السبت، 16 ديسمبر 2023 - 08:29 م

قبل الزيارة الأخيرة لمسئول الأمن القومى الأمريكى "سوليفان" للمنطقة كانت الضجة التى صاحبت تصريحات الرئيس الأمريكى "بايدن" حول أخطاء حكومة نتنياهو التى أفقدتها تأييد معظم دول العالم للحرب التى تشنها على الشعب الفلسطينى.. كانت هذه الضجة تشير إلى أن أمريكا تريد إجابات واضحة من إسرائيل عن أسئلة صعبة أصبحت تهدد أمريكا نفسها بفقد ما تبقى من مركز أخلاقى لدى دول العالم كما قال الرئيس بايدن نفسه.

قبل الزيارة.. استبق نتنياهو الأمر فأكد أن الحرب ستستمر حتى يتحقق النصر النهائى كما يقول، وأن القرار هنا هو لإسرائيل وحدها!!.. ومع نهاية زيارة المستشار الأمريكى تناسى ما كان يتردد عن سعى أمريكا لجدول زمنى يحدد متى تنهى إسرائيل حربها المجنونة، وكان يؤكد على اتفاق الطرفين (أمريكا وإسرائيل) على أن الحرب ستطول لشهور، وأن إسرائيل وحدها هى من تحدد متى تنتهى من مهمتها التى تؤيدها أمريكا تمامًا، وهى القضاء على حماس.. أو فى الحقيقة، القضاء على كل المقاومة الوطنية الفلسطينية!!

الحرب مستمرة.. هذا هو الاتفاق الأساسى، و"الڤيتو" الأمريكى جاهز للوقوف ضد إرادة العالم كله الذى يريد إنهاء الحرب ويخشى من عواقبها. والخلاف على ما بعد الحرب لا يمنع التأكيد الأمريكى على أن الدعم العسكرى والسياسى والاقتصادى مستمر لحرب الإبادة التى تقوم بها إسرائيل. وكل ما تطلبه واشنطن هو أن يكون قتل الفلسطينيين بدقة، وأن تنتهى إسرائيل من تدمير كل ما تريد تدميره فى غزة بسرعة تمكنها - بعد ذلك - من الانتقال إلى مرحلة أخرى لا تجد فيها مدارس أو مستشفيات أو منازل تستلزم استخدام المزيد من القنابل الأمريكية (الذكية أو الغبية) والتى تصل قدرتها إلى ٢٠٠٠ رطل من المتفجرات للقنبلة الواحدة!!

الرد الواضح من إسرائيل لم يتأخر. كان "سوليفان" ومازال فى المنطقة حين قطعت إسرائيل كل وسائل الاتصال والإنترنت مع غزة فى إشارة أصبحت معروفة على أن هناك جرائم حرب جديدة يراد لها أن تتم فى الظلام. قصفت إسرائيل مدارس ومستشفيات ومنازل وأوقعت عشرات الشهداء. ثم جاءت الفضيحة المزدوجة.. حيث استهدفت بطائرات مسيرة الزميل الصحفى وائل الدحدوح الذى أصيب إصابات بالغة والزميل المصور "سامر أبو دقة" الذى استشهد بعد أن منعت إسرائيل سيارات الإسعاف من إنقاذه وتركته ينزف ٦ ساعات حتى فارق الحياة! وفى نفس الوقت كانت تقتل ثلاثة من الرهائن الإسرائيليين عن طريق الخطأ كما تقول!!

فضيحتان تكشفان وحشية العدو الإسرائيلى من ناحية، وفشله الذى يزداد يومًا بعد يوم من ناحية أخرى.. ومع ذلك يصر نتنياهو وحكومته الفاشية على استمرار العدوان النازى، وتواصل أمريكا دعمها لذلك حتى وهى تعترف بالسقوط الأخلاقى الذى تدفعه ثمنًا لتأييدها - أو لشراكتها - لإسرائيل فى جرائمها التى لا تتوقف!!