السيناريست بشير الديك
السيناريست بشير الديك


الاختيار الصعب فى الفن التأجيل أم الاستمرار l السينمائيون:الفن مش ترفيه

أخبار النجوم

السبت، 04 نوفمبر 2023 - 11:20 ص

أحمد‭ ‬سيد‭ ‬

يشهد الوسط السينمائي حالة من الجدل منذ الإعلان عن قرار إلغاء أو تأجيل بعض الفعاليات الفنية المختلفة كنوع من التضامن مع القضية الفلسطينية، وهو الأمر الذي أثار عديد من التساؤلات منها هل من الأفضل وقف النشاط الفني أم إستمراره على أن يتم تطويعه لخدمة القضية الفلسطينية، هذا السؤال الصعب يجيب عليه عدد من المبدعين السينمائيين، الذين يرون أن الأفضل إستمرارية النشاط الفني وتقديم أعمال تعبر عن القضية الفلسطينية وتحاكي الواقع

يبدأ السيناريست بشير الديك الحديث بالقول: “أنا مع الرأي الذي يقول أن من الأفضل إستمرارية النشاط الفني، لأنها صناعة في النهاية، وليست ترفيهية فقط، كما يرى البعض وهي نظرة غير صائبة، خاصة أنني أرى أن الفن وسلية ودرع قوي لمحاربة العدو الصهيوني في حالة تقديم أعمال تعبر عن الوحشية والمجازر التي يقوم بها العدو ضد شعب فلسطين، والفن وسيلة لها تأثير قوي في المجتمع العربي والغربي، وبالتالي يمكن أن تصل رسالتها بطريقة أسرع عن أي طريقة أخرى”.  

ويضيف الديك: “لماذا نوقف الفن والإبداع طالما يمكن أن يعبر عن ما يحدث؟، فضلا عن أن هذا المجال مثله مثل أي مجال آخر، وهي صناعة تدر على الدولة مكاسب مادية وباب رزق للجميع، وليس المبدع فقط، لكن هناك أيضا عمال وموظفين وغيرهم من كل فئات المجتمع، ويعتبر هذا المجال باب رزقهم الوحيد، وبالتالي ليس من المنطقي أن نوقف النشاط لأنه يؤثر بشكل كبير عليهم”. 

ويوضح بشير: “أسرع مجال يمكن أن يعبر عن الأحداث المؤسفة الجارية حاليا هو الفن، وتحديدا الغناء والطرب، حيث يمكن للمطرب أن يعبر بالكلمة والشعر عن أوجاع وآلام الشعب الفلسطيني، وأيضا كنت أتمنى أن يتم إقامة كافة التظاهرات الفنية سواء مهرجانات أو فعاليات ثقافية، ويتم تطويعها أيضا لخدمة القضية الفلسطينية لأنها القضية الأهم حاليا في المنطقة، والتي جاهدنا من أجلها منذ فترة طويلة، ووضح مدى تأثير الفن في هذا الأمر”. 

“تخدم القضية”

أما المخرج عمر عبد العزيز، رئيس اتحاد النقابات الفنية الثلاثة، يقول: “لست مع وقف النشاط الفني، كما أن لكل مبدع أو فنان حرية الاختيار، لكن ما يهمني المضمون الفني الذي يقدم، ولابد أن نعبر في هذا التوقيت عن القضية الفلسطينية، وهي الشغل الشاغل في الفترة الحالية، لنعبر عن أوجاع وآلام الشعب الفلسطيني، وأرى أن هذا يساعد بشكل كبير في التعبير عن مدى وحشية وقسوة العدو الإسرائيلي الغاشم تجاه الإنسانية”. 

ويضيف عبد العزيز: “لكل فنان اختياراته، ولا يمكن أن تجبره على شيء، وكنت أتمنى أيضا أن تقام المهرجانات في موعدها، ونقدم بفعالياتها أفلام عن فلسطين”. 

“استمرارية النشاط الفني”

ويقول المخرج مجدي أحمد علي: “لست مع وقف النشاط الفني، كما حدث في بعض الفعاليات الفنية والثقافية، بل أشجع استمراريته والتعبير عن ثقافتنا وعن القضية الفلسطينية أيضا من خلال أعمال مختلفة. وأضاف مجدي: “إذا كان الفنان يعتقد أن ما يقدمه مجرد لهو و(إسترزاق) ورقص وفجور، كان بالأحرى أن يمتنع عن قبوله أو المشاركة فيه، ناهيك عن العيش من أجره، بصرف النظر عن توقيت العرض أو مكانه، سواء كان سلما أم حربا، أما إن كان يؤمن بأن الفن الحقيقي - حتى لو كان للترفيه والتسلية - فهو يؤدي دورا حيويا للناس أدركته أم كلثوم وهي تجوب العالم بأغانيها الوطنية والعاطفية دعما للمجهود الحربي، بل وأدركه أطفال غزة المحاصرين وهم يلعبون ويلهون ويغنون وسط الحطام”. 

وأوضح مجدي: “لست مع قرار إلغاء جهات رسمية وغير رسمية تظاهرات فنية وثقافية مثل مهرجان الموسيقى العربية ومهرجان الجونة السينمائي والقاهرة السينمائي الدولي لذات الأسباب، ولأن المهرجانات لا يمكن اختصارها في مظاهر السجادة الحمراء وفساتين السهرة، لكنها في جوهرها فعل ثقافي، بالغ الأهمية يتعرف فيه العالم علينا، ونتعلم من تجارب الإنسانية ما يجعلنا أكثر رقيا وقدرة على مقاومة أعداء الحياة، وكان من الأفضل كثيرا لو أقيمت هذه التظاهرات حتى لو ألغيت مظاهر الاحتفال، وبقى جوهر العروض والمسابقات، وكان من الممكن تمييز هذه الدورات بالتركيز على القضية الفلسطينية التي نسيها العالم، وتخصيص أي دخل منتظر لدعم الشعب المحاصر”. 

وأشار مجدي: “بشكل عام لماذا الفن هو الذي عليه أن يتوقف بينما لم تتوقف مباريات كرة القدم ولا تأخرت ثانية واحدة، ورأينا جماهير الكرة في كل مكان تهتف لفلسطين على الهواء بما لا يقدر بأي أموال، وفي مواجهة جهاز دعائي غربي جبار ينحاز بشكل كامل لوجهة نظر إسرائيل، وأخشى أن تكون نظرة العامة ونظرة بعض الفنانين إلى أنفسهم بإعتبار أن ما يقدمونه هو فعل شائن ومحرم متأثرين بأراء متطرفة سادت بتحريم الفن أو حصره في مجال الدعاية والفن النظيف (المعقم) الخالي من الرأي والمتعة والجرأة التي هي الروح الحقيقية لأي فن يستحق أن يسمى فنا”. 

واختتم مجدي كلامه بالقول: “أعيدوا لنا حقوقنا في الحرية والفن والإبداع، فهذه الحرب طويلة، والمنتصر فيها هو الأرقى والأكثر إنسانية”.

“باب رزق”

بينما يرى المخرج سامح عبد العزيز قائلا: “علينا أن نقدم أعمالا تعبر عن القضية الفلسطينية، ونحاول أن نكون لسان حال أهل فلسطين الذين مروا بأبشع المجازر وتعرضوا للكثير من القهر والمهانة على يد العدو الصهيوني الغاشم، ولابد من يعبر عنهم ويكشف وحشية هذا العدوان وحقيقته المريرة، وهذا لن يتحقق إلا من خلال أعمال فنية والتي لها تأثير قوي في المجتمع العربي، والغربي أيضا”. 

ويوضح سامح: “الفن صناعة متكاملة لابد من إستمراريتها، لأنها باب رزق لقطاع عريض يعشق هذه المهنة ويقدسها، وبالتالي وقف النشاط يؤثر سلبا على المجال ككل، لأنها صناعة تفيد المجتمع مثل كرة القدم وكافة المجالات الأخرى”.

اقرأ أيضا : الاختيار الصعب فى الفن التأجيل أم الاستمرار l المسرحيون: هل توقف الفن يمنع صاروخ من السقوط؟

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة