عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

بلا خجل!

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 26 أكتوبر 2023 - 06:37 م

لا أعرف لماذا البعض مندهش من الدعم السافر للعدوان الإسرائيلى الوحشى والبشع على غزة الذى يتم فيه يوميا قتل المئات من أهلها، أكثر من ثلثهم من الأطفال ويفرض فيه حصار على من نجوا من القتل حتى الآن بحرمانهم من الماء والغذاء والدواء والكهرباء والوقود و تشريد الآلاف منهم بعد تدمير منازلهم وإجبارهم على النزوح من شمال القطاع واللجوء قسرًا إلى جنوبه..

فقد قدم لنا الرئيس الأمريكى بايدن التفسير لذلك الموقف الغربى الراعى والداعم  للعدوان الإسرائيلى على أهل غزة مبكرًا فى تصريحاته التى أدلى بها خلال زيارته لإسرائيل فى الأيام الماضية، والتى قال فيها لو لم تكن إسرائيل موجودة لاخترعناها! 

فإن الرئيس الأمريكى يقول علنا فى تصريحاته هذه إن وجود إسرائيل يخدم المصالح الأمريكية فى هذه المنطقة.. وأكد هذا المعنى عندما قال للأمريكيين إن المساعدات التى طلبها من الكونجرس لدعم إسرائيل هى أفضل استثمار لأمريكا. وعندما يتعلق الأمر بالمصالح فلا أحد يتذكر المبادئ والقيم والأخلاق والمثل العليا.. لذلك جاءت أمريكا بأساطيلها للمنطقة وحشدت قواتها لمنع تدخل أطراف أخرى عسكريًا حتى تنفرد إسرائيل بأهل غزة، وشاركت إسرائيل فى إدارة عدوانها ضد أهالى غزة، وأجهضت بالفيتو مشروع قرار فى مجلس الأمن يقضى بهدنة إنسانية فى غزة، وبدلا منه تقدم بمشروع قرار آخر لا يطالب إسرائيل بوقف عدوانها، فهناك إصرار على عدم وقف إطلاق النار والتوصل إلى تهدئة قبل أن يحقق الإسرائيليون أهدافهم العسكرية من هذا العدوان أو يحققون ما ينشدونه من انتقام لما حدث لهم فى السابع من أكتوبر. 

إذن لا مجال للدهشة من الدعم السافر الأمريكى والغربى للعدوان الإسرائيلى الوحشى على أهل غزة، وتجاهل ما يشدو به الغرب من مبادئ وقيم وأخلاق، وخرقه السافر لها دون خجل، والذى وصل إلى حد التدخل الرسمى والحكومى  فى الإعلام الغربى ليتبنى تبرير العدوان الإسرائيلى والسكوت على الجرائم البشعة التى يرتكبها الإسرائيليون فى غزة الآن  ،وأيضا عقاب من يتعاطف مع فلسطينيى غزة وطرده من عمله أو توجيه التهديدات له واتهامه بمعاداة السامية! .. فعندما تظهر المصالح تداس بالأحذية القيم والمبادئ، ويتم هذا بلا خجل!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة