الثلاثاء، 28 نوفمبر 2023 - 09:41 م

الطبيعي أنه إذا زاد الشئ عن حده انقلب ضده وعلي الرغم مما تحمله مواقع التواصل الإجتماعي من إيجابيات كثيرة ومفيدة لا يمكن لأحد أن ينكرها إلا أنها في نفس ذات الوقت أشبه بسلاح خطير يمكنه هدم بعض الأسر والمجتمعات في وقت قصير جداً إذا أساء الشخص منا إستخدامه لأنه يحمل بين ثناياه مخاطر عديدة يصعب تجاهلها أو السكوت عليها .
الحقيقة أن في عصرنا الحاضر أثرت السوشيال ميديا وكل وسائلها الملعونة علي العلاقات الأسرية بمجتمعنا بل وساهمت في تغيير سلوك الأفراد والأبناء لدرجة أنه وصل بنا الحال إلي إفشاء أسرار البيوت لغيرنا مما زاد من الفجوة بين الزوج وزوجته والأب وأبنائه والاخ وشقيقه والكثير من المشاكل بين باقي الأسر ، ولم تكتفي وسائل التواصل الإجتماعي علي ضعف العلاقة العاطفية بين الزوج والزوجة فحسب بل وصل الحال إلي الجفاء بين جميع أفراد الأسرة بسبب الانشغال علي اللايكات والشير والمراسلات الخفية وكأنها من الواجبات والضروريات رغم أن حفظ الأسرار من العبادات وإفشائها من الكبائر والمحرمات والتي تكون عواقبها خطيرة في النهاية علي الجميع دون تفرقة ، فتفاقم المشكلات بالصورة التي يصعب حلها تعرض الأسرة للتفكك كرد فعل طبيعي لما نقوم به بأيدينا من فتح كتب حياتنا اليومية أمام مرأى عيون الناس لينظروا إلي ما نخفيه من 
أسرار وخصوصيات خطيرة.
إن كشف الأسرار علي مرأي ومسمع الجميع دون الدراية بمخاطر هذه الأفعال المسيئة والفاضحة يفتح الباب أمام الفتنة وقطيعة الأرحام والتنابز بالعيوب وشيوع أخلاق النميمة وثقافة كشف العورات وهذا يهدد العلاقات الأسرية بالشقاق والفرقة ويزيد من حالات الطلاق وتشرد الأطفال وغيره من النتائج المدمرة للمجتمعات ، إن تغيير ثقافة مواقع التواصل الإجتماعي لاسيما بين فئات الشباب والصغار باتت مطلباً هاما وضروريا كونها اخترعت لتقريب الشعوب وتوسيع دائرة العلاقات الإجتماعية ومعرفة أخبار العالم والثقافة بكل مايستجد يومياً من أحداث مفيدة.
وأخيراً أقول إن ستر العورات لم يقتصر على الملابس فقط بل تشتمل علي حفظ كل ما هو قيم ومتزن وثمين والابتعاد عن كل المنافذ الشياطينية الخبيثة من أجل إستقرار البيوت وحفظ الأمانات.