الجمعة، 03 نوفمبر 2023 - 08:52 م

اشتدت الأزمة الاقتصادية العالمية التى تسببت فيها الحرب الروسية الأوكرانية، والتى تأثر بها الاقتصاد المصرى بشدة بعد ارتفاع أسعار السلع الأساسية والبترول عالميا بشكل غير مسبوق، خاصة أن مصر أكبر دولة مستوردة للقمح فى العالم، بخلاف استيرادها كميات كبيرة من السلع الأساسية مثل الزيت والحبوب، واللحوم والدواجن، والمنتجات البترولية، بخلاف استيراد غالبية المواد الخام التى تستخدمها الصناعة المصرية، وهو ما تسبب فى ضغوط كبيرة على احتياطى النقد الأجنبى بمصر، بخلاف تسبب شح الدولار فى تراجع معدلات الإنتاج بالصناعات المعتمدة على مكونات وخامات مستوردة.

رغم كل ذلك إلا أن هناك بشائر خير تتمثل فى تحقيق الموازنة العامة للدولة فائضا أوليا خلال أول 4 أشهر من العام المالى الحالى، والفائض الأولى هو الفارق بين الإيرادات اوالمصروفات بدون حساب تكلفة سداد الدين، مما يعنى أن الدولة قادرة على الوفاء بالتزاماتها رغم كل الأزمات الاقتصادية التى تحيط بها.

كما تتضمن بشائر الخير فى هذا الوقت العصيب على الاقتصاد المصرى نجاح مصر للمرة الثانية فى تنفيذ الإصدار الدولى الثانى من سندات الساموراى اليابانية بقيمة ٧٥ مليار ين يابانى «تعادل نحو نصف مليار دولار» بتسعير متميز للعائد الدورى بمعدل ١٫٥٪ سنويًا، بأجل ٥ سنوات، وهو ما يؤكد استمرار سياسة وزارة المالية فى  زيادة متوسط عمر محفظة الدين العام، وخفض تكلفة الدين الخارجى، وتنويع مصادر وأدوات التمويل والعملات وأسواق الإصدارات، وتوسيع قاعدة وشرائح المستثمرين الدوليين؛ كما يعكس  قدرة مصر على مواصلة الإصدارات الدولية، رغم صعوبة التحديات الاقتصادية العالمية، التى ألقت بظلالها على الأسواق المالية الدولية فى انعكاس طبيعى للموجة التضخمية الحادة الناتجة عن التوترات الجيوسياسية.

وما يؤكد بشائر الخير أن هذا الإصدار يأتى بعد أقل من أسبوعين من نجاح مصر فى الدخول إلى أسواق المال الصينية لأول مرة بإصدار ٣٫٥ مليار يوان صينى بما يُعادل ٥٠٠ مليون دولار، حيث أصبحت مصر أول دولة فى الشرق الأوسط وأفريقيا تصدر سندات (الباندا) المستدامة بسوق المال الصينية، وبتسعير منخفض للسندات بعائد ٣٫٥٪ سنويًا لأجل ٣ سنوات، مما يجعله أكثر تميزًا مقارنة بأسعار الفائدة الخاصة بإصدارات السندات الدولارية الدولية، فى ظل التحديات الاقتصادية العالمية.