الأربعاء، 22 نوفمبر 2023 - 12:01 م

كتبت: رضوى الصالحي

"الصورة هى لحظة يتجمد عندها الوقت، وتتزاحم بين زواياها العديد من المشاعر والكلمات التي قد يعجز اللسان عن الافصاح بها، ولكن بمشاهدتها وتأملها يمكنك فعلا إدراك الرسالة التي تهدف إليها"، بهذه الكلمات أعرب المصور الأمريكى «إد كاشى» والمعروف بصوره ذات البعد الإنسانى، والذى افتتح معرضه الفني الجديد بمصر الجديدة  تحت رعاية السفارة الأمريكية بالقاهرة بعنوان «مدينة الموتى قبل 30 عاما».

اقرأ أيضا| عمرها 141 عاما.. حكاية مستشفى المعمداني بغزة شاهد على جرائم الاحتلال

حصل إد كاشي على العديد من الجوائز العالمية في التصوير الفوتوغرافى طوال مسيرة مهنية امتدت لأكثر من 40 عامًا، كان آخرها عام 2022 فنال جائزة التصوير الفوتوغرافي الدولية وفي نفس العام الجائزة الدولية للابداع في لندن، بالإضافة إلى إقامة عدد من المعارض حول العالم، كما نشرت صوره بأشهر المجلات الأمريكية منها «نيويورك تايمز، أوكسفام، مجلة تايم» واستعانت بصوره عدد من المؤسسات التي تعمل فى مجال تقديم الرعاية الانسانية والطبية مثل مؤسسة روبرت وود جونسون وغيرها.

اقرأ أيضا| حكايات | أشهر 10 مخترعين تركوا بصمتهم في التاريخ 

ويقول "إد" إن هذا المعرض تم تصويره بالقاهرة بفترة التسعنيات من القرن الماضي، والذى جاء بالصدفة أثناء قيامه بتغطية صحفية لـ"ناشيونال جيوغرفيك" لبعض المشاكل المتعلقة بالمياة بالشرق الأوسط مع زوجته جولي وينوكور، والتى تعمل صحفية هى الأخرى.

وأضاف أن:" القدر ساقنى لمقابر الإمام الشافعى فأصبت بالدهشة برؤية بيوت الأموات التى تستضيف الأحياء وتعج بالضجيج وصخب الحياة وليس كما توقعت بأنها مهجورة تلتزم الصمت مثل سكانها الذين يرقدون تحت ترابها"، وتابع أن المتأمل للصور سيشعر بنقيض بين أحداث ومشاعر الفرحة والبهجة المحاطة من كل مكان بالمقابر.

اقرأ أيضا|«هلا هيثم».. من صانعة محتوى لممثلة ريادة الأعمال لمبادرة «أنتي الأهم»

الحياة والموت.. طريق موازٍ

وأشار إد كاشي إلى أن الرسالة فى جميع الصور بأن الحياة والموت كلاهما يسيران بطريق مواز، قائلًا:"ما جذبنى لالتقاط تلك الصور والتي أعتقد أنها كانت جزء من تاريخ مصر بالقرن الماضى، لأن مصر اليوم بدت ملامحها تتغير على غير ما كانت، وعندما تم تصويرها اتفقت مع زوجتى على العودة القاهرة مرة أخرى وإقامة معرض لتلك الصور فيها فهى وثائقية عن أناس حقيقيون عاشوا مع الأموات فى فترة من الزمن، واليوم بالتأكيد تغيرت الأوضاع".

ويوضح "إد" بأنه شاهد مراسم لدفن أحد الأموات، وأنها كانت من اللحظات  الصعبة التى عاشها ولا يمكن نسيانها، وكانت لمدة ١٥دقيقة فى العراق. ةقال :"كدت أنا وزميلى أن نموت فكان طائرة هليكوبتر فوقنا تضرب مجموعة من المسلحين  ب"الارض بى جى" وعلى الجانب الثانى قوات أمريكية ونحن بين كفى الرحا، وأحمدالله على نجاتى من براثن الموت، وهذا يذكرتى بما يعيشه الصحفيين والمصورين فى غزة والذين يلاقوا الموت ويستهدفون خلال عملهم فى نقل الحقائق والوقائع للعالم فهم جنودها.

كما اشار "إد" بانه قدم عدد من المشروعات المصورة ذات البعد الإنسانى وفى مقدمتها محنة اللاجئين السوريين، ومرض الكلى المزمن بين العمال الزراعيين، وتغير المناخ، الشيخوخة في أمريكا، والمجتمع البروتستانتي في أيرلندا الشمالية، تأثير النفط في نيجيريا وغيرها من القضايا التى تهم الانسان.

وكشف "كاشى" بأنه يستعد لطرح كتاب جديد الفترة المقبلة عن فترة وباء كورونا وثانى عن التغير المناخي، ومن المقرر أن يستمر العمل عليه 5 سنوات قادمة، وكان اخر كتاب صدر له  ضمن 12 كتاب طرحهم "كاشى " بعنوان " اللحظات المهجورة: رسالة حب للتصوير الفوتوغرافي "والذى سجل فيه بعض اللقطات الحيوية والتى تميزت بالتلقائية والتقطت الصور على مدار 40 عاما خلال مشواره المهنى،واختتم كلامه بان الصورة هى افضل سلاح ووسيلة فى نقل الوقائع والاحداث بكافة أشكالها وتوثيقها.

وعلى جانب آخر شهد المعرض اقبال كثيف من قبل محبى ومحترفى التصوير الفوتوغرافي من المصريين والأجانب الذين أبدوا إعجابهم بفكرة المعرض التى توثق لفترة زمنية من عمر مصر، ولكن بعيون أجنبية تسعى لإبراز كل ما هو جميل ويبعث للحياة وسط قتامة أو صعوبة ظروف الحياة.