أسامة عجاج
أسامة عجاج


فواصل

معركة (بيبى) الأخيرة

أسامة عجاج

الثلاثاء، 12 ديسمبر 2023 - 05:49 م

‫ يطلقون عليه (الملك بيبى)، فهو الأطول من حيث سنوات وجوده فى منصب رئيس وزراء إسرائيل، وصلت إلى ١٣ عاما، من يوم تصدره للمشهد السياسى فى عام ٢٠٠٩، وسنة وحيدة قضاها فى المعارضة، وصفوه بـ (الساحر)، فهو خبير فى المناورات السياسية، وتشكيل الإئتلافات، وإبقاء شركائه على متنها، بما فيها الأحزاب اليمنية المتطرفة، كما هو الحال فى وزارته الأخيرة، ومع ذلك فكل المؤشرات تقول إنه (أول رأس) ستتم الإطاحة به، عندما يحين زمن الحساب على الزلزال الذى أصاب إسرائيل، فى السابع من أكتوبر الماضى، فاستطلاعات الرأى تكشف عن أن ٧٣ بالمائة من الإسرائيليين مع إقالته، بعضها فورا، والآخر بعد انتهاء الحرب، فلا يجوز تغيير (الأحصنة وقت السباق)، فمنذ اليوم الأول للحرب، يحاول بكل السبل التنصل من المسئولية، وتحميلها لكل من الجيش والأمن، ولجأ للإساءة إلى شركائه، الذين يقودون تلك الأجهزة، ولكن معارضيه ـ وهم كثر ـ  له بالمرصاد، ووصل الأمر إلى اتهامه بالخيانة، وتنتظره لجنة يجرى التحضير لها للتحقيق فى إخفاقات الحرب، كما أن الحركة الوطنية المدنية فى إسرائيل دعت المستشارة القضائية للحكومة جلى بهاراف ميارا، بفتح تحقيق فورى، فى شبهات حرق وثائق من قبل ديوان رئاسة الحكومة، تدينه بإهمال تقارير ومعلومات استخباراتية باستعدادات المقاومة للعملية، وقد رد عليه رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت أيضاً، وقال (ما حدث كانت نتيجة «لغطرسة» حكومة نتنياهو، وهو شخصياً فى نهاية المطاف، مسئول عن أى شيء يحدث، أو أى شيء لا يحدث)، لقد جاءت عملية طوفان الأقصى فى الزمن الأسوأ له، فهو بالكاد (خرج مثخناً بالجراح)، من معركة الاحتجاجات التى لم تشهدها إسرائيل، ضد مشروعه للإصلاح القضائى المثير للجدل، والذى يهدف إلى الحد من سلطات المحكمة العليا، المعنية بمحاكمته فى تهم فساد، ولكنها عادت إلى الواجهة مرة أخرى منذ أيام، ليواجه أزمة أسر الرهائن، التى وجد نفسه أمام خيارين كلهما مر، إما التفاوض بشروط حماس، أو الاستمرار فى معركة نزيف الدم، حيث تكبدت فيها إسرائيل خسائر لا قبل له بها، فاختار الثانية، لعله يحقق نصراً ما، يساعده فى الإفلات من العقاب، ويعيد إليه اعتباره، ولكن الحقيقة التى يتجاهلها أن عليه أن يغادر المشهد السياسى بأى صورة، (مهزوماً) فى الحرب وهو المؤكد، (أو فاسداً وملاحقاً)، والأدلة على ذلك كثيرة، أما لو كان غير  ذلك، فستكون معجزة، فى زمن قلت فيه المعجزات.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة