«كارثة إنسانية» تُهدد مستشفى القدس في غزة
«كارثة إنسانية» تُهدد مستشفى القدس في غزة


«كارثة إنسانية» تُهدد مستشفى القدس في غزة بعد إنذار الإخلاء الأخير

إسراء ممدوح

الخميس، 02 نوفمبر 2023 - 09:34 م

مع تصاعد التوترات والاشتباكات في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الجاري، تسعى إسرائيل إلى توجيه اتهامات لفصائل المقاومة الفلسطينية بالاستفادة من المستشفيات خاصة واستخدامها كمقرات لتنفيذ الهجمات عليها.

وفي الوقت نفسه، تنفي الكوادر الطبية في القطاع بشدة مثل هذه الادعاءات، مشيرة إلى أن المستشفيات تقدم خدماتها الطبية مرضى، وعقب تصاعد القصف الذي طال محيط مستشفى القدس في شمال قطاع غزة هذا الأسبوع، أصبحت التحذيرات من احتمالية استهداف المستشفى ذاته كبيرة للغاية.

وبحسب الهلال الأحمر الفلسطيني، تلقت السلطات الفلسطينية تنبيهًا من السلطات الإسرائيلية بضرورة إخلاء المستشفى، ورغم تلك التحذيرات، يبدو أن إمكانية إخلاء المستشفى أمرًا شديد الصعوبة، حيث يعتبر مستشفى القدس واحدًا من أكبر المؤسسات الصحية في القطاع، ويقدم الرعاية الصحية لآلاف الجرحى والمصابين غزة، وتصل قدرته السريرية إلى 120 سريرًا في مبنى مكون من 6 طوابق، أما في حالات الطوارئ، يتم زيادة عدد الأسرة إلى نحو 200 سرير، ما يجعل من الصعب جدًا إخلاء المستشفى.

بالإضافة إلى أن باحات المستشفى أصبحت ملاجئًا للعديد من العائلات التي نزحت من منازلها بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي، وهذا يزيد من الضغط الإنساني بشكل كبير، حسبما أكد متحدثون من الهلال الأحمر الفلسطيني.


استحالة إخلاء المستشفيات المليئة بالمرضى دون تعرضهم للخطر

وأعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، عبر منصة إكس أو تويتر سابقًا، عن قلقه البالغ بشأن تقارير الهلال الأحمر الفلسطيني حول تلك التحذيرات، وأكد أنه من المستحيل إخلاء مستشفيات مليئة بالمرضى دون تعريض حياتهم للخطر بموجب القانون الإنساني الدولي، وشدد على ضرورة حماية الرعاية الصحية دائمًا.

من جهته، أفاد مدير مستشفى القدس، بشار مراد، بأنهم تلقوا إخطارًا بضرورة إخلاء المستشفى من جميع المرضى والعاملين به، بالإضافة إلى السكان الذين يعيشون في محيط المستشفى، وأنه يجب تحويل هؤلاء الأشخاص إلى جنوب مدينة غزة، حيث يتوقع وجود مناطق عسكرية واشتباكات بهذه الأنحاء، وأكد أنه يوجد نحو 14 ألف شخص داخل مستشفى القدس، وأن العدد يتغير باستمرار ويتزايد، كما يوجد أيضًا قسم العناية المركزة في المستشفى، ويخضع العديد من المرضى للرعاية في حالات حرجة.

وأشارت تقارير من وكالات أنباء عالمية، إلى وجود جرحى ونازحين في أروقة المستشفى، كما نوعت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، على أن بعض أقسام المستشفى تعرضت لأضرار كبيرة، وأصيب بعض المرضى والنازحين بحالات اختناق نتيجة للقصف الذي طال المباني المجاورة للمستشفى، والتي تقع على مسافة قريبة جدًا منه، حوالي 20 مترًا تقريبًا.

هذا بالإضافة إلى الأضرار التي لحقت بالعديد من سيارات الإسعاف التي كانت واقفة أمام المستشفى، وبحسب مسئولين بالمستشفى، فإن بعض تلك السيارات قد أصبحت خارجة عن الخدمة بسبب نفاد الوقود.

وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة التابعة لفصائل المقاومة الفلسطينية ، عبر قناة "بي بي سي" الإخبارية، إن "المنظومة الصحية في القطاع أصبحت على حافة من الانهيار، نتيجة للأعباء الكبيرة نتيجة وجود الآلاف من الجرحى والمرضى، وأيضًا بسبب نقص الوقود، والقطاع بالكامل يواجه أزمة خانقة بسبب نزوح مئات الآلاف من السكان نحو المستشفيات والمدارس، وأنه يوجد في كل مستشفى ما بين 30 إلى 50 ألف نازح".

وحتى الآن، أصبح هناك 5 مستشفيات فقط تعمل بشكل جزئي في القطاع، في الوقت الذي تشهد فيه غزة نقصًا حادًا في الموارد الطبية والوقود بشكل كبير للغاية، وهذا الوضع يثير مخاوف كبيرة من اندلاع كارثة صحية.


الأونوروا: إخلاء المستشفى يعني «الموت للمرضى»

وأشارت جمعية الإغاثة الفلسطينية، إلى أن إخلاء المستشفيات يمكن أن يكون كارثيًا بالنسبة للمرضى، خصوصًا للأشخاص الذين 
يعتمدون على أجهزة التنفس الصناعي للبقاء على قيد الحياة، وأن هذا الأمر يعني الموت لهؤلاء المرضى.

ومع استمرار الضربات والهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، لا يزال الوضع يزداد تدهورًا يومًا بعد يوم.

وجاء إعلان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، اليوم، عن بدء الهجوم البري على القطاع، وأكد أدرعي أن هدف الجيش الإسرائيلي هو الانتصار، بغض النظر عن مدى صعوبة القتال.

وكل ذلك بالطبع، يزيد من التصعيد في منطقة الصراع، خاصة أن الجيش الإسرائيلي سيشن الحرب في أماكن متعددة بكامل القطاع حسبما أفاد، مما يعني زيادة التوتر بشكل كبير في جميع أنحاء غزة.

ومنذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة وصل عدد الشهداء الفلسطينيين إلى الآلاف في حصيلة تزداد بشكل كبير يوميا، بينما واصل جيش الاحتلال استهداف المدنيين والمستشفيات والكنائس وأي مكان يمكن أن يحتمي به سكان القطاع.

واعتبر بنيامين نتنياهو، في أول خطابٍ له بعد اندلاع المواجهات، أن ما حدث يوم السبت 7 أكتوبر هو يوم قاسٍ غير مسبوق في إسرائيل، لتبدأ إسرائيل في قصف مكثف على القطاع

 وقال نتنياهو، في كلمةٍ له، "هذا يوم قاسٍ لنا جميعًا"، مضيفًا: "ما حدث اليوم لم يسبق له مثيل في إسرائيل وسننتقم لهذا اليوم الأسود".

 وأشار نتنياهو إلى أن فصائل المقاومة الفلسطينية مسؤولة عن سلامة الأسرى، مضيفًا أن إسرائيل ستصفي حساباتها مع كل من يلحق بهم الأذى، وذلك حسب قوله.

 وشهد يوم 17 أكتوبر نقطة فاصلة بعدما أقدم الاحتلال الإسرائيلي على ضرب مستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة في جريمة سقط فيها مئات الشهداء من الجانب الفلسطيني.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

مشاركة