كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

ماذا نريد من أمريكا؟

كرم جبر

الأربعاء، 10 يناير 2024 - 10:57 م

الصداقة والعلاقات الاستراتيجية والاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشأن الداخلى.. أهم مفردات الكرامة الوطنية.

ونريد من أمريكا أن تكون وسيطاً عادلاً فى الحرب الوحشية فى غزة، فليس معقولاً أن تنشئ جسراً جوياً لإمداد إسرائيل بأسلحة الموت الشامل، ثم تنادى بالهدنة الإنسانية وإدخال المساعدات.

أمريكا التى حققت السلام بين مصر وإسرائيل أيام رؤسائها الكبار نيكسون وبوش الأب وكلينتون، وحرصهم الشديد أن يسود الاستقرار منطقة الشرق الأوسط، وليس أوباما الذى جاء إلينا مرشداً فى بداية عهده، ثم بارك ثورات الفوضى فى المنطقة تحت مسمى كاذب هو الربيع العربى.

العلاقات المصرية الأمريكية مهمة للجانبين، فالتجربة والواقع والماضى والحاضر والمستقبل والتاريخ والجغرافيا.. تؤكد أن مصر قوة إقليمية كبرى، وفى يدها مفاتيح كثيرة لا يمكن انتزاعها، وليس فى استطاعة طامح أو طامع أن يجلس على عجلة القيادة بدلاً منها.. فالأدوار لا تشترى بالمال ولا بالمؤامرات، ولا بمزاج سياسيين أمريكيين، حاولوا فى فترة من الزمن أن يجعلوا المنطقة حقل تجارب، لفوضى خلاقة أو ربيع عربى، مصر دولة راسخة، ولا يمكن العبث بمصير شعبها.

انتهت فكرة فرض نظام حكم حسب إرادة أمريكا، فالمصريون رغم الظروف الصعبة، متوافقون على استمرار الدولة والحفاظ عليها وتثبيت أركانها.. لم يفرض أحد عليهم ذلك، بل بالمعايشة والتجربة وفداحة الأحداث، ودفعوا ثمنا فادحا للربيع الأمريكى الغادر، وأدركوا أن وجودهم فى وطن يعانى من بعض التحديات، أفضل من لا وطن.

أمريكا لم تفهم مصر من أيام الرئيس عبد الناصر وناصبته العداء، من أجل عيون إسرائيل.. فلماذا تعود واشنطن إلى نفس الدور فى السنوات الأخيرة، ظناً منها أن إسرائيل هى حليفها الاستراتيجى الوحيد فى المنطقة حتى لو أدى الأمر إلى فقدان رصيدها من الثقة والعلاقات مع دول وشعوب المنطقة، ودون أن تدرك أن عقليتها القديمة يجب أن تتغير، حتى لا تنسف جسوراً تحرص القاهرة على بقائها.

نريد من أمريكا أن تنظر للغليان فى الشارع العربى الإسلامى، والجماهير التى تصب اللعنات ليل نهار على إسرائيل ومجازرها الوحشية وتفسد كل محاولات التوصل إلى وقف إطلاق النار، وتعجز عن الضغط على إسرائيل لوقف الحرب المجنونة.

ارتفع رصيد الكراهية ووصل حد الأقصى، ودمرت إسرائيل صورة يهود العالم خصوصاً فى أمريكا، بعد أن كانت تستجلب التعاطف القديم بزعم تعرض اليهود للمذابح، وهى تفعل الآن أكثر من النازية، وسوف يمثل سفاحوها أمام محاكم الضمير الإنسانى، ليلحق بهم العار أينما ذهبوا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة