جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

مؤامرة التهجير.. والثمن الذى ستدفعه إسرائيل!

جلال عارف

الأربعاء، 27 ديسمبر 2023 - 08:02 م

رغم الرفض الحاسم من مصر لأى حديث عن تهجير الفلسطينيين من غزة واعتبار ذلك خطاً أحمر لا يمكن التجاوز معه، ورغم رفض الشعب الفلسطينى نفسه لهذا الهذيان الإسرائيلى وتشبثه بأرضه، وإدراكه أن ما حدث عام 48 لا يمكن أن يتكرر، ورغم إدانة العالم كله لهذه الأفكار الصهيونية النازية.. فإن مجرمى الحرب الصهاينة مازالوا يجرون وراء هذا الوهم..

خاصة فى ظل حكومة قامت وتهجير الفلسطينيين فى صلب سياستها، وأبرز أعضائها لا ينكرون دعوتهم للخلاص من كل الفلسطينيين والاستيلاء على كامل الأرض الفلسطينية.
والآن.. وبعد أكثر من ثمانين يوماً من المذابح الإسرائيلية، وبينما الغارات الإسرائيلية تركز ضرباتها على رفح وخان يونس ومدن الجنوب التى كانت إسرائيل تدعو الفلسطينيين للنزوح إليها باعتبارها "مناطق آمنة"..

فإن الهذيان الإسرائيلى عن تهجير الفلسطينيين لا يتوقف، ونتنياهو يقول إنه يتواصل مع عدد من الحكومات لقبول أعداد من الفلسطينيين زاعما أن ذلك سيكون من باب الهجرة الطوعية.. وعلى العالم أن يقتنع بأن قتل عشرين ألف فلسطينى معظمهم من الأطفال والنساء، وتدمير معظم منازل قطاع غزة، والقصف العشوائى والقتل المتعمد وحصار الجوع والحرمان من الماء والدواء وكل أسباب الحياة.. كل ذلك ليس إلا تشجيعاً من النازيين الصهاينة على "الهجرة التطوعية" وليس أكثر من ذلك!!

لقد رضى الفلسطينيون من أجل الحل السلمى أن تقوم دولتهم على 22٪ من أرضهم الفلسطينية، وقدموا كل ما يمكن لإنجاح حل الدولتين الذى يفخر نتنياهو الآن بأنه استطاع قتله، ويريد الآن أن يستكمل ذلك بالتخلص من الفلسطينيين وتصفية قضيتهم، وهو لا يدرك أنه بذلك يضع مستقبل الكيان الصهيونى نفسه موضع التساؤل، ويؤكد للفلسطينيين والعرب والعالم كله أنه لا التنازلات الفلسطينية، ولا التطبيع المجانى، ولا التسامح مع الظلم التاريخى الذى لحق بشعب فلسطين.. لا شيء من ذلك خفف من أطماع إسرائيل أو دفعها للاعتدال.. بل العكس هو الصحيح والخلاص من الفلسطينيين يظل هدف الصهيونية النازية، ويظل أيضا مقتلها!!

فالفسلطينيون تعلموا الدرس ولن يتركوا أرضهم، ومصر قالت كلمتها الحاسمة، والأردن يدرك أن الضفة ستأتى بعد غزة، والعالم لن يظل للأبد أسير أكاذيب الصهاينة ودعم أمريكا. وسقوط الدولتين يعنى ـ فى النهاية ـ أن "الهجرة الطوعية" التى يتحدث عنها نتنياهو ستكون خيار الإسرائيليين لا الفلسطينيين!! وللتذكير فقط فإن 17٪ من الإسرائيليين يحملون جنسية مزدوجة، ونصف مليون إسرائيلى سارعوا بترك الكيان الصهيونى فى خلال أيام بعد بداية هذه الحرب.. والقادم أسوأ لكيان لا يعرف إلا الكراهية والعنصرية، ولحكومة تتصور أن مهمتها الأساسية هى إبادة الآخرين أو تهجيرهم!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة