم صوت الست أم كلثوم على قهوة بلدى فى حوارى ضيقة دافئة أحلى وأجمل من مدن كبيرة.

حتى لسان حال المصريين بين النكتة واللمحة والسُبة والفكرة مختلف وجميل وصابح.

شكرا لجزء يسير من المصريين يُمثلنا على بوابات معبر رفح، مثال نُبل وجدعنة وشهامة وشجاعة وطيبة واستحمال لكل الظروف الصعبة من أجل المبادئ والأخلاق ومعارك لن تنتهى.