فيتوريا المدير الفني لمنتخب مصر
فيتوريا المدير الفني لمنتخب مصر


«الأخبار سبورت» يقدم خارطة طريق الفراعنة نحو زعامة أفريقيا

الأخبار

الخميس، 28 ديسمبر 2023 - 09:00 م

ليس هناك أصعب من التحضير لبطولة قارية، خاصة وإن كنت كبيرها، وإن كنت المرشح الأبرز للتتويج بها لما تمتلكه من تاريخ وحاضر، القائمة المسافرة لخوض البطولة تدخل التاريخ إن كانت النهاية سعيدة، يتذكر اللاعب الأجواء ويتم استضافته للحديث عن الذكريات وأجواء البلد المنظم وما قاله المدرب وكل تفصيلة خاصة بالرحلة، كل هذا وأكثر إذا كان فقط مشاهداً للرحلة، فما الوضع إذا كان مشاركاً بها.

لذا كل اسم له أهميته، وعلى الأجهزة الفنية التدقيق من أجل كتابة التاريخ، لهم ولمن يتم اختيارهم .

اقرأ أيضاً| الشباب والرياضة وزارة ضد البطالة.. 50 مليون مستفيد من برامج ومبادرات التوظيف بكل المحافظات

ونحن الآن على بُعد أسبوعين من انطلاق كأس الأمم الأفريقية 2023 فى نسختها الرابعة والثلاثين المقرر إقامتها فى كوت ديفوار بمشاركة ٢٤ منتخباً، يخوض منتخب مصر هذه النسخة بحثاً عن النجمة الثامنة فى تاريخه بعد سبعة تتويجات تاريخية .

يخوض المدرب البرتغالى روى فيتوريا البطولة لأول مرة مع منتخب مصر، وبعدما تم إرسال القائمة المبدئية ب٥٥ لاعباً من المقرر أن يتم تقليصها إلى ٢٧ لاعباً، هناك أسماء محسوم انضمامها، وهناك من يُكثر حولها الجدل، وهناك من يُنظر إليها بوصفها حلاً بديلاً مميزاً خاصة وأن البطولة مليئة بالظروف المعاكسة التى تحتاج لتجهيز كل الأوراق واختيار القائمة بعناية .

نسخة كيروش شاهدة

«الأخبار سبورت» يقدم خارطة طريق الفراعنة نحو التتويج.. وبالنظر للحاضر والمستقبل، علينا بالعودة قليلاً إلى الخلف، حيث النسخة الماضية فى ٢٠٢٢، والتى كان يقود المنتخب خلالها المدرب البرتغالى كارلوس كيروش، كانت النسخة أكبر دليل على أهمية اختيار البديل الثانى والثالث فى كل مركز قدر الإمكان، فى مركز حراسة المرمى على سبيل المثال، خلال البطولة أُصيب محمد الشناوى الحارس الأساسى فى الأدوار الإقصائية، ليشارك محمد أبو جبل، الذى أُصيب هو الآخر ليشارك محمد صبحى، ثم يعود أبو جبل من الإصابة ويُصبح من نجوم البطولة .

كما شهد خط الدفاع مولد نجم جديد خلال البطولة، وهو محمد عبد المنعم الذى كان معاراً وقتها من الأهلى لفيوتشر ولم يكن فى الحسبان مشاركته خلال البطولة، ليشارك فى البداية بمركز غير مركزه الأصلى حينما نزل بديلاً لأكرم توفيق الذى كان مُعداً لأن يصبح الظهير الأيمن الأساسى إلا أنه أُصيب ولم يستكمل البطولة، لم يجيد عبد المنعم فى هذا المركز، إلا أن إصابة أخرى أعادته لمركزه، حينما أصيب محمود حمدى الونش، ليرافق حجازى فى مركز قلب الدفاع ومن هنا جاءت انطلاقته المستمرة حتى الآن فى منتخب مصر والنادى الأهلى .

وبالحديث عن مركز الظهير الأيمن، فتحت إصابة أكرم توفيق الطريق لعمر كمال عبد الواحد الذى أيضاً كان أحد نجوم البطولة وقدم مشواراً جيداً فى هذا المركز .

وفى نهائى البطولة غاب عمر عن المباراة لتراكم الإنذارات ليُختار إمام عاشور فى هذا المركز حينها وقدم مباراة مميزة على الرغم من مواجهته نجم السنغال حينها ساديو مانى .

وخلال البطولة أثبت أحمد فتوح قدراته فى مركز الظهير الأيسر، وتم استخدام أيمن أشرف أحياناً فى مركز لاعب الوسط الثالث وهى حلول تُظهر أهمية وضع استراتيجية البدلاء واستخدام أكثر من لاعب يجيد اللعب فى أكثر من مركز مثلما حدث مع أيمن أشرف وإمام عاشور وتواجد أيضاً فى القائمة محمد شريف الذى كان يعتمد عليه كيروش أحياناً كجناحٍ.

الجوكر وزكى ٢٠٠٦

استكمالاً لأهمية تناسق القائمة وتزويدها بأسماء «جوكر»، نعود أكثر سنوات للخلف، حيث ٢٠٠٦ أول بطولة فى سلسلة الثلاثية لجيل حسن شحاتة التاريخى، تلك التى انتهت بالتتويج فى قلب إستاد القاهرة، كان أبرز النقاط ، هى إصرار شحاتة على نزول عمرو زكى كبديلٍ فى مباراة قبل النهائى أمام السنغال على حساب أحمد حسام ميدو والموقف الشهير الذى حدث بينهما ليأتى زكى بالرد السريع ويسجل هدفاً تاريخياً يصعد بمنتخب مصر للنهائى .

وفى النهائى جاءت إصابة وائل جمعة التى جعلت شحاتة يفكر فى الدفع بأحمد فتحى بمركز قلب الدفاع، على الرغم من تمكن فتحى فى مركزى الوسط والظهير، إلا أن فتحى لم يهب الموقف وأثبت قدراته كجوكر ونجح فى تقديم مباراة مميزة أمام كوت ديفوار بنجومها الكبار وعلى رأسهم: ديديه دروجبا .

شادى وحكاية جدو

وفى نسخة ٢٠٠٨، كان الإبهار هو السائد وقدم المنتخب حينها بشهادة الخبراء والنقاد وبحس المتذوق للجماهير جميعهم أجمعوا على أنها النسخة الأفضل للمنتخب، كان بها العديد من الحالات التى تستحق الوقوف عندها، إلا أن ما يخص هذه السطور هو مشاركة شادى محمد الذى كان مركزه الأساسى والوحيد فى مسيرته قلب الدفاع، وشارك خلال البطولة فى هذا المركز، إلا أنه أحياناً كان المعلم يلجأ لوضعه فى مركز الظهير الأيسر من أجل التأمين الدفاعى وغلق هذه الجبهة .

أما الحكاية الأبرز والأشهر فى استخدام دكة البدلاء بشكل مثالى، فكانت مع محمد ناجى جدو فى نسخة ٢٠١٠، الذى نجح فى إبهار الجميع بتسجيل أهدافٍ تاريخية تُوج معها بهداف البطولة وساهم فى تتويج المنتخب بالبطولة من خلال نزوله كبديلٍ ذهبى ليسجل اسمه بحروفٍ من ذهب فى تاريخ البطولة وتاريخ مشاركات منتخبنا بها .

نسخة ٢٠٢٤.. هل من جديد ؟

والآن، ونحن على بعد أيامٍ من انطلاق نسخةٍ جديدة، نسخة فارفة ومهمة بعد خسارة منتخبنا لنهائى البطولة الماضية على غرار ما حدث فى ٢٠١٧ ليكن آخر عهد منتخبنا مع التتويج يعود ل٢٠١٠، وتتعطش الجماهير لبطولة جديدة نوسع بها الفارق مع منتخبات القارة.

هناك مراكز ستمثل رأس وأساس دائرة التفكير للمدرب البرتغالى فيتوريا، مثل: الظهير الأيسر، هل سيشارك أحمد فتوح وهو لا يلعب أساسياً منذ فترة مع ناديه أم يشرك محمد حمدى، من البديل الذى سيستخدمه فى مركز المهاجم الصريح لمصطفى محمد، هل سيكون محمد شريف أم كهربا أم أسامة فيصل أم يصنع مفاجأة بلاعب مثل: أحمد أمين قفة، أم يعيد عمر مرموش لهذا المركز الذى يجيد به مع فريقه إينتراخت فرانكفورت .

وفى وسط الملعب هل سيضع أسماء جديدة فى ظل رغبته الدائمة بنزول معدلات الأعمار، كأحمد نبيل كوكا على سبيل المثال .

وفى حراسة المرمى، من سيكون بديل محمد الشناوى إذا تكرر ما حدث فى ٢٠٢٢، خاصة فى ظل عدم اعتماده على أبوجبل، وفى مركز قلب الدفاع هل سيكون هناك اسم جديد مع محمد عبد المنعم فى ظل عودة أحمد حجازى من الإصابة، وفى الهجوم هل سيتم ضم مفاجأة وفقاً لمشوار الدورى، مثل: ضم مصطفى زيكو لاعب زد والمتواجد فى قائمة ال٥٥ لاعباً المبدئية .

كلها أسئلة سيجيب عنها فيتوريا فى قائمته، وإن كانت اختياراته خلال فترته مع المنتخب لا توحى بمفاجآتٍ فى ظل وضعه لشكل شبه أساسى فى قوائمه .

التاريخ يثبت أهمية الدكة والمفاجآت فى مشوار «الكان»، فهل يناور فيتوريا أم ينتهج الواقعية بحثاً عن الكأس الثامنة.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة