علاء عبد الوهاب
علاء عبد الوهاب


انتباه

إدمان الحرب!

علاء عبدالوهاب

الأربعاء، 01 نوفمبر 2023 - 09:36 م

ليس هناك ما هو أبشع من إدمان الحرب، ليسود العالم قانون الغابة، فيتحكم فى مقدراته من يسيطر على عقولهم العنف والعدوانية، وتوجه رؤيتهم القوة الغاشمة، دون سقف أو حدود تحجم الإفراط فى ممارستها.

ما تشف عنه مذابح غزة، والجرائم المروعة فى الضفة، والانتهاكات التى طالت فلسطينيين تحت مظلة الاحتلال منذ نكبة ٤٨، ونكسة ٦٧، يترجم بدقة ملامح الوحوش الذين أدمنوا الحرب وسيطرت عليهم نوازع العنصرية فى أحط وأبغض صورها، يحيطها سياج من اعتقاد مريض بحق الهيمنة المطلقة، لأنهم الأكثر تفوقا، وفق أساطير مجنونة لا يسندها أى منطق أو عقل يتمتع بأدنى درجة من الرشادة.

ثم هناك حلفاء يقدمون دعما مطلقا لآلة حرب، تقبض عليها أيادٍ أدمنت احتضان السلاح ليل نهار، وأفواه متعطشة للدماء، وأنوف تستعذب رائحته، لتتدفق على الكيان الصهيونى أحدث ما تنتجه ترسانات الغرب من أسلحة محرمة، بعضها يستخدم للمرة الأولى، توجه لصدور العزل أطفالا ونساء وعجائز بل ومرضى على أسرة المستشفيات!

وكأن رسالة هؤلاء أمام العالم أجمع نحن نقدم لمن أدمنوا الحرب، جرعات مركزة تجعلهم أكثر إدمانا!

مدمنو الحرب يطغى عليهم إدراك متضخم بالذات، يفرز نمطا مشوها من البشر، أسير نظام سياسى عدوانى، ومؤسسة عسكرية تزعم أنها لا تقهر، ولا يعنيها إلا الثأر ممن يعريها. سعيا لاستخلاص حقه، أو دفعا للعدوان عن ناسه وأرضه.

الطامة الكبرى أن الذين أدمنوا الحرب، يتوهمون دائما احتكار الردع، والقدرة على فرض شروطهم، والتوسع دون توقف. ومواصلة قضم أرض فلسطين وزرعها بالمستوطنات، ودفع جميع الفلسطينيين للهجرة فرارا من جحيم الاحتلال هكذا كانوا يتوهمون.

السقوط المدوى لهذه الأوهام، أنتج رد فعل جنونيا، أكد أن العنف جوهر الحركة الصهيونية وشرعتها، ويكفى تدليلا على ذلك استدعاء مقولة بن جوريون: إن إسرائيل لا يمكن أن تعيش إلا بالقوة والسلاح، وشعار بيجين «أنا أحارب إذا أنا موجود»!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة