فيلم فتاة من فلسطين
فيلم فتاة من فلسطين


فلسطين فى قلب السينما المصرية

أخبار النجوم

الأحد، 22 أكتوبر 2023 - 01:48 م

ريزان‭ ‬العرباوي

لم تغب فلسطين عن السينما المصرية مطلقا فهي حاضرة في أفلام تظهر بين الحين والآخر، وبالرغم من أن تناول القضايا السياسية فنيا قد يعد مغامرة إنتاجية، ومع ذلك لم تغض - الفنون المصرية - الطرف عن تناول القضية الفلسطينية وصياغتها برؤية خاصة عكست الموقف الجماهيري تجاه تلك القضية التي تعتبر واحدة من أخطر وأهم القضايا السياسية التي عاشتها الأمة العربية ولا تزال، وجسدت الانتهاكات الإسرائيلية والمحاولات المستميتة لتهويد الأرض العربية فنيا حتى ولو من خلال مشهد واحد مؤثر، فمعالجة هذه القضية سينمائيا، تبقى خطوة أبعد من مجرد الدعاية، أو الخطابة الهشة حتى ينجح العمل في نقل واقع الشعب الفلسطيني والتعبير عما يمر به بشكل أكثر إيضاحا، بل ويجعل المشاهد يتماهى مع الأحداث ليختبر شعور الحياة في فلسطين المحتلة وشعبها الذي عاش حياة الحرب منذ عقود طويلة ومر بأحداث مؤلمة، فالفن هو القلب النابض لرصد نضال ذلك الشعب الأبي من خلال أعمال لها منزلة خاصة تتمكن من إختراق وعي المشاهد العربي عبر بث القضية الفلسطينية في قوالب درامية مختلفة.. وخلال السطور التالية نستعرض تاريخ القضية الفلسطينية في السينما المصرية.

كانت عزيزة أمير إحدى صناع السينما وروادها، أول من استخدمت السينما لخدمة القضايا القومية والوطنية، حيث أنتجت شركتها أول فيلم يتحدث عن القضية الفلسطينية عام 1948 باسم “فتاة من فلسطين”، وكتبت بنفسها قصة الفيلم والسيناريو وأخرجه محمود ذو الفقار وقامت ببطولته الفنانة سعاد محمد في أول ظهور لها، تناول الفيلم القضية الفلسطينية، من خلال علاقة حب بين طيار مصري سقطت طائرته في قرية فلسطينية، وفتاة فلسطينية تقوم بالعناية به، وبدعم الثوار الفلسطينيين ضد الصهاينة.

استوحيت الأفلام التي ناقشت قضية فلسطين من الهوية ذاتها، ومع محاولات طرح ما هو مختلف بين حين وآخر لتقديم الجديد، جاء فيلم “أرض السلام” عام 1957، الفيلم الذي أخرجه كمال الشيخ وقدم قصة مشابهة عن حب مقاتل مصري لفتاة فلسطينية أثناء الحرب، إلا أنه حاول في الوقت نفسه خلق مميزات جديدة من خلال استخدام اللهجة الفلسطينية، وتوظيف نجوم الصف الأول في الفيلم، حيث لعب بطولته كل من فاتن حمامة وعمر الشريف، كما ركز الفيلم على جرائم الاحتلال التي لم تكن حاضرة بقوة في أفلام سابقة.

وفي أجواء حرب فلسطين عام 1948 وصفقة الأسلحة الفاسدة التي تسببت في قتل جنود وضباط الجيش المصري في الحرب، دارت أحداث فيلم “أرض الأبطال”، جاء الفيلم ليوثق بطولات أبناء مصر ودورها المحوري في دعم القضية الفلسطينية، حيث يصدم أحد الشباب عندما يعلم أن والده الثري قرر أن يتزوج الفتاة التي يغرم بها، فيتطوع في الجيش ويشترك في الحرب وفي مدينة غزة يلتقي بفتاة فلسطينية تنشأ بينهما قصة حب ويقرران الزواج، فيقوم الأب بتوريد أسلحة فاسدة إلى الجيش، تكون سببا في فقدان الابن لبصره خلال إحدى العمليات، الفيلم إخراج نيازي مصطفى، وبطولة كوكا، عباس فارس، جمال فارس، صلاح نظمي، عزيزة حلمي، عمر الجيزاوي ولولا صدقي.

ومن جديد تعلن فاتن حمامة تضامنها ودعمها للقضية من خلال تجربة سينمائية جديدة، بعنوان “الله معنا”، وهو من أفلام ثورة يوليو للمخرج أحمد بدرخان وقصة الكاتب الصحفي والروائي إحسان عبد القدوس، تناول أيضا صفقة الأسلحة الفاسدة، الفيلم بطولة فاتن حمامة وعماد حمدي وماجدة وحسين رياض وشكري سرحان.

ومازلنا في أجواء حرب فلسطين، حيث دارت أحداث فيلم “الأقدار الدامية” حول اللواء حلمي باشا الذي يشارك في حرب فلسطين وأيضا يتطوع ابنه سعد، وبعد عودة حلمي عقب إعلان الهدنة، يموت من الصدمة عندما يكتشف خيانة زوجته، كما يصاب سعد في الحرب ويدخل المستشفى، وتمر الأحداث وتتطور حياته الشخصية، وبعد مرور 3 سنوات يتطوع سعد للقتال مع الفدائيين في القناة، الفيلم بطولة نادية لطفي ويحيى شاهين وأحمد زكي وإخراج خيري بشارة.

تناول أيضا فيلم “الناصر صلاح الدين” القضية الفلسطينية وما يحدث للمسلمين في بيت المقدس، لتبدأ بعدها أحداث الحملة الصليبية الثالثة، والفيلم بطولة أحمد مظهر ونادية لطفي وليلى فوزي ومحمود المليجي وحمدي غيث.

وكان الاستثناء الأهم لتناول هذة القضية من خلال فيلم “باب الشمس” الذي أخرجه يسري نصرالله عام 2004، واستوحى الفيلم عن رواية تحمل الاسم ذاته للروائي اللبناني إلياس خوري ويحكي هذا الفيلم المأساة الفلسطينية على إمتداد 50 عاما، من خلال قصة حب بين البطل الفلسطيني يونس الذي يذهب للمقاومة، بينما تظل زوجته متمسكة بالبقاء في قريتها بالجليل، وطوال فترة الخمسينيات والستينيات يتسلل من لبنان إلى الجليل ليقابل زوجته في مغارة “باب الشمس” ويعود مرة أخرى لينضم إلى تنظيم المقاومة في لبنان.

شارك فى البطولة فنانين من مختلف البلدان العربية، فكان عربيا بنص لبناني ومخرج مصري وأبطال سوريين ولبنانيين ومصريين وتونسيين منهم باسل خياط، نادرة عمران، باسم سمرة، محمد حداقي، طلال الجردي، عماد البيتم، فيفيان أنطونيوس وغيرهم.

وفي بعض الحالات، ظهرت القضية بشكل أوسع، كرفض وجود السفارة الإسرائيلية في فيلم “السفارة في العمارة” بطولة عادل إمام، وجسد دعم الشعب المصرى للقضية الفلسطينية من خلال أحداث العمل التي تطور إلى أن يفاجأ البطل بوجود السفارة الإسرائيلية في المبنى الذي يقطنه في القاهرة مما يدفعه إلى التحول من إنسان أناني لا علاقة له بالسياسة إلى شخص معارض لإسرائيل يرفع قضية مدعومة من الرأي العام لإخراج السفارة من العمارة، والفيلم تأليف يوسف معاطي وإخراج عمرو عرفة.

ومن الأفلام التي قدمت طرحا جديدا وجريئا لقضية الصراع العربي الإسرائيلي بشكل عصري وعلى الصعيدين الإنساني والسياسي، فيلم “ولاد العم” فمن خلال الدراما المطروحة والتي تركزت أحداثها حول شخصياته الثلاثة الرئيسية “فتاة مصرية، ضابط مخابرات مصري، ضابط مخابرات إسرائيلي”، وضعت الشخصيات المصرية في مواجهة إنسانية، وسياسية، وعقائدية، ومعيشية مع مجتمع إسرائيلي يعرض بالكامل بكافة أنماطه سواء في المعيشة الداخلية أو الخارجية مع المجتمع اليهودي والصهيوني أيضا، ومن خلال هذه الشخصيات تطورت الأحداث وتشكل الصراع، كما تطرق الفيلم بشكل غير مباشر إلى القضية الفلسطينية وأوضاع الفلسطينين في ظل بناء الجدار العازل، الفيلم من بطولة كريم عبد العزيز، شريف منير ومنى زكي وإخراج شريف عرفة. 

كما ظهرت هذه القضية كضيف مفاجئ طيب الأثر في بعض الأفلام، ومنها مشهد حرق طلاب الجامعة لعلم إسرائيل في فيلم “صعيدي في الجامعة الأمريكية”، عندما قدم الكاتب مدحت العدل والمخرج سعيد حامد واحد من أهم الأفلام التي تناولت حياة الشباب الجامعي في تلك المرحلة، ولم تخل الأحداث من التطرق للقضية الفلسطينية، حيث ظهر بعض الشباب وهم يحرقون علم إسرائيل داخل الجامعة الأمريكية احتجاجا على الاحتلال الصهيوني، ويعتبر هو أول فيلم شهد واقعة حرق العلم، الفيلم بطولة محمد هنيدي وأحمد السقا ومنى زكي وغادة عادل وهاني رمزي وفتحي عبد الوهاب وطارق لطفي.

ورفض العامل المصري في أوروبا العمل مع شخصية يهودية في فيلم “همام في أمستردام”، ففي ظل اهتمام الكاتب مدحت العدل بالقضية الفلسطينية، أشار إليها من خلال إحدى مشاهد الفيلم التي تجمع الشباب المصريين المغتربين بزميلهم الشاب الفلسطيني، وفى مشهد الشجار يقوم الفلسطيني بمحاولة فض النزاع من خلال تشغيل أغنية الحلم العربي، التي بدورها تنهي الخلاف بين الأصدقاء المصريين، وتلفت انتباههم إلى ما هو أكبر وهو القضية الفلسطينية.

الفيلم بطولة محمد هنيدي وأحمد السقا ومحمود البزاوي وأحمد عيد وموناليزا.

اقرأ أيضا : سقوط شهداء « صاحبة الجلالة » بأيدى الغدر

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة