محمد عبدالوهاب
محمد عبدالوهاب


كل سبت

كابوس نتنياهو

محمد عبدالوهاب

الجمعة، 29 ديسمبر 2023 - 09:18 م

مازال بنيامين نتنياهو مصرا على ممارسة غطرسته المعهودة فأعلن نهاية الاسبوع الماضى استمرار الحرب العدوانية التى يشنها فى قطاع غزة حتى يتحقق ما يسميه الانتصار على حركة حماس ومن الواضح لكل ذى بصر وبصيرة يتابع ما يجرى على الأرض يعلم بما لا يدع مجالاً للشك ان الهدف الحقيقى لحرب إسرائيل الراهنة لا يقتصر على الانتقام من حماس وغيرها من فصائل المقاومة الفلسطينية وإنما الهدف هو مجمل الشعب الفلسطينى داخل غزة و فى أرض فلسطين كلها ذلك هو الأساس أما الفروع فتتشعب بدءاً بمرحلة دفع سكان القطاع إلى مغادرته نحو سيناء أولاً ثم إلى شتات جديد للفلسطينيين فى دول عدة تمارس عليها الآن ضغوط كى تقبل لاجئين من غزة تمهيداً لإعادة رسم خرائط المنطقة وفق شروط إسرائيلية تفرض لاحقاً أمراً واقعاً يظن واضعو هذا المخطط أنه سوف يأتى بالحل النهائى للقضية الاقدم بالعالم.

فهل تمتلك الحكومة الإسرائيلية أى فكرة سياسية لما بعد الحرب على غزه ؟ الحرب بالنسبة لتل ابيب باتت كأنها مشروع قوة سافرة بلا أى أفق سياسى بالنسبة لنتنياهو ما بعد حرب غزة هو ما قبلها تماماً ما قبل الحرب واصل نتنياهو زرع الفتنة لتحقيق الانقسام الفلسطينى - الفلسطينى بين غزة ورام الله ليقول إنه لا يوجد شريك فلسطينى للتفاوض وبعد حرب غزة يبدو أن نتنياهو ذاهب فى الاتجاه نفسه عبر محاولة مجنونة لتصفية القضية الفلسطينية.

نتنياهو يتعرض لضغوط شديدة فى الداخل ما بين محاكمته بتهم الفساد وما بين أهالى الأسرى الذين يشتعل الغضب داخلهم ورحيل مئات الآلاف من المستوطنين اما من منازلهم او مغادرة اسرئيل كلها ومن المؤكد أن تخسر إسرائيل معركة فرض الشروط التى تريدها سواء على الفلسطينيين تحديداً أو على الآخرين فى المنطقة كلها.

ومعركة إسرائيل الخاسرة ليست مع حماس ولا مع غيرها من الفصائل إنما مع أجيال سوف ترفض تقبل منطق ظلم الباطل جيلاً بعد جيل وعلى مدار عقود.

ما بعد غزة ليس مصير حماس بل فى مصير المعادلة السياسية فى إسرائيل وغياب بديل موضوعى وشريك فى تل ابيب يمهد لسلام حقيقى و قادر على استيعاب أن الفلسطينيين لن يختفوا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة