خالد محمود
خالد محمود يكتب: التحولات المنتظرة في السينما المصرية
الثلاثاء، 07 نوفمبر 2023 - 01:39 م
لدي شعور كبير بأن الفترة المقبلة سوف تشهد تطورا كبيرا على ساحة السينما المصرية، ليس من حيث الإنتاج والكم، بل من حيث الفكر والكيف أيضا، ربما لحظة التفاؤل هذه ولدت بداية من مشهد الواقع السياسي والتحولات الإجتماعية الذي سيلقي بظلاله دون شك على أفكار السينمائيين خلال السنوات المقبلة وربما تشكل الأحداث حافز كبيرًا للتعبير عن أنفسهم بشكل فني أكثر عمقا ووعيا وتأثيرا.
النقطة الثانية، هي ضربة النهاية القوية للموسم السينمائي، والتي أشارت إلى روح جديدة بفيلمي “فوي فوي فوي” و”وش في وش”، فمنذ زمن لم يلتف الجمهور والنقاد حول عمل سينمائي بقدر مثلما حدث مع التجربتين.
نعم الغالبية العظمى من أفلام الموسم لم ترتق إلى مستوى طموح السينما، لكنه وهو يوشك على الإنتهاء يُعدّ مُبشّراً بإنطلاقة لتحقيق ذلك الطموح، سواء من الجهة الفنية، وعودة قوية للمخرجين الشباب الذين يملكون الحلم، مثل عمر هلال ووليد الحلفاوي، والقائمة قطعا مليئة بمواهب أخرى تعرف طريقا مغايرا لأفلام تعيد التنوّع للإنتاج السينمائي بعد سيطرة الكوميديا النمطية والأكشن طوال السنوات الماضية، إذا ما ملكت الفرصة، أو من جهة الإيرادات الكبيرة، أو لاستعادة قوة التوزيع الخارجي للأفلام في المملكة العربية السعودية ودول الخليج.
أعلم أن هناك اجتماعات جرت وتجري على مستوى عالي لبحث أمور نهضة السينما المعلقة منذ سنوات، والتي تبشر بإهتمام الحكومة والجمهورية الجديدة بدعم كبير للصناعة التي تشكل جزء كبير من مكانة قوة مصر الناعمة.
تشير المعلومات إلى أن الدولة تسعى جاهدة لإنقاذ صناعة السينما، من خلال اجتماعات عقدت على مدى الأسابيع الماضية، على المستوى الرسمي، لبحث المسألة بالكامل، وملكية أصول السينما، وكيفية ادارتها، وإمكانية التدخل بالإنتاج المباشر.
وكما كشف د. خالد عبدالجليل مستشار وزير الثقافة لشئون السينما، وأن عقل الصناعة في كل دول العالم هو المركز السينمائي بها، وأن هناك خطة كبيرة لتطوير أهداف المركز في عملية الإنتاج، ومساهمته في الدعم لمشاريع سينمائية جديدة، خلال جلسة لجنة الثقافة والهوية الوطنية في الحوار الوطني، بشأن الصناعات الثقافية بين الواقع والمأمول: السينما بحاجة لدعم حقيقي، وأشار إلى قرب الإنتهاء من وجود كيان سينمائي لتسهيل التراخيص الخاصة بالتصوير من جانب والحفاظ على التراث السينمائي المصري بترميم الأفلام التي تشكل ذاكرتنا، وتطوير دور العرض التابعة لوزارة الثقافة.
عبد الجليل أوضح أن هناك جدية من الدولة، وهناك لجنة عليا تعمل على تشكيل كيان سينمائي من أهدافه تقديم تسهيلات للتصوير الأجنبي والأعمال السينمائية المصرية، موصيا الجهات المسئولة بتسريع وإنجاز جهودها المتعلقة بخروج الكيان السينمائي الجديد لتقديم المزيد من التسهيلات.
وأعتقد أن هذا الكيان ستكون أمامه تحديات كثيرة، لكنه سيكون أمرا إيجابيا للغاية لأن الجميع يملك الحماس بعودة السينما المصرية إلى كامل قوتها وبريقها، منتجين ومؤلفين ومخرجين ونجوم، الكل في حالة شغف بعد أن توفرت عوامل الإطمئنان للنجاح، ونهاية عصر الخسارة المادية، وبالتالي على الجميع أن يدرك أن الفرصة مهيأة، وعلينا أن نستغل عودة الجمهور العربي لمشاهدة الفيلم المصري والإلتفاف حول نجومه، وعلينا أن نتغلب على تيار الإستسهال وتقديم أعمال ضعيفة فنيا تعود بنا خطوة إلى الوراء، بعد قفزة كبرى للأمام.
وأنا اقترح عودة النور مرة أخرى لمسابقات السيناريو الحقيقة، ودعم المتميز منها، ومصر مليئة بالمبدعين والمواهب التي لم تعثر على نقطة ضوء، وكما تعلمون أن السينما المصرية عانت من ضعف السيناريو، بل وكان السيناريو هو نقطة ضعف معظم الأعمال، وبالمناسبة أدعو شباب الأدباء الذين يملكون خيالا خصبا لخوض تجارب السيناريو، وأدعو جهات الإنتاج والمخرجين إلى الإلتفات إليهم والإستعانة بأفكارهم، مثلما حدث في تجارب كثيرة عبر تاريخنا، حيث إستعانت السينما بنجيب محفوظ ويوسف جوهر ويحيى حقي ويوسف عزالدين عيسى، لكتابة سيناريوهات الأفلام، وفي الجيل الجديد قطعا هناك أسماء عدة، ونموذج أحمد مراد خير دليل.
ان ملف السينما هو أهم الملفات المفتوحة حاليا، وأن رؤية الدولة تقوم على أن السينما تمثل القوة الناعمة لمصر، وأنها احدى وسائل مواجهة التطرف، والدولة الآن ليس لديها مانع من الدخول كمنتج فى السينما، ويمكن أن ترصد مبالغ كبيرة لذلك
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة