محسن الشوبكي
محسن الشوبكي


محسن الشوبكي يكتب: صعود اليمين الاوروبي للحكم وانعكاس ذلك على الشرق الاوسط وشمال افريقيا

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 03 يناير 2024 - 04:18 م

هل تتجه أوروبا إلى عصر جديد من اليمين المتطرف؟ هذا السؤال يُطرح في ظل صعود احزاب اليمين الشعبوية في العديد من الدول الأوروبية، التي تنادي باصلاح اوروبا والدفاع عن سيادتها وهويتها وقيمها، ورفض الهجرة والتعددية الثقافية والدينية.

ساناقش في هذا المقال تأثير هذا الصعود على الشرق الاوسط وشمال أفريقيا، التي تعاني اصلا من أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية، وسأركز على ثلاثة محاور رئيسية ( القضية الفلسطينية،المساعدات الانمائية، الهجرة).

تولي احزاب اليمين الشعبوية الاوروبية الحكم في العديد من الدول الاوروبية، ووجود منافسات حادة بين هذه الاحزاب والاحزاب الحاكمة في عدة دول كفرنسا والمانيا، ستكون مقدمة لسيطرة اليمين في انتخابات البرلمان الأوروبي التي ستجري في عام ٢٠٢٤ ، وبالتالي السيطرة على مؤسسات الاتحاد الاوروبي، وتسهيل مهمته لتنفيذ اجندته ، والتي اعلن عنها في البيان المشترك لقادة اليمين عام ٢٠٢١، حيث نص البيان على خططه لإصلاح اوروبا والدفاع عن سيادتها وهويتها وقيمها ، ورفض الهجرات المتوالية واتخاذ مواقف واجراءات متشددة ضدها .

الاجندات السياسية لليمين الاوروبي، قد تطال الشرق الأوسط وشمال افريقيا سلبا في حال سيطرتهم على مؤسسات الاتحاد الاوروبي، وابرز المحاور : 

◄ اولا : اتخاذ مواقف متشددة وسلبية من قضايا الشرق الاوسط وتحديدا القضية الفلسطينية، وتبني رؤية الحكومة الاسرائيلية اليمنية، من رفض حل الدولتين، وتأييد نقل سفارات دولهم إلى القدس .. .

◄ ثانيا: مطالباتهم بتقليص حجم مساهمات دولهم المالية في ميزانية مؤسسات الاتحاد الاوروبي، مما يعني التاثير على حجم المساعدات التي يقدمها الاتحاد الاوروبي لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سنويا، وقد بلغ حجم هذه المساعدات عام ٢٠٢٣ ( ٣٨٢.٢) مليون يورو .

◄ ثالثا: اتخاذ مواقف واجراءات اكثر تشددا ،لمنع ادخال المهاجرين من الشرق الاوسط وشمال افريقيا إلى اوروبا، وكذلك اتخاذ اجراءات صارمة ضد المهاجرين الموجودين في دولهم، مما يعني تحميل كافة تبعات هذا الملف لدول الشرق الاوسط وشمال أفريقيا.

صعود اليمين المتطرف الاوروبي للحكم في اوروبا، سيؤثر مباشرة على الشرق الاوسط وشمال أفريقيا، خاصة في حال تبنى مواقف وإجراءات متشددة من قضايا المنطقة، وتقليص حجم المساعدات يعني أن المنطقة ستواجه مزيدا من التهميش والعزلة والتوتر في علاقاتها مع اوروبا، ويزيد من صعوبة حل مشكلاتها وتحقيق الاستقرار والتنمية، وعلى اوروبا ان تدرك ان اليمين المتطرف ليس حلا لمشكلاتها، بل يهدد قيمها ومصالحها وامنها ، ويضعف دورها عالميا وفي المنطقة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة