تعامد الشمس على قدس أقداس الكرنك
تعامد الشمس على قدس أقداس الكرنك


ظاهرة أبهرت العالم.. تاريخ تعامد الشمس على قدس أقداس الكرنك| فيديو وصور

محسن جود

الخميس، 21 ديسمبر 2023 - 10:10 ص

يمثل الحادي والعشرين من شهر ديسمبر كل عام، أهمية كبرى فى تاريخ المصريين على مر العصور، فاليوم هو موعد بداية فترة الانقلاب الشتوي، وفيه ينمو محصولي القمح والشعير وهما محصولان رئيسيان لإقامه أي حضارة، وهو اليوم الذى قدسه قدماء المصريين لأنه يوافق يوم ميلاد إله الشمس الأكبر "آمون رع" واستطاعوا من خلال تميزهم فى الدراسات الفلكية والحسابات الكونية وتفردهم فى العمارة والفنون أن يصمموا مجموعة معابد الكرنك.

وتتعامد شمس هذا اليوم على أقدس مكان فيه والمسمى بـ "قدس الأقداس"، والذى له أهميته القصوى عند قدماء المصريين فلم يكن مسموحا بدخوله إلا لكبير الكهنة حتى الملك لم يكن له حق دخوله إلا فى الأعياد فقط لإطلاق البخور وتقديم القرابين والمعجزه أيضا تتمثل فى أن شعاع الشمس عندما يشرق لا يسقط على قدس الأقداس فحسب بل يسقط على القاعدة التى كان يوضع عليها المركب المقدس للإله آمون ومقدمتها على هيئة رأس كبش والعجب أن هذه الظاهره تستمر لمدة 3 أيام.  

فيلم تسجيلى بـ 3 لغات

وبهذه المناسبة شهدت معابد الكرنك احتفالية كبيرة بهذه المناسبة حضرها محمد عبد القادر خيري نائب محافظ الأقصر وعدد كبير من السياح من كل أجناس الأرض بدأت قبل شروق الشمس حيث تم عرض فيلمًا من خلال برنامج الصوت والضوء عن تاريخ التعامد على مقصورة قدس الأقداس فى واجهة الصرح الرئيس لمعابد الكرنك بعدة لغات أجنبية منها الإنجليزية والفرنسية والألمانية ثم تلتها موسيقى مارش النصر المميزة التى أبهرت جمهور الحضور الذين حرصوا على تسجيل لحظة تعامد الشمس بالكاميرات الفوتوغرافية  وتسجيل مقاطع فيلمية بالفيديو.   

وحرص نائب محافظ الأقصر على الحديث مع السياح الأجانب حول هذة الظاهرة واستمع لرأيهم، حيث أبدى جميع السياح انبهارهم بعظمة الحضارة المصرية القديمة وبراعتهم فى علوم الفلك .

وقال المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر إن عبقرية المصرى القديم لم تتوقف عند هذا الحد بل امتدت إلى تعامد الشمس على المعبد مرة أخرى وإن كانت أعلى قليلا لكنها على نفس المحور فى مناسبة لها أهميتها الخاصه عند المصرى القديم أيضا وهى عيد الوادى الجميل الذى يوافق يوم 21 يونيو من كل عام والذى كان ينتقل فيه الزوارق المقدسه لثالوث طيبه المعظم "آمون وموت وخونسو" إلى البر الغربى لزيارة المعابد الجنائزية ويحتفل فيه المصريين بزيارة مقابر أمواتهم ويذهبوا فى احتفالات كبيره بعد موسم الحصاد حاملين كل ما تجود به النفس لتقديمها كـ "قرابين" وكانت هذه الاحتفالات تستمر لمدة 10 أيام.

وأضاف أنه من أجل ذلك فإن المحافظة وضعت كافة إمكاناتها من أجل الإحتفال بهذه المناسبه التى تمثل تفردا للمصرى القديم وتقدمه فى العلوم الفلكيه والحسابات الكونيه فى وقت كان العالم كله بعيدا عن تلك الحسابات الدقيقة  أو الفنون والعمارة التى تجلت فيها عبقرية قدماء المصريين ومن أجل ذلك فإن المقصود أن نقول للعالم كله أن الحضارة المصريه تزخر بالمعجزات وأنها لا تزال سجلا حافلا لأعظم حضارة عرفها الإنسان وأن إحتفالنا برصد الظاهره ليس المقصود منها الإحتفال فقط  ولكن لنرسل للعالم كله رسالة نؤكد فيها أن الأقصر هى منارة الثقافة والفنون فى العالم كله وكل يوم فيها جديد.

ظاهرة أبهرت العالم

وأضاف الخبير السياحى محمد عثمان رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية بالأقصر إن المناسبة ضخمة بكل المقاييس وتؤكد ريادة قدماء المصريين لعلم الفلك وتفوقهم فيه وفى غيره من مناحى العلوم واستغلالهم ذلك فى تشييد معابدهم، وأنه من الجدير بأن يعرف العالم كله ذلك التفرد وكان لزاما علينا نحن المصريين استغلال هذه العبقرية التى تذهل العالم كله فى عمليات جذب سياحى أكبر لمصر للتعرف على هذه العبقرية وما خلفته من آثار عظيمه لا مثيل لها.

التسويق الجيد

وأشار "عثمان" أن المحافظة بدأت في الاحتفال بهذه المناسبة لأول مرة منذ ما يقرب من 10 سنوات ولكن نتمنى أن نبدأ من الآن في الإعداد الجدى في تسويقها للسنوات القادمة بحيث تنال هذه المناسبة بالغة الدقة اهتمام أجهزة الدولة بالكامل سواء وزارة السياحة والهيئة العامة للتنشيط السياحي ومكاتبنا في الخارج في التسويق الجدي لها بعد أن حالت الظرف السابقة دون التسويق لها على النحو الذي يليق بها ونأمل أنه في مثل هذا التوقيت من العام القادم أن يكون هناك سياح قادمون لحضور هذه الواقعة في المقام الأول.

دعوة وكالات الأنباء

وأكد الخبير السياحي أن هذا العام قمنا بدعوة الوكالات العالمية لحضور الاحتفالية بعد أن وضعناها على اجندة مصر السياحية ونأمل أن تساعد معنا هذه الوكالات بجانب الإعلام المحلي في وضع هذه الواقعة التي تبهر العالم كله على أجندة الشركات السياحية ومنظمي البرامج وأصحاب الشركات للتسويق لها أسوة بظاهر تعامد الشمس على أبو سمبل خاصة وأن مجموعة معابد الكرنك تمثل أكبر أثر ديني فى العالم القديم كله وهو الأثر الوحيد أيضا الذى يسجل لحقبه زمنية كبيرة تزيد عن ثلاثه آلاف عاما عندما حرص ملوك وأمراء مصر طوال هذه الفتره على تشييد مسلاتهم ومقصوراتهم وتاريخ حياتهم على جدران المعابد للتقرب إلى الإله.

نيكولا جريمال ولوك جافلود

قال الآثارى الدكتور منصور بريك مددير عام آثار الأقصر الأسبق والذى سبق وكان أول من دعا للاحتفال بهذه الظاهرة التي رصدها الأثريين الفرنسيين نيكولا جريمال ولوك جافلود وهما من علماء المصريات الذين عملوا لسنوات في معابد الكرنك ضمن فريق العمل الخاص بالبعثة الفرنسية العاملة بمجموعة معابد الكرنك وهذه الظاهرة تجلت فى ربط المصرى القديم العمارة بالفلك عند تشييد هذا المعبد الضخم.

ووجهت سؤالًا للآثاري الكبير الدكتور منصور بريك مدير عام أثار الأقصر الأسبق: ماذا يعنى تعامد الشمس فى هذا اليوم خصيصًا ولماذا اهتم به المصرى القديم بذلك ؟! فقال إن فترة الانقلاب الشتوى تتوافق مع عيد ميلاد الإله "رع الكبير" إله الشمس فى مصر الفرعونية إلى جانب أنه يتطابق مع بداية نمو محصولين رئيسيين لازمين لإقامة أى حضارة وهما القمح والشعير وبلغت عبقرية المصرى القديم مداها يوم أن شيد هذا المحور ليستقبل ضوء الشمس عندما صمم نافذة كبيرة من الجهة الشرقية لتستقبل شروق الشمس فى هذا اليوم على المركب المقدس ثم تستمر فى إنارة المحور الرئيسى حتى تشرق بين برجى الصرح الأول للمعبد لتشكل العلامه المصريه "آخت" التى تعنى الأفق بمعنى أفق ظهور الشمس.

دلائل أخرى

ووجهت سؤلا آخر للدكتور منصور بريك: هل من دلائل أخرى تؤكد تفوق المصرى القديم فى علوم الفلك؟  فأجابنى بقوله أن الدلائل على اهتمام الفراعنة بالشمس وشروقها وبراعتهم فى التقويم كثيرة وأن المناطق الأثرية المصرية تحوى  العديد من المعالم الأثرية التى تؤكد تقدم قدماء المصريين فى مجال علوم الفلك، مثل منطقة "وادى نبقة" الواقعه جنوب غرب أبو سمبل وذات القيمة الفلكية الكبيرة والذى عثر فيها على أول بوصلة حجرية وأقدم ساعة حجرية تحدد اتجاهات السفر وموعد سقوط المطر ويرجع تاريخهما إلى 8 آلاف سنة، وهو أقدم دليل تاريخى حدد بدايات السنة والانقلاب الشمسى والاتجاهات الأربعة وهو من أعظم الاكتشافات الفلكية فى مصر والعالم وهو كشف يبين إهتمام المصرى القديم منذ عصور ما قبل التاريخ  ويؤكد امتلاك المصريين القدماء لفنون وعلوم وأسرار الفلك باقتدار.

معابد الكرنك السته

جدير بالذكر أن مجموعة معابد الكرنك الستة هى آمون وموت وخونسو وبتاح وأوزوريس وأوبيت ومقامة على 220 فدانا وهى عباره عن مجمع مقدس يتوسطه معبد آمون رع الإله الرئيسى للأمبراطورية المصرية من بداية عصر الدولة الحديثة وتم ربط آمون بإله الشمس (رع) والمعبد تم تشييده على محورين المحور الرئيسى فيهما غرب شرق ويتكون من الصرح الأول حتى الصرح السادس لارتباط آمون بإله الشمس من جهة وبنهر النيل الذى كان ولايزال يمثل شريان الحياة فى مصر من جهة أخرى  أما المحور الثانى فهو المحور الشمالى الجنوبى ويتكون من 4 صروح من السادس إلى العاشر كما يرتبط المعبد بعيدين مقدسين هما عيد الأوبيت الذى كان يحدث فى الشهر الثانى من موسم الفيضان ثم عيد الوادى الجميل والذى كان يتم فى الشهر الثانى من الحصاد.

تعامد قرص الشمس على مقصورة قدس الأقداس

تعامد قرص الشمس على مقصورة قدس الأقداس

تعامد قرص الشمس على مقصورة قدس الأقداس

تعامد قرص الشمس على مقصورة قدس الأقداس

تعامد قرص الشمس على مقصورة قدس الأقداس

تعامد قرص الشمس على مقصورة قدس الأقداس

تعامد قرص الشمس على مقصورة قدس الأقداس

تعامد قرص الشمس على مقصورة قدس الأقداس

تعامد قرص الشمس على مقصورة قدس الأقداس

تعامد قرص الشمس على مقصورة قدس الأقداس

تعامد قرص الشمس على مقصورة قدس الأقداس

تعامد قرص الشمس على مقصورة قدس الأقداس

تعامد قرص الشمس على مقصورة قدس الأقداس

تعامد قرص الشمس على مقصورة قدس الأقداس

تعامد قرص الشمس على مقصورة قدس الأقداس

تعامد قرص الشمس على مقصورة قدس الأقداس

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة