عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

بعد الهدنة !

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 23 نوفمبر 2023 - 08:38 م

بينما أعرب كثيرون عن أملهم فى أن تقود هدنة الأيام الأربعة التى تضمنتها صفقة الأسرى إلى وقف كامل للقتال، فإن إسرائيل أكدت أنها سوف تواصل حربها الوحشية ضد أهل غزة..

لكن لا يمكن اختزال ما سيحدث بعد انتهاء أيام الهدنة الأربعة فيما توعد به قادة إسرائيل غزة فقط لأن صفقة الأسرى وليست الهدنة وحدها سوف يكون لها تداعياتها على حرب الإبادة التى تشنها إسرائيل ضد أهل غزة. 

فهذه الصفقة التى أعلن مستشار الأمن القومى الإسرائيلى أنه سيبدأ تنفيذها اليوم الجمعة هى اعتراف ضمنى من قبل الحكومة الإسرائيلية بحماس التى أعلنت أن هدف الحرب تصفيتها، بل الأكثر هى اعتراف إسرائيلى بالعجز عن تحرير الأسرى بالقوة المسلحة، فهى بعد تدمير نصف منشآت ومبانى قطاع غزة بما فيها المستشفيات وجدت نفسها مضطرة للقبول بصفقة لتحرير خمسين من أسراها لدى حماس من الأطفال والنساء، والقبول بوقف القتال فى هدنة كانت ترفضها، وأيضًا القبول بتزويد القطاع بالوقود الذى حرمته منه أكثر من شهر ونصف الشهر..

وهى قد تجد نفسها مضطرة لتكرار هذه الهدنة مجددا للإفراج عن مزيد من الأسرى، بل إن تلك الصفقة تفتح فعلا الباب لذلك كما أعلن الإسرائيليون أنفسهم.. وبالطبع سيكون وضع القوات الإسرائيلية فى شمال القطاع حاكما فى ذلك الأمر.

غير أن هذا لا يعنى أن الإسرائيليين لن يندفعوا فى تنفيذ ما توعدوا أهل غزة به من استئناف الحرب ضدهم بقوة وشراسة ووحشية، وذلك لتغطية تراجعهم وقبولهم بهذه الصفقة التى أثارت خلافا علنيا بينهم لرفض البعض لها بشكل قاطع.. وقد يراهن الإسرائيليون على ما سوف يجمعونه من معلومات حول بقية أسراهم من استجواب الأسرى المفرج عنهم فى هذه الصفقة.

وأخطر ما يمكن أن يرتكبه الإسرائيليون هو الشروع فى اقتحام جنوب القطاع، وتكرار ما ارتكبوه من جرائم حرب ومجازر فى الشمال والتى ترتب عليها تهجير قسرى داخل القطاع من شماله إلى جنوبه لأكثر من نصف سكان القطاع، وهو ما يعنى عمليا دفعهم دفعا للبحث عن ملاذ آمن خارج أراضى القطاع.. غير أن عجزهم عن إحكام سيطرتهم العسكرية الكاملة على الشمال سوف يعيقهم عن ذلك، فى ظل تصاعد الرفض الشعبى داخل أمريكا والغرب لحرب الإبادة التى يقومون بها ضد أهل غزة وزيادة الضغوط على حكوماتها لوقف الحرب.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة