علاء عبد الوهاب
علاء عبد الوهاب


انتباه

الوقت من دم!

علاء عبدالوهاب

الأربعاء، 20 ديسمبر 2023 - 07:17 م

«فى غزة الوقت من دم، وفى غزة الوقت من جوع، وهدم ودمار».

صرخة فى وادٍ، أو ربما كالأذان فى مالطة، لكن لم يكن أمامه إلا أن يحاول أن يسمع أصحاب أذان صم وقلوب غلف.

بعد أن فاض الكيل دما طاهرة، بما يكفى سبعة أبحر أو يزيد، أطلق محمد اشتية رئيس الوزراء الفلسطينى صرخة مدوية، ليس فقط فى وجوه كالحة باردة، تملك ملامح عنصرية قبيحة، فهل مثل هؤلاء يمكن أن يكون لهذه الصرخة صدى أو مردود؟

«الوقت من دم» قالها فى وجه من لا يكتفى بدعم آلة القتل الصهيونية، لكنه يشارك بصور متعددة فى العدوان بأحدث ما فى ترسانته الحربية، وبحاملات طائراته، وبخبرائه، وبالڤيتو، وبمباهاة بايدن بصهيونيته، وبإبراز وزير خارجيته لديانته قبل وظيفته، أشتية صرخ فى وجه الأمريكى السافر فى دعمه للعدوان، الحامى للمعتدى، المنكر لحق الذى يعانى من ويلات الاحتلال لعقود، الذى يرى فى وحشية وبربرية جيش الصهاينة دفاعا عن النفس، لكن اشتية لا يملك إلا إطلاق صرخة ألم واستغاثة حتى لو لم تجد من يسمعها، وإن سمعها لن يتجاوب معها!

المثير للسخرية أن مفردة الدم حين استخدمتها واشنطن عاصمة الدعم المطلق للعدوان، فإنها جاءت فى سياق مطالبة السلطة الفلسطينية بـ «ضخ دماء جديدة» فى شرايينها، فهل مازالت فى العروق دماء بعد كل ما سال أنهارا، لم يستثن أرضا فلسطينية فى الضفة، وغزة، والقدس، فى المخيمات، المستشفيات، والملاجئ،...،...، ليستشهد عشرات الآلاف، ورغم ذلك فالمجازر والمذابح متواصلة!

حقاً، إذا لم تستح فقل ما شئت، وافعل ما تريد، واعرض عن سماع أى حقيقة، وتعامى عن رؤية حصادك المر.

القابض على النار يصرخ بأن الوقت من دم، ومزيد من الصمت على ما تشهده أرض فلسطين لا يعنى إلا مزيداً من الدم، والقابض على الزناد ويده فى الماء يطلب من الفلسطينيين تحت النار، ضخ دماء جديدة لتنشيط سلطة يشيطنها نتنياهو وينعتها بأبشع الأوصاف!

ما أوسع الهوة بين حديث الدم على ضفتى النهر!
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة