عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

وجاءهم بلينكن!

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 02 نوفمبر 2023 - 08:50 م

اليوم الثالث من نوفمبر يزور وزير الخارجية الأمريكى بلينكن إسرائيل مجددا.. وهذه هى الزيارة الثالثة له منذ اندلاع حرب غزة.. الأولى كانت لإعلان دعمه الكامل وبلاده لإسرائيل فى حرب الإبادة التى أعلنتها ضد أهالى قطاع غزة، وقال وقتها إنه جاءهم باعتباره يهوديا وليس وزير خارجية للدولة التى تعد الداعم الأكبر للإسرائيليين ..

والزيارة الثانية جاءت فى أعقاب جولة قام بها بلينكن لعدد من العواصم العربية، ولم يتمكن فيها من إقناع إسرائيل بما وعدنا به وهو السماح بتقديم مساعدات إغاثية لأهالي غزة بعد أن فرض الإسرائيليون حصارا كاملا عليهم وحرمانهم من الغذاء والماء والدواء والكهرباء والوقود، واحتاج تقديم المساعدات الإغاثية لأهالى غزة أن يزور بايدن نفسه إسرائيل.. فلماذا عاد بلينكن لها مجددا إذن فى زيارة ثالثة؟

والأغلب أن الإجابة تكمن فى توقيت هذه الزيارة الجديدة.. فإذا كانت زيارته الأولى جاءت فى وقت رغبة إسرائيلية عارمة فى الانتقام لما حدث لها فى السابع من أكتوبر، فإن الزيارة الجديدة تأتى فى وقت يتسم بأمرين.. الأول هو تصاعد رد فعل عالمى غاضب ورافض لحرب الإبادة التى تقوم بها إسرائيل فى غزة، وارتفاع العديد من الأصوات فى أمريكا وأوروبا تطالب بوقف لإطلاق النار أو هدنة إنسانية طويلة، وهو ما يشكل ضغطا على الإدارة الأمريكية الآن لم يقدر بايدن على مواجهته وطالب بدوره بهذه الهدنة أمس فى مؤتمر انتخابى له.. أما الأمر الثانى فهو يتمثل فى الصعوبات التى تواجهها القوات الإسرائيلية فى اجتياحها البرى المتدرج أو المتدحرج الذى بدأته قبل أيام مضت، وهو ما اعترف به نتانياهو ووزير دفاعه حينما تحدثا عن خسائر مؤلمة ليوم واحد فقط من أيام هذا الاجتياح، .. ولابد أن كل ذلك سيبحثه بلينكن مع نتانياهو اليوم فى إسرائيل..

نعم، إن الإدارة الأمريكية كانت ومازالت مشغولة هى وحلفاءها الأوروبيين بمستقبل قطاع غزة ومن يديره، وكانت تبحث خيارات محددة من بينها إدارته تحت إشراف دولى، أو بمشاركة قوات للناتو بعد استحالة تهجير أهالى غزة لسيناء، إلا أنها تتعرض لضغوط تتزايد يوما بعد آخر لوقف حرب الإبادة التى أعلنها الإسرائيليون ضد أهالى غزة .. ولذلك عاد بلينكن إلى إسرائيل مجددا ليتشاور مع نتانياهو وقادتها العسكريين فى الأمر الآن فى ضوء هذه التطورات التى تتراكم فى المنطقة كلها ولا تقتصر على ساحة غزة وحدها.

لكن هل تسفر زيارة بلينكن الجديدة عن شىء ما فى اتجاه وقف إطلاق النار والتوصل لهدنة إنسانية أم أن الأمر سيحتاج أن يقوم بايدن بنفسه بزيارة جديدة لإسرائيل التى يتحدث قادتها السياسيون والعسكريون عن حرب طويلة رغم الخسائر المؤلمة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة