جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

كسر الحصار.. وقمة القاهرة

جلال عارف

السبت، 21 أكتوبر 2023 - 07:36 م

كان ضروريًا أن ينكسر الحصار الذى فرضته إسرائيل على الشعب الفلسطينى فى غزة، والذى فى حماية دول غربية نسيت كل القوانين والقرارات الدولية، ولم تعد تذكر إلا "حق إسرائيل فى حماية نفسها"، والذى ترجمته إسرائيل من جانبها بمنع الماء والغذاء والدواء والطاقة عن الفلسطينيين فى غزة، وشن حرب إبادة راح ضحيتها- حتى اليوم- أكثر من أربعة آلاف شهيد أكثر من نصفهم من الأطفال والنساء.

بالأمس انكسر الحصار لأول مرة بعد أسبوعين من حرب التجويع لمليونين من سكان غزة لكى تكون مع حملة القتل البربرية دافعًا لتهجير أهلنا الفلسطينيين من غزة، ثم من الضفة بعد ذلك"!!" انكسر الحصار بعد جهد مصرى كبير وإصرار على إفهام العدو الإسرائيلى ومن يقفون وراءه أن التهجير خط أحمر، وأن ما يفعله الآن هو مجموعة من جرائم الحرب التى لا تسقط بالتقادم، ولابد للعالم أن يحاسب من يرتكبها مهما كان الداعمون له.

لكن ما حدث بالأمس كان الخطوة الأولى التى لابد أن تتلوها خطوات بعد أن عرف العالم حجم الجريمة الإسرائيلية التى تريد إسرائيل استكمالها بالهجوم البرى الذى حشدت له مئات الألوف من جنودها فى حراسة البوارج الأمريكية والبريطانية، والتأييد المطلق من جانب أمريكا التى رصدت قبل يومين مساعدات طارئة بأكثر من ١٤ مليار دولار بالإضافة إلى شحنات السلاح، وإلى التأييد السياسى الذى يتبنى كل أكاذيب إسرائيل.

ولا شك أن انعقاد قمة القاهرة للسلام كان عامل ضغط لكسر الحصار أملًا فى تخفيف الضغط على داعمى إسرائيل فى حرب الإبادة التى تشنها على شعب فلسطين.

لكن القمة تتجاوز بأهدافها هذه الخطوة بكثير، من أجل وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب الإسرائيلية المجنونة، ومن أجل العودة إلى الطريق الوحيد لإقرار السلام فى المنطقة.. بإعادة الحقوق المشروعة لشعب فلسطين وإقامة دولته المستقلة على حدود ٦٧ وعاصمتها القدس العربية.

انكسر الحصار "ولو بصورة جزئية"، على شعب فلسطين فى غزة. لكن المهم- بعد ذلك- أن نكسر النازية الصهيونية ومن يدعمونها، وأن ينتصر العالم للشرعية الدولية لينفتح الطريق إلى السلام الحقيقى الذى لا يقوم إلا على العدل ولا يستهدف إلا حرية الشعوب فى تقرير مصيرها.

كل ما عدا ذلك باطل.. حتى لو دعمته الأساطيل ومولته القوى الكبرى وهى ترفع -زورًا وبهتانًا- شعار "الدفاع عن النفس" لتقتل أطفال فلسطين!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة