د.محمد الضوينى وكيل الأزهر خلال إلقاء كلمته
د.محمد الضوينى وكيل الأزهر خلال إلقاء كلمته


وكيل الأزهر: التنوع سُنة كونية والحوار سبيل إذابة الخلاف بين المجتمعات

ضياء أبوالصفا

الخميس، 11 يناير 2024 - 07:27 م

قال د.محمد الضوينى، وكيل الأزهر إن منهج الإسلام متوازن، فقد وجه رب العالمين خلقه فقال «وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك»، فمفاهيم الحرية وحقوق الإنسان لا يختلف فى ضرورتها وأهميتها أحد، لكن الواقع والممارسة أمر مختلف تمام الاختلاف.

وأوضح وكيل الأزهر أنه لا يوجد فى الإسلام الفهم الميكافيلى الذى يقضى بأن صاحب الغاية له أن يستعمل ما يشاء فى سبيل تحقيق غايته، وطبقا لهذه القاعدة المغلوطة فإنه لا جريمة فى قتل شعب وتبديد مقدراته ونهب أراضيه من أجل غاية مدعاة، ولا جرم فى إهدار أطنان الموارد مع حاجة الجوعى والمحرومين لها من أجل المحافظة على استقرار الأسعار، إلى آخر الأمثلة الواقعية التى يمكن أن نسوقها دليلاً على فساد هذه القاعدة.

وأشار إلى أن مفاهيم الحرية وحقوق الإنسان، وهى مفاهيم لا يختلف فيها العقلاء، لكن بدعوى هذه العناوين أقرت المثلية، وأقر الإلحاد، واعتبر حقاً من حقوق الإنسان وحرية شخصية بالرغم من خروج ذلك على الفطرة، ومعارضته للعقائد والأديان وباسم هذه الحرية دمرت مجتمعات ونهبت ثرواتها، وبزعم تعليمها الديمقراطية ما زالت بعض المجتمعات تعيش فى فوضى.

وتساءل إذا كانت الحرية المطلوب الأعلى للناس فى كل المجتمعات، وخاصة المجتمعات التى تحب أن تصف نفسها بمجتمعات الحرية، وإذا كانت هذه المجتمعات باسم الحرية تقر المثلية الجنسية وتقر الإلحاد بل تدعو إليهما بصورة رسمية، فلماذا لا تباح هذه الحرية، أو شيء منها لمجتمعات الشرق ليقرروا بإرادتهم واختيارهم عقيدتهم، ولماذا لا تترك لها الحرية فى أن تحافظ على هويتها، لتحل ما أحل الله، وتحرم ما حرم الله، ولماذا ينظر إلى المجتمعات الشرقية على أنها يجب أن تنصاع لما يراه غيرها ولماذا لا ينصاع غيرها لما تحمله هوية هذه المجتمعات».

وأوضح أن آفة العالم الآن أن تظن جماعة أو مجتمع أو شعب أنه يملك الحق والصواب وحده، وأن الباطل والخطأ من نصيب غيره؛ ولذا تأتى هذه اللقاءات الحوارية التى تتيح لكل طرف أن يقرأ عقل غيره، ويفهم مبرراته، وإن الحوار هو السبيل الأوحد لإذابة جليد المنافرة الواقعة بين بعض المجتمعات، ومما يؤكد ضرورة الحوار وأهميته أن الله -عز وجل- جعل تنوعنا آية من آياته الباهرة، واختلاف الألسنة ينصرف إلى اختلاف الثقافات والحضارات، مشيرا إلى أن هذا التنوع له غاية أعلنها الله، وهى التعارف، والذى يقتضى حواراً يجمع ولا يفرق، ويبنى ولا يهدم.

وأشار إلى أنه فى الوقت الذى يقر فيه الإسلام الحوار مبدأ إنسانيا نسمع طرحا مغايرا لوحى السماء مترجما فى نظرية «صراع الحضارات» التى ما فتئ الأزهر الشريف يرفضها، ويدعو إلى إقامة سلام حقيقى بين بنى الإنسان، ويتصدى دائما لتسليع الدين واستغلاله فى إشعال الفتن فى الأوطان المستقرة؛ ولذا فإن الأزهر الشريف يتواصل ويتعاون مع المؤسسات كافة؛ لتبادل الرؤى والأفكار حول ترسيخ قيم التعايش المشترك، وقبول الآخر، ونبذ العنف، ومواجهة التطرف، وإرساء دعائم المواطنة، وتبنى حوار حقيقى يستثمر التعددية الفكرية والتنوع الثقافي، ويعترف بالهويات والخصوصيات، ويحترم الرموز والمقدسات.

واستعرض الضوينى جهود الأزهر فى دعم سبل الحوار البناء، مبيناً أن الأزهر الشريف حقق نجاحات كبيرة داخل مصر وخارجها فأقام حوارات دينية حضارية حقيقية، كان لها نتائج ملموسة، ومن هذه الحوارات الإيجابية «الملتقى الدولى الأول للشباب المسلم والمسيحى» الذى عقد فى قلب مشيخة الأزهر الشريف بمشاركة وفد من شبابه ووفد من مجلس الكنائس العالمى يمثلون طوائف وجنسيات مختلفة، وقد تحاوروا لمدة يومين حول دور الأديان فى بناء السلام ومواجهة التطرف، وغير ذلك من لقاءات تعمل على إيجاد وشائج وصلات بين بنى الإنسان.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة