الثلاثاء، 07 نوفمبر 2023 - 02:13 م

نقطة التحول في حياة أي شخص، قد تكون للأفضل، وأحيانا للأسوأ، لكن الأهم أنها درس من دروس الحياة التي يجب أن تستغلها لصالحك بأفضل شكل..

نقطة التحول في حياتها بدأت مبكرا عندما توفى والدها وأضطرت للنزول لسوق العمل، وتقول نيللي عن تلك الفترة: “ارتبكت حياتنا ماليا بعد وفاته، فبدأت رحلة عمل وكفاح مبكرا، وعملت في تدريس الباليه بالمركز الروسي وعمري 17 عاما، وأنا سعيدة بهذه التجربة التي خلقت مني شخصية قوية، وحاليا أشجع أولادي على الإعتماد على أنفسهم، وحياتي في الأساس لم تكن مرفهة، فوالدي كان يعمل مهندسا بالأكاديمية البحرية بالإسكندرية، ولديّ أخ واحد يعمل كطبيب، وأمي روسية، وأنا أحب الباليه وأجيد العزف على البيانو، وكانت حياتنا مستقرة ولا ينقصنا شيء، لكن والدي توفى وعمري 16 عاما”.

وأضافت: “أمي روسية من أصول أرمينية، وهي أهم شخص في حياتي، وقد تولت مسئولية الأسرة بقوة بعد وفاة أبي، وبعد زواجي كنت استكمل دراستي للإخراج في أكاديمية الفنون، وكنت أعمل في نفس الوقت، فكانت أمي هي المسئولة عن تربية أولادي، وقد تعلمت من أمي أن المرأة عامود البيت، ولابد أن تكون قوية فكريا وثقافيا وبدنيا حتى تستطيع دعم أولادها، وأنا أؤمن أن وراء كل إمرأة ناجحة أمًا قوية، فلولا أمي ما حققت أي نجاح”.

 ولدت نيللي محمد السيد عطا الله في مدينة الإسكندرية لأب مصري من مدينة الزقازيق بالشرقية، وسافرت مع والديها أواخر السبعينات في السادسة من عمرها لتقيم في روسيا نحو 10 أعوام، حيث أدخلها والدها مدرسة لتعليم رقص الباليه بعد اكتشافه موهبة ابنته، بالإضافة إلى مدرستها الأساسية هناك، ثم عادت وعائلتها إلى مصر عام 1991، وتخرجت من معهد الباليه بأكاديمية الفنون، واتجهت إلى الدراسات العليا في إخراج فن الباليه، واشتركت في دار الأوبرا المصرية، وبدأت تعرف كواحد من أفضل راقصات الباليه، كما شاركت في العديد من عروض الباليه بالمهرجانات في مصر وروسيا ودول أخرى، وحصلت على العديد من الجوائز، منها جائزة تقديرية كأفضل راقصة باليه من مسابقة الباليه العالمية في اليابان، والجائزة الأولى من مسابقة القاهرة لرقص الباليه، بالإضافة إلى جائزة الدولة الروسية التقديرية.

أول السلم

عام 1999 عرض المخرج أشرف لولي على نيللي المشاركة في فوازير “حلم ولا علم” مع صلاح عبد الله، وبالفعل شاركت بها ولفتت الأنظار بأدائها المتميز، مما دفع “سيدة الشاشة العربية”، الفنانة الراحلة فاتن حمامة، لاختيارها للمشاركة معها في مسلسل “وجه القمر” مع المخرج عادل الأعصر عام 2000، ومن هنا كانت انطلاقتها كممثلة متميزة، لكنها قررت تغيير اسمها من نيللي محمد إلى نيللي كريم تيمناً بأكبر أولادها.

أما أولى بطولاتها كانت في مسلسل “المستحي” الذي قدمت بعده عدة مسلسلات أقل شهرة، وأول أعمالها السينمائية كان فيلم “شباب على الهوا” عام 2002، إلا إنها لم تحقق الإنطلاقة والشهرة السينمائية إلا مع المطرب الراحل عامر منيب في فيلم “سحر العيون”.

أزواج وأبناء

قررت نيللي الزواج وعمرها 16 عاما فقط، بعد أن شعرت بالحب إتجاه رجل الأعمال بهاء صبري، وذلك في تسعينات القرن الماضي، وإستمر زواجهما 9 سنوات أثمر عن أبنائهما “كريم ويوسف”، لكنهما انفصلا بعد ذلك، وفي عام 2004 تزوجت من خبير التغذية هاني أبو النجا وأنجبت ابنتان هما “سيليا وكندة”، لكن في عام 2015 أعلنا عن انفصالهما.

وتقول نيللي: “أبنائي جميعا لديهم هوايات فنية ورياضية وربيتهم جميعا على الإعتماد على النفس منذ صغرهم، وأنا مؤمنة بأننا يجب أن نشجع أبناءنا على العمل مبكرا لأن العمل يخلق منهم شخصية مسئولة،  وأنا شخصيا طلبت من ابنتي سيليا منذ أن كان عمرها 13 عاما أن تبحث عن عمل خلال فترة الصيف”.

 ومرت السنين ولم تغلق نيللي قلبها أمام الحب، ففي 11 أغسطس 2021 تزوجت من لاعب الإسكواش هشام عاشور، وردّت نيللي على الإنتقادات التي تعرّضت لها بسبب فارق السن بينهما الذي يصل لـ8 سنوات، فهي من مواليد 1974، وهو مواليد عام 1981، خاصة أنّه الزواج الأول له والثالث لها.

فقالت: “الحب ليس فيه حسابات، وأول ما تهتم بكلام الناس ستصاب بالهلع، وأنا أمشي مع قلبي وإحساسي والباقي توفيق من ربنا”.

وأضافت: “القرار ليس سهلاً لأي رجل أن يتزوج نجمة، خاصة لو كان رجلاً شرقياً، وهذا يحدث حينما يكون الرجل عنده ثقة زائدة في نفسه مليون بالمئة، والناس تقول اللي هي عايزاه، أهم شيء أني مبسوطة ومش بركز مع كلام للناس”.

عمرها ثمانين

قدمت نيللي أهم وأبرز أدوارها في مسلسل “بنت اسمها ذات” والذي عرض في موسم رمضان 2013، وأثناء إستضافتها في أحد البرامج التي يقوم الماكيير بإظهار الضيف في مراحل عمرية مختلفة، وبعد خضوع نيللي لتحدي عمر الستين علقت على صورتها قائلة إنها ليست مصدومة من شكلها بعد التقدم في العمر، لأنها قدمت شخصية “ذات” وظهرت من خلاله في مراحل عمرية مختلفة من المراهقة حتى أصبحت جدة.

وأكدت قائلة: “الشكل وتغير الملامح لا يخيفني، لكن ما يخيفني الحالة النفسية، لأنها تنعكس على الشكل الخارجي، فعندما أصل إلى سن الستين سأنتقل من التمثيل إلى الإخراج والإنتاج”.

ووجهت رسالة لنفسها بعد ظهورها في سن الثمانين قائلة إنها محظوظة لأنها عاشت إلى هذا العمر وعاشت حياة جيدة وأن حظها في الدنيا كان جميلًا، كما كشفت عن ندمها للحظات الضعف التي مرت بها في حياتها.

أعمال وجوائز

شاركت نيللي في فيلم “الفيل الأزرق” مع كريم عبد العزيز عن رواية الأديب أحمد مراد وإخراج مروان وحيد حامد، وقدمت عدد من الأعمال التي حققت نجاحا جماهيريا كبيرا، منها مسلسل “سرايا عابدين” و”سجن النسا” لرمضان 2014.

تلقت نيللي العديد من الجوائز خلال مسيرتها الفنية، فحصلت على جائزة أفضل ممثلة في مهرجان القاهرة الدولي للأفلام عن فيلمها “أنت عمري”، ونالت جائزة خاصة من مهرجان القاهرة الوطني للسينما المصرية عن فيلمها “واحد صفر”، كذلك فازت بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان آسيا والمحيط الهادي عن فيلمها “678”، بالإضافة إلى حصولها عن نفس الفيلم على جائزة أفضل ممثلة في مهرجان الأفلام العربية، وجائزة أفضل ممثلة كوميدية عام 2020 في حفل توزيع جوائز “دير جيست”.

لم تتوقع نيللي أن يحقق مسلسلها الأخير “فاتن أمل حربي” كل هذه الضجة، لكنها مقتنعة أن قوانين الأحوال الشخصية في مصر تظلم الرجال في بعض الأوقات كما تظلم النساء، وأكدت إنها لا تتعمد طرح قضايا اجتماعية في أعمالها الدرامية، إنما تهتم أولا بالقصة والشخصيات، وداخل العمل تتم مناقشة القضايا، وقالت: “تعالوا نغير القانون ونخليه يحكم بالعدل للراجل والست، لأنه أحيانا بيكون في ظلم لأحد الطرفين، لكن المسلسل بيعرض قصة نسائية، وبالتالي المشاكل التي يطرحها كانت نسائية أكثر”.

وأوضحت أنها لا تقدم قضية، لكنها مع فكرة تقديم عمل درامي يتضمن أحداث وقصة جيدة ومن خلالها يكون بها قضية، وليس بشكل عكسي، وتابعت: “أنا بعمل قصة فاتن ومتخيلتش الموضوع بصراحة هيعمل الضجة الكبيرة دي، وحالة الجدل طبيعي تبقى موجودة في أمور زي دي،  بس الشيء اللي أسعدني أن ستات كتيرة بتقول دي قصتي، ودي حاجة إحنا مش مخترعينها، لكن واخدينها من الواقع”، وأضافت ضاحكة: “معملتش أدوار كئيبة لكنها أدوار عميقة”، مشيرة أنها كانت تتمنى أن تجسد شخصية الراقصة سامية جمال، لكنها قررت تأجيل هذه الخطوة، وقالت: “يوميًا أتمرن على الرقص، ولم يمنعني أولادي عن ممارسة الهواية المحببة لدي، وهو أيضًا ما يساعدني على أن يظل جسدي بهذا الشكل”.

وأضافت: “لا أنكر أن أصولي الروسية ساعدتني كثيرًا على الإهتمام بكل ما يخص رقص الباليه، بإعتبار روسيا الدولة الأم في هذا الفن، وأسعد للغاية عندما تأتي فرق أوروبية وأشارك معها على مسرح دار الأوبرا، فهذا يعنى لي الكثير ، بالإضافة أن فن الرقص يعد وسيلة قوية للإرتقاء بمستوى الروح والسمو بها، وهذا ما يميزه عن أي هواية أخرى”.

الجانب المظلم

لكن الحياة ليست وردية طوال الوقت حتى مع المشاهير، ففي يوم وليلة أصيبت نيللي بورم في الوجه، وعاشت تلك الفترة في قلق بالغ، خاصة قبل إجراء العملية الجراحية، بعدما تضاربت أراء الأطباء حول العملية، فمنهم من اخبرها أن العملية ستتم عن طريق الأذن وستمكث بالبيت لمدة سنة، وآخرون حذروها من المضاعفات التي قد تؤدى لإصابتها بشلل وستشفى بعد سنة.

لكن بفضل الله اجرت العملية دون أي مشاكل، وقالت: “ربنا لطف.. والدرس اللي استفدته من تجربتي مع المرض أننا معرضون كل يوم لمشكلات، لكن لازم إحساس الرضا يكون مسيطر علينا”.

وأضافت: “لابد دائما أن نكون راضين بالقضاء والقدر لأنه مهم جدا وقت الشدة، والحمد لله عملت العملية في أمريكا ونجحت، وبعد العملية اتصلت بكل أحبابي ومنهم المخرجة كاملة أبو ذكرى وقلت لها (بحبك أوي)”.

وأوضحت أن كثرة البكاء في المسلسلات التي قدمتها سابقا تسببت لها في فتق بالعين، وهو ما استلزم إجراء عملية جراحية في عينيها، مضيفة: “أمرني الطبيب بمنع البكاء لمدة 6 أشهر”.

قراءة الفنجان

من هوايات نيللي صناعة المشغولات اليدوية والإكسسوارات، أما الهواية التي لا يعلم الكثيرون عنها هي تفصل ملابسها بنفسها، حيث أكدت من قبل أنها تشتري الأقمشة من وكالة البلح ثم تفصلها بيديها، فهي تحب الخياطة وتصميم الملابس، كما تجيد التصوير أيضًا والكروشيه والتريكو وكافة الأعمال اليدوية.

كما تحب قراءة الفنجان، وقالت: “بالمصادفة قرأت الفنجان لصديقتي، وقلت لها أشياء معيّنة، وكنت أمزح معها، لكن الموضوع تم بالفعل،  لكن بالنهاية أنا أنظر لقراءة الفنجان كنوع من التسلية ليس أكثر”.

كما كشفت نيللي أنها عندما زارت إيطاليا ذات مرة قامت عرافة بقراءة الطالع لها وقالت لها أنها ستتطلق وستتزوج مرة ثانية وستغيّر عملها فجأة، وبالفعل كل الأمور التي تحدثت عنها العرافة حدثت.

اقرأ أيضا : نيلي كريم في أحدث ظهور لها بإطلالة صيفية | صور