هالة العيسوى
هالة العيسوى


من وراء النافذة

نظرة إلى الضفة أيضًا

هالة العيسوي

الأربعاء، 08 نوفمبر 2023 - 08:18 م

بينما العالم كله منشغل بالفرجة على الحرب الضروس الدائرة فى غزة، ويبدو عاجزًا عن وقف وحشية الاحتلال الإسرائيلى، وفرض وقف ولو مؤقتا للقتال من أجل إدخال المساعدات الإنسانية لأهالى القطاع ترك أهالى الضفة الغربية، وحدهم بين براثن نقس الاحتلال ليستفرد بهم المستوطنون وجنود الاحتلال سواء من الشرطة أو الجيش، يمارسون ساديتهم المريضة، ينتهكون آدميتهم ويتلذذون بتعذيب المعتقلين، ويباهون بتصوير ضحاياهم بلا أدنى وازع أخلاقى أو دينى. 

الصور ومقاطع الفيديو التى ظهرت خلال الأسبوع الماضى يندى لها الجبين ولا تقل وحشية عن فظائع جوانتانامو، تبين جنودًا من جيش الاحتلال الإسرائيلى وهم يسيئون معاملة الفلسطينيين ويهينونهم أثناء اعتقالهم فى الضفة الغربية، وغالبًا ما يكونون معصوبى الأعين ومقيدى الأيدى.

فى أحد مقاطع الفيديو الأكثر وحشية، والتى تم تعتيمها، قام جنود جيش الاحتلال الإسرائيلى بتصوير أنفسهم وهم يسيئون معاملة سبعة عمال من الضفة الغربية تم القبض عليهم أثناء محاولتهم دخول إسرائيل دون تصريح، فى منطقة جنوب تلال جنوب الخليل.

وتظهر اللقطات الرجال الفلسطينيين وهم مجردون من ملابسهم أو نصف عراة ومعصوبو الأعين ومقيدو الأيدى، ويصرخون من الألم. يتم جر أحدهم على الأرض.وتظهر لقطة من الفيديو جنديا يدوس بحذائه على رأس أحد الفلسطينيين، بينما يصوب آخر سلاحه نحوه. وفى مشهد آخر للعنف تم تصويره بالكاميرا، يقوم جندى بركل رجل فلسطينى معصوب العينين فى بطنه، ثم يبصق عليه ويهينه بإهانة بالغة فاحشة باللغة العربية.

فى أحد المقاطع، يظهر جندى احتياط من اليهود المتدينين وهو يعانق فلسطينيًا معصوب العينين ومقيد اليدين على كتفيه، ويرقص معه فى دوائر بينما يعزف موسيقى دينية على هاتفه. يسأله: لماذا لا ترقص، فيفقد الرجل معصوب العينين توازنه ويسقط وسط سخرية الجندى وزملائه.

منذ بداية هذه الحرب على غزة، انتقل صداها إلى الضفة، وتصاعدت التوترات هناك، بين قوات الأمن الفلسطينية والإسرائيلية والمستوطنين. ووفقا لمصادر حكومية فلسطينية، قُتل 122 فلسطينيا فى الضفة الغربية منذ بدء الحرب بين حماس وإسرائيل فى 7 أكتوبر المنصرم. وقعت معظم الإصابات بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلى، بينما قُتل فلسطينيون فى عدد آخر من الحالات برصاص المستوطنين .

أخبار هذه الانتهاكات معلنة يسمعها العالم، لكنها تاهت وسط ضجيج غزة، يراها بعيون زائغة ولم يعد يتذكر حقوق الإنسان ولا القانون الدولى الخاص بمعاملة أسرى الحرب.

على مدار أيام الأسبوع، يهاجم مستوطنون مسلحون ملثمون المدنيين الفلسطينيين، فى إحدى الحالات اقتحم مستوطنون مسلحون قرية سوسيا، وأرهبوا السكان المحليين وأخبروهم أن أمامهم 24 ساعة لمغادرة منازلهم وإلا سيُقتلون. تحدث السكان المحليون إلى هيئة الإذاعة العامة “كان ” وذكروا واقعة أخرى دخل فيها المستوطنون قرية أم الخير، واتهموا السكان بأنهم من أنصار حماس، وقاموا بتفتيشهم وأمروا بوضع الأعلام الإسرائيلية على منازلهم.
فلسطين كلها تحت القصف والحصار ، لا فرق بين غزة والضفة، والمسألة برمتها لا تعدو إلا أن تكون تقسيم أدوار.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة