جلال عارف
جلال عارف


في الصميم

سؤال ما بعد الهدنة: هل تنهي أمريكا حرب الإبادة؟

جلال عارف

الجمعة، 24 نوفمبر 2023 - 08:40 م

إذا سارت الأمور كما تتمنى كل الأطراف، وتم تنفيذ الهدنة بدون تلاعب أو عقبات، فإن ذلك سيكون خطوة لالتقاط الأنفاس واختبار النوايا، وسيمنح المواطنين الصامدين على أرض غزة الفلسطينية أياما قليلة من الهدوء تتوقف فيه آلة القتل الصهيونية النازية عن العمل، كما سيمنحهم مددا من المواد الأساسية يساعدهم على الصمود فى وجه حرب الإبادة وحصار الموت الذى تفرضه إسرائيل على القطاع.

وفى المقابل.. سيحصل نتنياهو والعصابة اليمينية التى تحكم إسرائيل على ما يخفف عنها الضغط من الجماهير التى تطلب عودة الرهائن والتى بدأ صوتها يرتفع مطالبا بوقف الحرب التى شلت حركة البلاد منذ خمسين يوما. وقريبا من ذلك سيكون موقف الرئيس الأمريكى الذى يعرف جيدا أن أكثر من ٦٥٪ من الأمريكيين مع وقف الحرب، وضد سياسة بايدن التى ورطت أمريكا فى حرب ستكلفها الكثير ماديا ومعنويا فى وقت كانت تسعى لاستعادة بعض من نفوذها فى المنطقة، فإذا بها تواجه غضب كل الشعوب العربية والإسلامية وكل أحرار العالم بمن فيهم معظم شباب أمريكا- بسبب الانحياز الكامل للكيان الصهيونى وهو يشن حرب الإبادة على شعب فلسطين الذى يكتوى بنار الاحتلال الصهيونى على مدى ثلاثة أرباع القرن.

وتبقى القيمة الأساسية لاتفاق الهدنة «إذا تم تنفيذه باحترام كامل للالتزامات على الجميع»، أنه خطوة يمكن أن تمهد الطريق لتحقيق الهدف الضرورى والعاجل وهو الايقاف الكامل لاطلاق النار، ووضع نهاية لحرب الإبادة التى تشنها إسرائيل والجرائم النازية التى ترتكبها والتى راح ضحيتها نحو ١٥ ألف شهيد  ٧٠٪ منهم من الأطفال والنساء. والمهمة ليست سهلة مع وجود حكومة زعماء عصابات الإرهاب الصهيونى فى إسرائيل، وشعورهم  بالفشل فى كل شيء إلا فى ذبح الأطفال الفلسطينيين، وتأكدهم أن نهاية الحرب تعنى نهايتهم السياسية، وأن العدالة الدولية ستظل تطاردهم كمجرمى حرب طوال حياتهم.
اعتقد أن واشنطون تدرك جيدا ضرورة البناء على هذه الهدنة من أجل تلافى المخاطر الهائلة إذا استمرت حرب الإبادة الإسرائيلية وازداد التورط الأمريكى فيها. ولاشك أن هناك تغيراً فى لهجة الخطاب الأمريكى رغم استمرار التأييد المعهود لإسرائيل حتى الآن. الخطاب الأمريكى «حتى من بايدن نفسه»، كرر التأكيد على معارضة تهجير الفلسطينيين إلى خارج فلسطين أو حتى داخلها. كما غاب فى الأيام الأخيرة عن الخطاب الأمريكى هذا الحديث المتواطئ وغير الأخلاقى الذى يصر على استمرار حرب الإبادة ويعتبر قتل الأطفال الفلسطينيين دفاعا مشروعا عن النفس من جانب إسرائيل الضحية التى تهدد بضرب غزة بالقنابل النووية«!»

تعرف الولايات المتحدة جيدا أن المطلوب هو ايقاف حرب الإبادة تماما وفورا، وإفهام العصابة الحاكمة فى إسرائيل أن فترة السماح التى منحتها أمريكا لهم ليحققوا أهدافهم فى غزة قد انتهت. وأن الهدنة المؤقتة لابد أن تقود لإيقاف الحرب. هل ستفعل أمريكا ذلك أم تخسر كل شيء من أجل إسرائيل فى طبعتها النازية؟ الإجابة بالتأكيد.. لن تتأخر كثيرا!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة