الجمعة، 15 ديسمبر 2023 - 05:55 م

تتزايد الضغوط من كل جانب.. يكتمل إحكام الحزام النارى من جميع الاتجاهات.. تشتد قيود الحصار الاقتصادى..  بوارج الاستعمار القديم والجديد عادت لتبحر نحو تحقيق المصالح وفرض الهيمنة.. تتعالى المزايدات.. تتعدد الاستفزازات.. تكثر حملات الاستهداف.. تتباين المواقف وتتبدل الرؤى.. ويبقى الموقف المصرى ثابتا.. والرؤية المصرية قاطعة.. وسط تغيرات جيوسياسية جذرية فى صراع امبراطورى لرسم ملامح نظام عالمى جديد تلعب فيه مصر دورا محوريا..وتضع فيه الخطوط الحمراء وفقا لاعتبارات أمنها القومي.. شاء من شاء وأبى من أبى.

يتواصل أنين الضحايا.. ترتفع أصوات المناشدات.. تتحرك قوافل الإغاثة.. تستقبل المستشفيات الجرحى والمصابين.. تسخر الدولة آلياتها المتعددة.. تتحد الأمة المصرية كعادتها على قلب رجل واحد فى أوقات الأزمات الكبرى والتحديات الجسام لمد يد العون لكل ذى كرب.. يهب أبناؤها من كل شبر فى أرضها للدفاع عن الوطن وأمنه القومى.. تصد الأمة المصرية وتعكس بوعيها ومكنونها الحضارى كل المخططات والسيناريوهات الاستعمارية.. ولنا فى تاريخ هذه الأمة ما يمكننا من استشراف ما قد يحدث.

تتحرك الدولة المصرية بثبات وسط ظروف إقليمية وعالمية شائكة.. بفضل ما اتخذته من خطوات استباقية على الأرض.. واستبصار مستقبلى مكنها من امتلاك القوة لتحتفظ لنفسها بفرض قوة المنطق لردع منطق القوة.. فى وقت يكون متخذ القرار فيه كالقابض على الجمر.. لكن دائما ما تختار البطولات رجالها.. ويصطفى التاريخ صانعيه.