صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

المصير

صالح الصالحي

الأربعاء، 13 ديسمبر 2023 - 07:34 م

رغم الظروف والعوامل الخارجة عن إرادة الإنسان، مثل الظروف الاجتماعية والاقتصادية أو الأحداث الطارئة أو غير الطارئة التى تؤثر وتؤلف حياته.. يظل الإنسان قادراً على تحديد مصيره بنفسه وبإرادته.

لذا يجب على الإنسان العمل على تحقيق أفضل النتائج الممكنة حسب الظروف التى يواجهها، وتأمين أسباب النجاح وتجنب عوامل الفشل ضمن الإطار الذى تمنحه له الظروف التى يعيش فيها.

فالإنسان الذى يتمتع بإرادة حرة هو صانع تاريخه، ويملك القدرة والاستطاعة على التغيير.. ولديه القدرة على تحديد مصيره ونصيبه، من خلال القرارات الصحيحة التى يتخذها، مهما كانت المعطيات التى تحيط به، ومن خلال العمل الجاد والاستفادة من الفرص التى تأتى فى طريقه.. كما أن العقل الإيجابى والتفكير البناء يلعب دوراً فى ذلك.

أى أن للإنسان الحق فى تشكيل مصيره من خلال اختياره وأفعاله فى ضوء الظروف والعوامل الخارجية التى تؤثر على حياته.

ومن هذا المنطلق كان للشعوب الحرة الحق فى أن تقرر بنفسها نظام الحكم فى بلادها واتجاه سياستها وربط علاقتها مع سائر الدول.

وإذا حاولنا تطبيق هذه النظريات على واقعنا وحاضرنا، فإن الظروف والأوضاع التى نمر بها وتحيط بنا تحتم علينا كشعب واعٍ حر أن نحدد مصيرنا بأنفسنا ولا نترك ذلك لغيرنا.

وهو بالفعل ما فطن إليه الشعب المصرى.. والذى استغل فرصة الانتخابات الرئاسية، والتى جاءت هذه المرة فى ظروف غاية فى الصعوبة والتعقيد يمر بها العالم وخاصة منطقة الشرق الأوسط.. فى ظروف تاريخية عصيبة لا يمكن معها التقاعس أو التخاذل.. خرجوا بالملايين شباباً ونساءً وشيوخاً لاختيار رئيسهم وتحديد مصيرهم ومستقبل بلادهم.. ضاربين عرض الحائط بكل من حاول أن يثنيهم عن واجبهم فى تحديد مصيرهم بأيديهم.

اتحدت إرادة المصريين الحرة على الذهاب إلى صناديق الانتخابات والإدلاء بأصواتهم واختيار رئيسهم الذى يعبر بهم هذه الظروف.. ليؤكدوا أن الشعب وراءه ويؤيد سياساته،.. وأن مصيرنا نحدده  بأيدينا خاصة وأن الشعب بوعيه يعلم ما يحاك لمصر وأرضها وجيشها وقائدها.

هذا الوعى ليس بجديد على المصريين الذين يسارعون بالوقوف فى خندق واحد عندما يشعرون بخطر على بلادهم، وينحون أى شىء آخر جانباً.. يقفون صفاً واحداً لفداء بلادهم وترابها بدمائهم وأرواحهم.

ولذلك كان هذا المشهد العظيم والرائع بخروج الملايين يدلون بأصواتهم فى الانتخابات الرئاسية.. معبرين عن وعيهم وحبهم وإخلاصهم لوطنهم.

المصريون فرضوا إرادتهم الحرة فى انتخابات نزيهة تصنع حاضر ومستقبل الوطن، باختيار رئيسهم الذى وضعوا ثقتهم فيه، معولين عليه قيادة السفينة بمهارة واقتدار إلى بر الأمان، متأكدين من استطاعته أن ينجو بها مهما كانت الأجواء عاتية والسحب غائمة والأمواج متلاطمة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة