علاء عبد الوهاب
علاء عبد الوهاب


انتباه

جريمة تجريم الفرحة!!

علاء عبدالوهاب

الأربعاء، 29 نوفمبر 2023 - 10:50 م

إذا كان ثمَّ ما يدعو للفرحة، فماذا يعنى تحريمها، بل تجريمها، والتهديد بالويل والثبور، ومسح المسرح المحتمل لممارسة أى فعل ينم عن الفرح فى مناسبة تستحق؟! أمر يصعب تصوره أو القبول بأى مبرر له، لكن الصهاينة أقدموا عليه، بإصرار شديد، فجاء كمرأة أمنية تعكس مكنون نفس مشوهة، مضطربة، لا سقف لغلظتها، ولا حدود لقسوتها!

هكذا تصور الصهاينة قدرتهم على سرقة الفرحة، أو حرمان من يستحقها، من التعبير عن مشاعر طبيعية، لكن لأنهم بشر غير أسوياء قرروا ألا يمارس أهالى ضحاياهم ممن أفرج عنهم بعد سنوات من اعتقال غير قانونى، وهم من الأطفال والنساء، أى مظهر للفرحة، وبلغ الجنون مبلغه بتفتيش البيوت، ومسح محيطها لإزالة أى استعدادات أقيمت لاستقبال من غابوا سنوات طوالاً عن منازلهم وأحضان أحبائهم!

كم هو بشع وصادم ما فرضه الصهاينة على مرأى ومسمع من العالم، غير أن من ارتكب المجازر بقلوب أشد قسوة من الحجارة لا يضيره محاولة سلب حق الأرواح فى التعبير عن فرحتها، لكنه واهم تماما، فإذا كانت دواعى للحزن فلأن أحبابا آخرين مازالوا قابعين فى ظلمة سجون الاحتلال، ولأن الإفراج لم يشمل سوى النذر القليل من المناضلين، والأهم أن الأرض مازالت سليبة، والأقصى مازال أسيرا، و... و ....

إلا أن قلوبا عامرة بالإيمان محصنة بالإرادة، على يقين من أن ثمة حقاً فى الفرح بكسر إرادة العدو، وزيف أساطيره، وأن أنهار الدماء تهون فى سبيل الغايات العظيمة، لذا فمن حق أهالى من تحرروا أن يسعدوا، من حق من أمضوا سنوات عزيزة، من أعمارهم رهن اعتقال جائر أن يبتهجوا، وهؤلاء وأولئك لهم أن يتيقنوا أن نصر الله آتٍ، وأن الفرحة الناقصة اليوم، سوف تكتمل غدا أو بعد غد، ما دامت روح المقاومة ورفض الظلم تملأ الصدور، ولم يلامس اليأس النفوس قط. لقد فضح الصهاينة أنفسهم بأفعالهم التى أخرجتهم من الخير الإنسانى تماما، ولم يكن مستغربا أن يجرموا حتى الفرحة، إذ جاء القرار ليؤكد أن النزعة الإنسانية التى يجب أن تستقر فى النفوس السوية، غابت لتحل محلها نزعة عنصرية كريهة، لا تحض سوى على البغض والغل والضغينة، لقد عروا دواخلهم بأيديهم .

إن تجريم الفرحة ـ بحد ذاته ـ جريمة.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة