هالة العيسوى
هالة العيسوى


من وراء النافذة

لو كنتُ أُماً إسرائيلية

هالة العيسوي

الأربعاء، 13 ديسمبر 2023 - 07:15 م

لو كنت أمًا إسرائيلية لصرخت فى وجه نتانياهو بكل قواى ..كفى! كفاك لعبًا بعقولنا وتضحية بأبنائنا فى حرب وحشية لن نجنى منها سوى الفقر وعودة الشتات والأمراض النفسية التى تلازمنا لأجيال قادمة.

كفاك غرورًا وعنجهية واستكبارًا. استنفدت رصيدك لدينا. كذبت علينا وأقنعتنا بأنك سيد الأمن، وها نحن نعانى كل يوم من  الهلع من أزيز صافرات الإنذار  التى تحيط بنا فى كل مكان من غلاف غزة حتى عسقلان والقدس، قلوبنا تنخلع فى كل لحظة نسمع فيها دوى الانفجارات خوفًا على مصير أبنائنا  المقاتلين فى جبهات القتال هؤلاء الصغار الذين يلقون حتفهم بالعشرات كل يوم فى غزة. هل يمكن أن تخبرنى أين كان ابنك الأكبر يائير طوال الخمسين يومًا الأولى من الحرب؟  أقول لك أنا ..

أميرك الصغير وولى عهدك كان ينعم بدفء شمس ولاية فلوريدا الأمريكية، يستمتع مع أقرانه بالأضواء الأسطورية لمدينة ميامى، بينما ابنى وابنتى المجندان يواجهان الموت كل يوم مع حماس. صديق طفولة ابنى عاد محمولًا فى نعش، لم نر جثته فقد أصبح أشلاء.

تكذب علينا أنت وإعلامك وتقول إنه تطوع فى منظمة إنقاذ وانشغل بجمع التبرعات! ألا تخجلون. واين ابنك الثانى أفنير؟ أين يخدم الآن ونحن فى أتون هذه الحرب التى قدتنا إليها؟ أين أنت من رئيس الأركان السابق جادى أيزنكوت الذى فقد ابنه وابن أخيه فى أسبوع واحد؟ هل لديك الجرأة والشجاعة لتفسر لنا لماذا حاول وزير خارجيتك استخراج جوازات سفر دبلوماسية لأعضاء حزبك، ومنهم ابنك يائير؟ هل تريد أن تؤمن لأبنائك خروجًا آمنا وهروباً من المعركة بينما نموت نحن كل يوم؟

رفضت تسلم جثامين بعض أبنائنا فى صفقة تبادل مع حماس، وبسببك تأخر تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار لمدة يوم كامل، واتهمت حماس بخرق شروط الاتفاق.. هللنا لك رغم قلوبنا التى تحترق على رفات فلذات أكبادنا أقنعنا أنفسنا بأنك تريد استعادة الأحياء، صدقناك حين قلت إن السبيل الوحيد لاستعادة أسرانا أحياء هو زيادة الضغط العسكرى على حركة حماس. وها نحن  لم نسترجع كل أسرانا. بل فى كل مرة تحاولون إنقاذ أحد أبنائنا يلاحقكم الفشل ونفقد المزيد من الضحايا.

وبدلًا من استعادة واحد حيّ نستقبله ميتًا ومعه العديد من الجرحى ممن حاولوا إنقاذه.

أنت وافقت على ترتيبات الإفراج عن الرهائن، والبدء بالنساء والأطفال والمسنين المدنيين، وتركت العسكريين فى ذيل القائمة، واكتشفت حماس خدعتك الكبرى، أن معظم الشابات الأسيرات لدى حماس من المجندات، وبالتالى بقين فى الأسر.

أنت فاشل، وبغيض، تلقى بشعب إسرائيل إلى التهلكة لكى تنجو أنت. تحملناك كثيرًا، أفقرتنا بسياساتك الخرقاء،  استسلمت لشركائك المتدينين، أولئك الذين يمتازون على أبنائنا ويحصلون على كل الأفضليات، ويتلقون المنح والمعونات، وتختصر مدد خدمتهم العسكرية بحجة دراسة التوراة، بينما ابنى يظل رهن الاستدعاء الاحتياطي، وتضطرب حياته ويصاب مستقبله المهنى بالجمود والشلل.

تستدعونهم اليوم وتسرحونهم بعد غد، فلا هو بقادر على أن يعود لعمله ولا هو يقاتل. أى أب أنت؟ وأى زعيم أنت؟ آن لك أن ترحل، وتستريح وتريحنا، وقبل رحيلك عليك أن تقبل بتبادل الأسرى.. أعد لنا ماتبقى من أبنائنا أحياء.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة