علاء عبد الوهاب
علاء عبد الوهاب


انتباه

تحية واجبة لهذا الرجل

علاء عبدالوهاب

الأربعاء، 08 نوفمبر 2023 - 08:19 م

لا يجب أن ننتظر حتى تحط الحرب أوزارها، حتى نوجه تحية قلبية حارة للسيد المحترم انطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة.

كان بوسعه أن ينتقى من العبارات حمالة الأوجه، ما يجعله يحظى إن لم يكن باستحسان الفرقاء، فلا أقل من ان يتفادى الغضب الشديد من بعضهم، الفظ السليط.

اختار أن ينحاز للحق، وأن يرفض الظلم، وأن يفضح العدوان، وأن يدين المعتدين حتى إنه تفوه بما كان يخشى البعض أن يضمره، انتصر لإنسانية المقاومين، وقرأ دوافعهم الحقيقية، وسمى الأشياء بمسمياتها دون مواربة.

جوتيريش وصم الكيان الصهيونى بانتهاك القانون الدولى الإنساني، ورأى فيما وقع يوم ٧ أكتوبر رد فعل طبيعى لم يأت من فراغ، لأنه صدر عن من عانوا ويلات احتلال غاصب، ومعتد غاشم على مدى ٧٥ عاما.

ثم انه لم يكتف بإطلاق التصريحات التى تفيض بالتعاطف من مكتبه كأمين عام، ولكنه آثر أن يتوجه إلى معبر رفح، ويشاهد مهزلة تكدس الشاحنات المحملة بالمعونات الإغاثية التى لا تحتمل فى عبورها تأخيرا، وثمن الأوضاع تتدهور كل ساعة، ودعا المجتمع الدولى لتطبيق هدنة انسانية دون تأجيل، على الأقل قال كلمته.

وبالطبع فإن جوتيريش لم يسلم من هجمات فظة من الكيان الصهيوني، ومن يوالوه، بل تجرأ ممثله فخرق ادانة الأمين العام للعدوان، وبلغت المأساة ذروتها حين أخرجوا له التهمة سابقة التجهيز بمعاداة السامية، ومن ثم فإن عليه الاعتذار والإستقالة!! كل ذلك ومن يوالون الكيان لا يحركون ساكنا لوقف المهزلة!.
من يتقلد أعلى منصب أممى فى العالم، لم يتذرع بحساسية موقعه، ليغلف تصريحاته بالسوليفان، لكنه أصر على قول الحق مرارا وتكرارا، دون تحسب للعواقب.

جوتيريش رجل من طراز فريد، أعرض عن أن يكون مجرد منفذ لإرادة أصحاب البطش، من ثم فإن من واجب كل عربى أن يحنى له هامته احتراما وتقديرا.
فكروا فى كيف يتم تكريم الرجل القوى المحترم.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة