علاء عبدالوهاب
علاء عبدالوهاب


انتباه

لن يسامحهم التاريخ

علاء عبدالوهاب

الأربعاء، 25 أكتوبر 2023 - 07:27 م

فضحوا أنفسهم بفعلتهم، لم يهتموا بالسعى لصياغة موقف يبدو متوازنا، صموا آذانهم عن صراخ الضحايا من الأطفال والنساء والعزل، وأغمضوا أعينهم عن الدمار البشع، ولم يروا فى سفك الدماء البريئة، دافعا لإدانة من ارتكبوا جرائم مصنفة «ضد الإنسانية»، وفقا لمعايير القوانين الدولية الجنائية والإنسانية.

منحوا ضمائرهم إجازة مفتوحة، فلم يكتفوا بالترويج لروايات الجلاد، وتأييده بإصرار، ودعمه بالسلاح لاستكمال مخططه الإجرامى، ولم يكيلوا فقط بمكيالين، وإنما بتفاوت رهيب، وفظاظة متناهية، فهؤلاء بشر فوق كل البشر، يتمتعون بكامل الحقوق، وأولئك «دون الإنسان»، ومن ثم لا حقوق لهم!

هكذا حسبوها، فسقطت للأبد عن عوراتهم ورقة التوت، الآن الإبادة الجماعية ليست جريمة تستحق الإدانة الصريحة، والعقاب الرادع لمرتكبيها، ولتداس المواثيق الدولية ومبادئ حقوق الإنسان بأحذيتهم اللامعة!

أما التهجير القسرى، والتجويع والترويع، والتعطيش لأكثر من مليونى فلسطينى، فآليات مشروعة للدفاع عن النفس، على يد نتنياهو وعصابته من عتاة المتطرفين!

تصوروا أن موقفهم اللاأخلاقى المهترئ، سوف يمر دون موقف مصرى واضح وجرىء وحازم، لكنهم خسروا رهانهم، وصدر بيان رئاسة الجمهورية ليضع النقاط على الحروف، فانكشفت حقيقة من رفضوا بناء توافق دولى واسع، محوره قيم الإنسانية نبذ العنف والإرهاب والحرب المجنونة، تمهيدا لإطلاق عملية سلام عادل وشامل.

لقد أهدر الذين أضاعوا شرف مشاركتهم فى إطلاق نداء عالمى للسلام، فرصة تاريخية ربما ساهمت فى تبييض وجوه اسودت من فرط انحيازها الأعمى لإسرائيل.

حسبوها خطأ الذين تصوروا أن مؤتمر القاهرة للسلام، نوع من العلاقات العامة التى أدمنوها، فلم يكونوا على مستوى الأزمة بحمولتها الكارثية، ولن يسامحهم التاريخ.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة