علاء عبد الوهاب
علاء عبد الوهاب


انتباه

لقد نفد رصيدهم!

علاء عبدالوهاب

الأربعاء، 22 نوفمبر 2023 - 10:18 م

إنهم أصحاب الخطاب المراوغ، والكيل بعشرات المكاييل، الذين يظهرون غير ما يبطنون، ويقولون ما لا يفعلون، ولا يلتزمون بما يتعهدون، ويرفعون شعارات تناقض ممارساتهم الفعلية، ألا فى الحضيض سقطوا، وفى هوة سحيقة ما لها من قرار استقروا.

عن الذين نفد رصيدهم الأخلاقى، بينما يتوهمون تصدر المشهد الدولى، واعتلاء الصرح الحضارى، بينما أفرغوا الحضارة من جوهرها، وأهانوا قيمها، واستهانوا بالإنسان من حيث كونه إنسانا، عن هؤلاء أتحدث.

لقد فصح ما يحدث فى غزة أصحاب الوجوه المصقولة التى قد تعكس ملامحهم بريقا زائفا، لأنه تماما كبريق الوحل حين تسقط عليه أشعة الشمس، لكن ذلك لا يغير من حقيقته الدنيئة شيئا، لأنه يبقى وحلا!

تلال من الادعاءات على مدى عقود، بل قرون، ثم تأتى لحظة الحقيقة كاشفة، بأكثر من كل ما سبقها، إذ بلغ العبث بالقيم والأخلاقيات مبلغا لا سابق له، ولا مثيل، فكل ما سجله التاريخ من مآسٍ لم تصل فى خبثها ودناءتها وانحطاطها هذا الدرك قط.

غابت، أو بدقة غيبت أبسط معانى الرحمة فى جميع تفاصيل ما شهدته غزة، وبلغت معدلات القسوة منسوبا رهيبا، لم ينج من تجلياتها الدموية رضيع، بل جنين، ولا شيخ، بل قعيد، ولا امرأة ضعيفة أو تحمل فى أحشائها مشروع إنسان على وشك أن يطل على عالم ظالم قاسٍ، وربما تمنى ألا يحل ضيفا عليه!
نسوا، أو تناسوا عامدين مع سبق الإصرار كل حديث أو أرغوا وأزبدوا فيه عن حقوق الإنسان، واستمرأوا دور الموانع عن الشيطان، ولم تضبط حمرة الخجل فوق وجوههم للحظة، وهم يبررون ويدعمون ويسلحون المعتدى، وينحتون الضحية بما يستحق الجلاد!

سقطت كل الأقنعة، وذبلت أوراق التوت التى وارت عوراتهم، وما عادوا يحرصون على أن تسترهم، وربما استدعت ضمائرهم، إن كان ثمة ما يمت لها بصلة فى صدورهم، مقولة فيلسوفهم توماس هوبز «الإنسان ذئب بالنسبة لأخيه الإنسان»!

أيها السادة، وأنتم فى الحقيقة عبيد للشيطان، لقد نفد كل رصيدكم، بعد أن فضحتكم مجازر غزة ومآسيها، وكشفت درجة شركم غير المسبوقة منذ بدء الخليقة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة