علاء عبدالوهاب
علاء عبدالوهاب


انتباه

.. ويبقى الأمل

علاء عبدالوهاب

الأربعاء، 03 يناير 2024 - 08:37 م

على مدى عمرى الواعى، أتذكر جيدا أن ما يعبر معى من عام مضى، وعام يأتى ليس سوى الأمل، إذ أنه الجسر الذى لا أسمح لغيره بتقاطر الآمال والأحلام فوقه من سنة لأخرى، ومن عقد لعقد، ومن مرحلة لتلك التى تليها. لا حياة دون مشاكل ومنغصات وأزمات، بالطبع فإن المنهج العلمى، والإرادة القوية، ومراجعة المسارات، تمثل أدوات لابد من حضورها وتفعيلها فى لحظات المواجهة، لكن دون استدعاء الأمل، والإتكاء على قاعدته، فإن التعاطى مع اللحظة، أو التطلع للمستقبل، لا يكون صعبا فحسب، وإنما يلامس أحيانا حدود المستحيل.

فى لحظات الانتقال عبر الزمن، وفواتح الأعوام فى القلب، فإن الأمل يشى دائما بأن ما سوف يهل يقينا سيكون أفضل مما راح ورحل. كيف يتصور المرء حياة دون أمل؟ أو فى ظل غيابه أو تغييبه؟!

حتى وإن تنفس وتحرك وعمل وسافر وتكلم، حتى وإن كان يبدو له أنه فى عداد الأحياء، فإنه بقليل من التأمل ـ إن استطاع ـ سوف يستيقظ على الحقيقة المريرة: أن الحياة دون أمل هى إلى الموت أقرب.

الأصل أن الإنسان خلق فى كبد، لكن من يتمسك حقا بأهداب الإيمان، لا يتطرق اليأس إلى نفسه قط، لنتذكر قوله تعالى: «إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون»، فمعاذ الله أن يدفع التخلى عن الأمل بالمرء إلى تخوم الكفر!

كيف يحيا من يسيطر اليأس على جوانحه؟

لاشك أنه يصبح غير قادر على تحديد أهداف ينجزها، أو غايات يبلغها، وسوف تختل أولوياته، وتتوه خياراته، لأنه ببساطة لن يحب الحياة، فيمضى فى سبلها كالهائم على وجهه دون بوصلة ترشد خطواته.. وتقوده إلى عمل ما يضيف إليه ويرقى حياته، ويجعل لها معنى ذا مذاق حلو، معه تكون نظرته إلى كل ما حوله إيجابية. بالأمل يقى الإنسان نفسه من شبح الإحباط، وفيروس القنوط، فكلاهما لا يولد سوى النفور والكراهية والعزلة، فتمضى الحياة ثقيلة مؤلمة. من ثم فإن كل من يستطيع أن يعمل على إحياء الأمل فى الدوائر المحيطة به، أن يسعى بكل ما يملك لإنجاز هذه المهمة التى أحسبها فرض عين، لأنها من أفعال الخير العظمى. تمسكك بالحياة لا يكتمل معناه إلا إن ظل الأمل ملازما لكل خطواتك، وتذكر دائما «أن  مع العسر يسرا». وأبدا يبقى الأمل «خميرة إخصاب» للمستقبل الأرحب.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة