صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

الحل الوحيد

صالح الصالحي

الأربعاء، 08 نوفمبر 2023 - 08:52 م

كل يوم يزداد عدد الشهداء من الفلسطينيين فى غزة، فالاحتلال الإسرائيلى لا يتوانى فى ارتكاب المجازر بحق الشعب الفلسطينى، ويقتل الأطفال بعقيدة دون رحمة، ويصر على تنفيذ مخطط الإبادة الكامل لسكان غزة.

فبعد أن حول الإحتلال الإسرائيلى غزة إلى سجن مفتوح بحصاره لها لسنوات طويلة، الآن يحولها إلى مقبرة كبيرة.. فعلى مدار أكثر من شهر شهدت غزة مجازر عديدة عن طريق تنفيذ ضربات قاتلة متتالية على السكان، مستهدفة المستشفيات والمدارس والمنازل وحتى عربات الاسعاف.

فى ظل هذا التصعيد المتسارع من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة، تجد التحرك الدولى بطىء جداً تجاه حماية المدنيين.

حيث تأتى تصريحات انتونى بلينكن وزير الخارجية الأمريكى «بأن هناك تواصلا مع تل أبيب من أجل اتخاذ خطوات للتخفيف من الضحايا المدنيين، وأنهم يعملون بصورة نشطة جداً لتأمين المزيد من المساعدات الانسانية لغزة».. ومن ثم تكشف أرسولافون ديرين رئيسة المفوضية الأوروبية «عن أن نشر قوات دولية تحت إشراف الأمم المتحدة فى قطاع غزة المحاصر بات بين الخيارات التى يجرى بحثها».

تجد أن تصريحات المسئولين الأمريكيين والغربيين كلها تحمل فى طياتها تسويفا لمنح المجال والفرصة ومزيدا من الوقت للاحتلال الإسرائيلى للقضاء على الفلسطينيين، دون اتخاذ خطوات جادة وحاسمة لوقف هذه الحرب وهذه المجازر.

الصورة واضحة للكافة، الاحتلال يرتكب المجازر ويرتكب جرائم حرب مكتملة الأركان وخرقاً للقوانين الدولية والانسانية، تحت مرأى ومسمع من زعماء العالم.. الذين يقفون مع القاتل بدون خجل، والذى من أجله تسقط كل الشعارات والمواثيق والقوانين والقرارات، ويسقط كل شىء حتى ما يتعلق بالانسانية ولا أحد يستطيع أن يقف فى طريق الاحتلال الإسرائيلى أو حتى يعرقل تنفيذ مخططه.. والذى فضحته وكشفته صحيفة نيويوك تايميز الأمريكية «بأن إسرائيل حاولت حشد الدعم الدولى لنقل مئات الآلاف من المدنيين من غزة إلى مخيمات فى صحراء سيناء».. وهو الأمر الذى لن يحدث ولن يقبل به أحد.. فالموقف المصرى معلن فى هذا الأمر..

وهو ما أكده الرئيس عبدالفتاح السيسى مراراً وتكراراً.. حيث أكد فى العديد من المباحثات من زعماء ورؤساء الدول رفض مصر القاطع لتصفية القضية الفلسطينية من خلال تهجير الفلسطينيين مع قطاع غزة إلى مصر، وطالب بضرورة العمل على التهدئة بما يتيح المجال أمام فتح المسار السياسى وصولاً إلى حل الدولتين الذى يمثل الطريق الوحيد نحو السلام العادل والدائم فى المنطقة..

مشدداً على المسئولية السياسية والأخلاقية للمجتمع الدولى وضرورة التحرك الجاد والفاعل لحماية المدنيين الفلسطينيين ووقف سياسات العقاب الجماعى..

وأن الجهود المكثفة التى تقوم بها مصر لتنسيق الاغاثة الانسانية والدولية ليست بديلاً عن ضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار..

هذا هو موقف مصر الواضح من القضية الفلسطينية عموماً وما يحدث فى غزة بصفة خاصة.. وهو الموقف الذى يتبناه الرئيس ويؤيده ويدعمه الشعب.. وهو موقف العقل والمنطق والذى يجب أن يتبناه المجتمع الدولي، والذى عليه أن يقف أمام إسرائيل بكل حزم لوقف اطلاق النار ومن ثم التفاوض.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة