الشاعر بخيت بيومي
الشاعر بخيت بيومي


الاختيار الصعب فى الفن التأجيل أم الاستمرار l نجوم الغناء : صوت الفنان سلاحه

أخبار النجوم

السبت، 04 نوفمبر 2023 - 11:34 ص

ندى‭ ‬محسن

في ظل الأحداث الراهنة التي يشهدها قطاع غزة من قصف اسرائيلي عنيف ومتواصل يمتد من الشمال إلى الجنوب، ووسط حجم الدمار الذي خلفه العدوان منذ اليوم الأول لبداية الحرب، والعديد من الأحداث والمشاهد التي تدمي لها القلوب، والتي تنقل الواقع الذي يعيشه أهل غزة، ووسط أيضًا موجة الهجوم التي يتعرض لها أي فنان يُتابع ممارسة عمله أو يقرر التوقف عنه خلال الفترة الحالية، كان سؤالنا لعدد من نجوم الغناء والشعراء والموسيقيين الذين عبروا عن آرائهم ومواقفهم من خلال السطور التالية.

“دوري كشاعر أمسك الورقة والقلم وأكتب قصيدة”.. بهذه الكلمات بدأ الشاعر بخيت بيومي حديثه قبل أن يُضيف : “دور أي فنان أو مُبدع في ظل الأحداث الراهنة هو أن يستخدم فنه كقوى ناعمة وسلاح في وجه العدو، وأن يكون له دور إيجابي تجاه القضية الفلسطينية، وتتعدد الأدوار الإيجابية وتختلف من فنان لآخر، وامتناع البعض عن ممارسة عمله في الوقت الحالي هو أيضًا دور إيجابي، لكن الأهم هو ألا يقف الفنان صامتًا ومتفرجًا لما يحدث حوله”.

ويُتابع : “بالنسبة لي أمسكت بقلمي أكثر من مرة كي أكتب قصيدة، لكنني لم أستطع الكتابة وترجمة مشاعري إلى كلمات تصف مدى وجعي وحزني جراء الأحداث، لأن ما حدث وما يزال يحدث فوق احتمال أي عقل بشري، فأي مشاعر إنسانية أو عقل بشري يمكنه استيعاب تدمير مستشفى فوق رؤوس مرضاه؟، وإبادة شعب كامل و”موت بالجملة”، فآخر ما كنت أتوقع معايشته هو أن أرى شعب بأكلمه يتم إبادته على مرأى ومسمع الجميع، ليس فقط عن طريق الصواريخ والمتفجرات، لكن أيضًا عن طريق قطع الزاد والزواد والماء والكهرباء والعلاج، وهي سُبل الحياة لأي انسان، فنحن نعيش في كابوس، لذا كان الله في عون شعب فلسطين، ما علينا أن نُصلي وندعو لهم بالنجاة والنصر”.

ويستكمل : “قلمي بينزف دم، واتقصف من الحزن والأسى”، وإحساس العجز يمتلكني، لذا أصبحت أستمع إلى الأخبار عن طريق الراديو أهون عليَ من المشاهد الصعبة التي أُشاهدها على التلفاز، وأبكي في صمت وأترحم على الشهداء الأبرياء من الأطفال والنساء والرجال”.

رسالة وهدف

فيما يرى الموسيقار صلاح الشرنوبي أن سلاح الفنان هو فنه سواء بالكلمة أو اللحن أو الصوت الذي يمكنه أن يصل للعالم كله، قبل أن يُضيف : “ الفن رسالة وهدف، لذا لو أمكن لأي فنان أو أُتيحت له فرصة المشاركة في عمل فني يدعم ويساند القضية الفلسطينية، فهنا الامتناع أو التوقف يُصبح موقفًا سلبيًا، لأن صوت الفنان مهم، ولنا خير دليل في أوبريت “الحلم العربي” الذي استطعنا من خلاله أن نُحقق هدفنا بإيصال رسالتنا وصوتنا إلى العالم أجمع، وأذكر أنني مُنعت من دخول فلسطين وغيري من الفنانين، وبالتحديد مدينة “رام الله”، رغم أنها ليست ضمن المدن المحتلة، عقب صدور الأوبريت وانتشاره في جميع أرجاء الوطن العربي، فقد كُنا نريد السفر مع مجموعة كبيرة من فناني مصر والوطن العربي لإنتاج أوبريت “شمس العروبة”، واستطاع البعض الحصول على تأشيرة الدخول، والبعض الآخر تم منعه من الحصول عليها، لكن على الرغم من ذلك ظهر الأوبريت إلى النور، لكنه لم يحصل على حقه من النجاح والانتشار والدعاية، وهذا كان مقصودًا من قبل حكومة الاحتلال، وهو أيضًا دليل قاطع على أن صوت الفنان يُحقق هدفه، وله تأثير قوي وفعال تجاه إحياء القضية الفلسطينية والتوعية بها، ونحن نتواصل حاليًا مع إحدى الجهات بدولة قطر لإعادة إحياء أوبريت “الحلم العربي” بتوزيع جديد حتى نؤكد على أن القضية الفلسطينية لن تموت، وستظل في قلوبنا ولدينا الحماس الكبير لتقديم كل ما يُفيد القضية ويخدمها، وأشعر بفخر كبير بالمشاركة ولو بالقدر القليل في دعم ومساندة القضية”.

ويستطرد : “بالتأكيد لن تتاح الفرصة لجميع الفنانين للمشاركة في عمل يدعم القضية الفلسطينية، لذا مسألة التوقف أو ممارسة العمل هنا ستكون نسبية من فنان لآخر، لكن دائما ما تسود حالة من التوقف والركود خاصة فيما يتعلق بإحياء الحفلات الغنائية والعروض المسرحية، وأذكر أنه توقف عرض مسرحية “شفيقة المصرية” التي أشارك فيها بالألحان، لأنه ليس هناك ما يدعو للفرح والسعادة، ولابد أن نقف جنبًا إلى حنب مع إخواننا، ونشد من أزرهم حتى تنتهى هذه المحنة”.

رفض

وتقول المطربة اللبنانية باسكال مشعلاني : “قد يضطر الفنان إلى مواصلة عمله بإحياء الحفلات عندما يكون قد وقع مُسبقًا على عقد اتفاق بينه وبين الجهة المسئولة عن تنظيم حفله، لذا يكون من الصعب عليه التراجع خاصة إذا كان هناك شرط جزائي كبير، لكني ضد أن يقوم أي فنان بالتعاقد على أي حفل جديد أو إصدار أي عمل في ظل الأحداث المؤلمة التي يشهدها قطاع غزة، وبالنسبة لي هذا الأمر مرفوض لأننا جميعًا نمر بحالة نفسية سيئة جراء ما نشاهده يوميًا من مشاهد صعبة ومؤلمة لأطفال أبرياء يستهدفهم الاحتلال بشكل بشع يفوق الوصف، وهو ما ينعكس علينا بشكل سلبي، و”الواحد ملوش نفس يغني أو يفرح”.

وتضيف: “دور الفنان هو نشر طاقة الفرح والسعادة والحب، والفن مهنة قائمة على إسعاد الجمهور وإدخال الفرح على قلوبهم، لذا كيف نقوم بزرع الفرح والسعادة وسط سيطرة مشاعر الحزن والبؤس على العالم العربي في الوقت الحالي، فمهنة الفنان ليست كمهنة المهندس أو الطبيب أو المحامي، لذلك يكون أكثر تعرضًا للهجوم من غيره من أصحاب الوظائف الأخرى”.

حس وطني

بينما يرى المطرب اللبناني وليد توفيق أن الفنان الذي ليس لديه انتماء أو حس وطني هو فاقد للإنسانية ومجرد أداة بلا روح تُغني وترقص، ويُضيف : “دائمًا أُردد وأقول أن الحس الوطني لابد أن ينمو داخل وجدان أي شخص وليس الفنان فقط، والوعي بالمسئولية تجاه أوطاننا العربية شئ مهم وضروري، لذا أنا مع توقف الفنان عن ممارسة عمله في الوقت الحالي إذا لم يكن هناك مردود مادي عائد عليه من تلك الأعمال، وذكرت العائد المادي لأنه الفعل الإيجابي الذي يستطيع أي فنان تقديمه بالتبرع بعائده المادي لصالح أشقائنا وأهلنا في غزة، وذلك في حال إقامته لأي حفل أو نشاط فني في الوقت الحالي”. 

مسألة نسبية

أما الفنانة مي سليم ترى أنها مسألة نسبية من فنان لآخر، فتقول:”أنا لا أملك الحكم على الآخرين أو المزايدة عليهم، فلكل منهم ظروفه الخاصة ووجهة نظره، لكن بالنسبة لي فأنا لا أستطيع التوقف عن العمل، لأن لدي مسئوليات وإلتزامات، وهناك عائلات مسئولة مني، ومسألة امتناعي عن العمل لن يفيد بشئ، وفى النهاية هذه هي سنة الحياة، لكن هذا ليس معناه أنني ليس لدي انتماء للقضية الفلسطينية، وما يحدث على أرض فلسطين، بل أقف مع أهل غزة وأدعمهم بطرق إيجابية أخرى منها مقاطعة جميع المنتجات الداعمة للإقتصاد الإسرائيلي، والتبرع لهم، وبالتأكيد بتكثيف الدعاء والصلاة لهم قبل كل شئ”.

 

تطويع الفن

أما المطربة رنا سماحة تقول : “الحديث في هذا الشأن ينقسم إلى شقين، الأول أنه ليس من المنطقي أو الطبيعي أن يمارس الفنان عمله بإقامة الإحتفالات في الوقت الذي يستشهد فيه عدد كبير من أهلنا في غزة يوميًا، وأنا أتفق مع هذا الاتجاه، وقمت بتأجيل صدور ألبومي الجديد إلى حين استقرار الأوضاع وتحسنها، ولكن هناك رأي آخر أيضًا يحمل جزء من الصواب، وهو أن الفن بالنسبة لنا ليس شيئًا ترفيهيًا، بل هو عملنا ومصدر دخلنا الوحيد، لذا هناك مَن لا يستطيع التوقف أو الامتناع عن ممارسة عمله الفني، وفي النهاية كل فنان على دراية بظروفه الشخصية أكثر من غيره، لكني ضد “الفجاجة” و”استفزاز” الجمهور بطرق الدعاية للاحتفالات وغيرها، فعلى الأقل لابد من احترام ومراعاة المصاب الجلل الذي يمر به أهل غزة”.

وتستكمل: “الفن لغة عالمية، وأنا أؤيد فكرة تطويع الفن من أجل خدمة القضية الفلسطينية وتوصيل رسالتنا للعالم بأكمله، وهو ما قامت بفعله الأجيال التي سبقتنا في أوبريتات “الحلم العربي”، و”الضمير العربي”، فقبل ظهور “السوشيال ميديا” كانت رسالتنا وصوتنا يصل عن طريق الفن الذي هو أقوى سلاح في وجه العدو، وهذا الفعل الإيجابي هو أقل شئ نستطيع تقديمه كفنانين، لكن للأسف في الوقت الحالي تحولت مواقع التواصل الإجتماعي إلى ساحة حرب، وأصبحنا نحارب ونهاجم بعضنا البعض أكثر من تركيزنا على محاربة عدونا الأساسي، وليس هناك تقبل لاختلاف الآراء واحترام الرأي الآخر، لذا أصبح اختلاف الرأي يُفسد للود قضية”.

اقرأ أيضا : الاختيار الصعب فى الفن التأجيل أم الاستمرار l السينمائيون:الفن مش ترفيه

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة