أسامة عجاج
أسامة عجاج


فواصل

حديث الإفك

أسامة عجاج

الثلاثاء، 24 أكتوبر 2023 - 07:06 م

قد أقبل التفسير التآمرى للتاريخ، ولكن لا أفهم أن يصل الأمر إلى حالة من الجنون، التى أصابت البعض، بالحديث عن أن ما يحدث فى قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، هو اتفاق إسرائيلى مع فصائل المقاومة، وسأتحامل على نفسى وأناقش (بمنطق)، أفكاراً خارج العقل فى نقاط سريعة، أظن أن هناك استحالة، لوجود اتصال مباشر أو عبر وسطاء، بين تل أبيب وفصائل المقاومة، فما بالك إذا تعلق الأمر بإعادة المواجهات المسلحة، خاصة أن الصراع بينهما (صفرى)، كل طرف يسعى لإنهاء وإلغاء الآخر، ثانيا من بديهيات العمل العسكرى، (أنك قد تكون صاحب الطلقة الأولى، ولكنك أبدا لن تستطيع وقفها)، ونهاية المواجهات مفتوحة على كافة السيناريوهات، ثالثا من المسئول الإسرائيلى الذى يجرؤ أن يغامر بالاتفاق على الدخول فى مغامرة غير مضمونة؟، خاصة أن جماعات المقاومة وفى القلب منها حماس، حرصت على تسجيل وإذاعة مشاهد مختارة من صور الإذلال للجنود والضباط الإسرائيليين، واقتحام المستوطنات فى غلاف غزة، مما مثل أهانة وإذلالاً  لعناصر الجيش الإسرائيلى، الذى مازال يعتقد - زورا وبهتانا - أنه لا يقهر، واستلزم الأمر للتغطية على آثارها العسكرية والمعنوية، القيام بجرائم حرب إبادة، ضد سكان القطاع المدنيين، سيأتى يوم قد يكون قريبا لمحاسبة مرتكبيها، ومن جهة أخرى، فقد يكون نتنياهو قبل العملية فى حالة أزمة داخلية، ولكن الحرب لم تكن أبدا وسيلة للهروب منها، فهو سيواجه بعد نهاية العمليات اتهامات بالتقصير، سيدفع ثمنها مستقبله السياسى، وهناك بوادر لذلك، منها المطالبة بتحقيق قضائى، فيما تردد عن أنه أحرق وثائق رسمية بعد العملية، تثبت مسئوليته عن التقصير والعجز فى المواجهة على الأقل فى الأيام الأولى، يا سادة علينا أن نعترف بأن طوفان الأقصى عملية نوعية استثنائية، وصل حجم السرية فى التخطيط والإعداد لها، بعض المستوى القيادى السياسى فى الحركة لم يكن على علم بها، كما أثمرت امتلاكها بعض أوراق القوة التفاوضية فى المرحلة القادمة، ومنها ملف الأسرى والمحتجزين، والذى وصل عددهم بالمئات، وفقط علينا أن نتذكر ما جرى فى مفاوضات الأسير جلعاد شليط منذ سنوات، يا سادة فى فلسطين شعب صاحب قضية عادلة، يسعى لتحرير أرضه بأقل الإمكانيات، وبكل التضحيات، ويحتاج إلى الدعم والمساندة وليس ألى التشكيك .

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة