كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

النموذج المعدل للتهجير !

كرم جبر

الثلاثاء، 14 نوفمبر 2023 - 08:10 م

مخطئ من يتصور أن إسرائيل أقلعت عن فكرة التهجير، لأنها فى النهاية تؤدى إلى تصفية القضية الفلسطينية، فالنموذج المعدل الذى تطرحه هو تهجيرهم إلى دول أخرى توافق على استضافتهم، بدلاً من دول الجوار.

المبادرة التى طرحها أعضاء الكنيست الإسرائيلى تحت مسمى «إخلاء سكان غزة»، جاءت مزيفة بأكاذيب وقحة ومبررات فجة، بزعم أن التهجير: 1- هو «الحل الإنساني» الصحيح لهم وللمنطقة، 2- وأنه سيضع حداً لمعاناة اليهود والعرب، 3- ويؤدى إلى استقرار منطقة الشرق.

1- أما بالنسبة للحل الإنساني، فلا ترى إسرائيل وقادة الغرب جرماً فى العدوان الوحشي، الذى لم يترك المستشفيات ولا دور العبادة والمدارس، وهذه الإنسانية الإسرائيلية الملعونة تغتال الإنسانية والحق فى الحياة، ونادراً ما حدث ذلك إلا فى بعض العصور التاريخية الوحشية.

فقدت كلمة «إنسانية» معناها وأصبحت «وحشية» فى عالم افتقد المروءة والتعاطف والتراحم، ويتعامل مع العدوان الهمجي، مثل مشاهدته «أفلام الرعب» فى المساء، ثم يخلد إلى النوم مرتاح الضمير، دون أن تفزعه الأحلام والكوابيس.

2- أما بالنسبة لأكاذيب الكنيست بأن التهجير يضع حداً لمعاناة اليهود والعرب، فالمعاناة هى النتاج الطبيعى لتاريخ عمره 75 عاماً، مليء بالمذابح والقتل والمقابر الجماعية، وكان الحصاد هو «الكراهية».

والكراهية هى السلاح الذى لا يهدأ، ولا يمكن محاربتها إلا بالعدل والقيم الإنسانية، وإلا تحولت إلى نار تحرق من أشعلها، وتؤدى إلى نتائج كارثية إذا تركت بدون علاج.

وعلاج الكراهية ليس فى اختلاق نماذج معدلة للتهجير، وإنما بإقرار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى وفتح أبواب الأمل وتجفيف الدماء، وفتح الطريق إلى المستقبل.

3- مزاعم إسرائيل الكاذبة بأن التهجير يؤدى إلى استقرار منطقة الشرق الأوسط أكذوبة كبرى، ولا يدرك قادة إسرائيل أن مصير القوة الغاشمة هو الزوال، وعلى مدى التاريخ لم تبادر أى دولة بالعدوان على دولة أخرى مغترة بقوتها، إلا وغرقت فى مستنقع الدماء.

تعيش إسرائيل الآن «أوهام المذبحة» وأنها قضت على حماس، وأنها نجحت فى تهجير 1.6 مليون من الشمال إلى الجنوب من أصل 2.4 مليون هم سكان غزة، ولكن تنتظرها أهوال كثيرة.

أهمها خسائر حروب العصابات، والموازين فى صالح المقاومة الفلسطينية، وكلما زادت خسائرها جن جنونها، ولن يصمت ضمير الشعوب الحرة فى العالم كثيراً على المذبحة التى تفوق فى بشاعتها حرب الإبادة التى قادها الجيش الألمانى النازى عام 1939 لتهجير سكان شرق أوروبا والاتحاد السوفيتى إلى سيبيريا.

ليس حتمياً أن تنتصر الجيوش الأقوى فى حروب المدن، وأمثلتها الدامغة حرب فيتنام ضد الغزو الأمريكى والمقاومة العراقية للغزو الأمريكى ومئات التجارب فى عديد من الدول والقارات.

الخلاصة: إن إسرائيل والغرب حاولا مع مصر، ولما تأكدوا أن التهجير هو المستحيل، بدأت المؤامرة تتخذ أشكالاً جديدة، لأن الهدف النهائى هو تصفية القضية الفلسطينية.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة