الاطقم الطبية بمستشفيات سيناء تستعد لاستقبال المصابين والتعامل معهم
الاطقم الطبية بمستشفيات سيناء تستعد لاستقبال المصابين والتعامل معهم


الشتاء يداهم الفلسطينيين.. والصواريخ تستهدف المستشفيات

هروب من أجل الحياة| أهالي غزة: نعيش «مأساة القرن» ولا أمل فى البقاء

صالح العلاقمي

الثلاثاء، 21 نوفمبر 2023 - 08:29 م

رحلة النزوح من الشمال الى جنوب غزة وصفها الفلسطينيون بأنها رحلة هدفها الحياة، هربا من غارات الطيران وقصف الصواريخ التى طالت المستشفيات والمدارس، وأوضاع إنسانية صعبة مع حلول موسم هطول الأمطار.

«الاخبار» رصدت خلال لقاءاتها بالفلسطينيين المرافقين للمرضى معاناة أهالى غزة أثناء الخروج من القطاع. تقول أم يزن، من بيت لاهيا فى غزة، والتى ترافق ابنها الذى اصيب فى الاحداث إن الاحتلال الإسرائيلى ليس له أمان أبدا ، ولم يعد هناك مبيت آمن بلا عدوان بعيدا عن القنابل، ولايوجد أمل فى العيش بالخيام مع قصف وضربات الصواريخ، اضافة إلى هطول الأمطار بغزارة تحمل معها بوادر أزمة كارثية بسبب البرد القارس وانتشار الأمراض المعدية.

وأوضح أبو صادق من غزة، أنه قبل أن يأتى إلى سيناء، مرافقا لنجله الذى اصيب إثر عمليات قصف للنازحين، انه واصل عملية الانتقال من مناطق الجنوب الى الشمال فى أكثر من 10 أماكن كى يتغلب على الأوضاع الكارثية، والتى وصفها بانها مأساة القرن التى نعيشها فى ظل عدم توافر ابسط المقومات الحياتية، وقال نقف طوابير على دورات المياه، وطوابير للحصول على المياه المالحة، ولا يوجد غذاء والاسعار جنونية.

وقال الى الآن لم نفق من هول ما يحدث، هل نحن فى حلم أم واقع حقيقى نعيشه، حيث اطاحت الرياح بالخيمة وغرقنا بسبب مياه الامطار، الكل يحاول تدبير أموره بما يمكنه من حماية الأطفال من البرد القارس ومياه الأمطار الغزيرة .

وأوضح ابو يوسف، من بيت حانون بغزة، مرافق لنجله الذى اصيب فى الأحداث، بكل ثقة سنحصل على حقوقنا وسنحافظ على ارضنا وسنعمر اوطاننا، فنحن اصحاب قضية وهم انتزعوا الارض منا، لن ينالوا ابدا ما يحلمون به، فقدنا اطفالا هم أمانة عند خالقهم، أصيب اخرون هم وقود النضال واليقين، وبعد كل هذه المجازر بحق الفلسطينيين، فان غضب الأطفال محفور فى الوجدان من هول الأحداث المأساوية .

وأكد أن الأمل مازال يراودنا فى نجاح الرئيس عبدالفتاح السيسي فى استكمال جهوده لتحقيق طموحات الشعب الفلسطينى ووقف المخطط الإسرائيلى الذى يستهدف المدنيين للتهجير، حيث كان موقفه واضحا بشأن حق الفلسطينيين فى العيش بسلام والحصول على حقه فى دولة مستقلة.

مصطفى عبدالله حمودة»، طفل فى العاشرة من عمره، يتلقى حاليا العلاج بمستشفى العريش العام، وأصيب بكسور مضاعفة، أثر قصف صاروخ استهدف عدة منازل بمخيم بيت لاهيا شمال غزة مع بداية الحرب،وكان مصطفى من بين الناجين وسط الركام ، وتم نقله للعلاج بالمستشفى الاندونيسى بغزة لتقديم الاسعافات الأولية ، واستمر هناك 20 يوما حتى تم نقله للعلاج فى المستشفيات المصرية، برفقه والدته .

مصطفى يتمتع بروح التفاؤل ولديه الأمل فى العودة مرة اخرى إلى أرضه فى قطاع غزة، فهو يفتقد اشقاءه ولكنه يعرف ان فترة علاجه تحتاج الوقت الكثير، وأنه فى مصر تحت أيد مخلصة ستقدم له اللازم ،فى انتظار العود لقطاع غزة مرة أخرى كى يستكمل حياته ويحقق حلمه ان يكون طبيبا يداوى مرضى أهالى قطاع غزة.. وهو يحاول التغلب على جراحه بمداعبة الأطقم الطبية فى مستشفى العريش العام بعد أن أجرى عملية جراحية وتحسنت حالته نسبيا،حيث يجد فى ذلك مجالا للخروج من الحالة النفسية التى لحقت به عقب عملية القصف ،ورؤيته جثث الشهداء من الاهل والجيران.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة