الجمعة، 27 أكتوبر 2023 - 05:36 م

هل كانت الحسابات دقيقة وسليمة يوم قررت حماس القيام بعمليتها «المبهرة» يوم 7 أكتوبر؟ هل قدَّروا الثمن الذى سيدفعه الشعب الفلسطينى فى غزة ؟ ومازال يسدد فاتورته المفتوحة حتى الآن؟ هل كسبت القضية الفلسطينية قوة؟ وهل ستجنى منها أى ثمارِ؟

هل تساوى العملية الآلاف الذين استشهدوا؟ والأرواح التى زُهقت؟ والطوفان الذى سال من الدم؟ والآلاف المؤلفة من المصابين المؤهلين للإعاقة؟ والبيوت التى هُدّمت فوق رؤوس أصحابها؟ وملايين اليتامى والثكالى؟! وما زال الجرح ينزف!!

بصراحة مطلقة وفى تقديرى.. أخطأت المقاومة من البداية فى خطف سيدات كبار فى السن، ومهاجمة مجموعات من السكارى فى حفل موسيقي.. فهذه هى «الشماعة» التى تعلقها إسرائيل لتدمير غزة بمن عليها، كما أفقد القضية للتعاطف الدولي، ولو انهم اكتفوا بالتعامل مع جنود الاحتلال وأسرهم.. لكان للعملية زهو آخر.

نعم.. تقف كل الشعوب العربية مع الحق الفلسطيني، وشهدت معظم عواصمهم مظاهرات للتعاطف، وخرجت البيانات الرسمية، وفى القلب من كل ذلك جاءت مصر كأسرع المُنجدين، وأقرب المسعفين، وأقوى الداعمين.

نعم من حق الفلسطينى والعربى أن يقاوم.. ولكن قبل ذلك لابد أن نعقلها، ونحسب الحسابات الدقيقة.. لأن أرواح الناس ليست شيكا على بياض لقادة المقاومة، خاصة إذا كان عدوك مجنونًا، ولا يقيم للإنسانية حُرمة ولا وازع من ضمير.

وليس من المعقول، ولا من العدل.. أن يختبيء قادة حماس فى مخابئهم وأنفاقهم بينما يتم التنكيل بشعب كامل، وتعريض الناس للقتل كل لحظة، وإشعال المنطقة فوق برميل من البارود قابل للإنفجار بأى هفوة!! 

وهنا دعونا نسأل بصراحة مطلقة.. هل كان وضع القضية وأحوال الناس فى غزة والضفة قبل السابع من أكتوبر 2023 أفضل أم اليوم؟؟ وهل كان يمكن لفت الانتباه للقضية بطريقة أذكى وبثمن أقل؟