الخميس، 11 يناير 2024 - 10:01 م

وسط ترقب عالمى، انطلقت صباح أمس أولى جلسات استماع محكمة العدل الدولية فى لاهاى غربى هولندا والتى ستستمر لمدة يومين، إثر دعوى رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل تتهمها بارتكاب جرائم «إبادة جماعية» فى قطاع غزة وتطالب بوقفها بشكل عاجل.

وقالت جنوب إفريقيا أمس إن إسرائيل تُعرض الشعب الفلسطينى لأعمال الفصل العنصرى والإبادة الجماعية. وقالت رئيسة محكمة العدل الدولية، جوان دونوجو، إن جنوب إفريقيا تقول إن إسرائيل تنتهك «التزامات أساسية أخرى بموجب اتفاقية (الأمم المتحدة) الخاصة بالإبادة الجماعية». وطلب محامو جنوب إفريقيا من القضاة، فى جلسة استماع أمس، فرض أوامر أولية ملزمة على إسرائيل، تتضمن الوقف الفورى للحرب على غزة.

اقرأ أيضاً| إسرائيل تطالب مستشفيات الشمال بالاستعداد للطوارئ واستقبال آلاف الجرحى

وشددت ممثلة حكومة جنوب إفريقيا خلال الجلسة على أن الشعب الفلسطينى يتعرض للحصار والتجويع من قبل إسرائيل، التى تستهدف قواتها المدنيين فى جميع مناطق قطاع غزة. وأشارت إلى أن إسرائيل قتلت الفلسطينيين من البحر والجو والأرض. وقالت «إسرائيل تعمدت تدمير حياة المدنيين فى قطاع غزة». كما استعرضت ما تمارسه إسرائيل من قتل جماعى للشعب الفلسطينى. مستندة إلى ما أكدته الأمم المتحدة من عدم وجود مكان آمن فى غزة. وأوضحت، أن هناك آلاف المدنيين استشهدوا خلال الهجمات الإسرائيلية، وما يقرب من 75% من الضحايا نساء وأطفال.

من جهته، قال وزير العدل الجنوب إفريقى رونالد لامولا، أمام محكمة العدل الدولية، إن إسرائيل شنت هجومًا كبيرًا على غزة وانتهكت اتفاقية منع الإبادة الجماعية. وأشار إلى أن إسرائيل وهى جهة احتلال تحاصر غزة وتمنع الدخول برا وبحرا.

وقال تمبيكا نجكوكايتوبى المحامى لدى المحكمة العليا فى جنوب إفريقيا «إسرائيل لديها نية إبادة جماعية ضد الفلسطينيين فى غزة… وهذا واضح من الطريقة التى يتم بها تنفيذ هذا الهجوم العسكرى». وأضاف «متجذر فى الاعتقاد بأن العدو ليس حماس فقط، بل هو جزء لا يتجزأ من نسيج الحياة الفلسطينية فى غزة».

من جانبه، قال فيستموزى مادنسيلا ممثل جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، إن إسرائيل أفلتت على مدار عقود من العقاب على جرائمها بحق الفلسطينيين.

وأضاف أن «الشعب الفلسطينى يعيش نكبة مستمرة منذ عام 1948 تحت الاحتلال الإسرائيلى، الذى شرد الفلسطينيين بطريقة ممنهجة، بعد 75 عاما من الفصل العنصرى ضدهم». وأكد أن الاحتلال الإسرائيلى جرد الفلسطينيين من حقوقهم المعترف بها دوليًا وأبرزها حق تقرير المصير وعودة اللاجئين إلى قراهم التى احتلتها إسرائيل.

وكانت جنوب إفريقيا قد أشارت فلا أوراق القضية إلى عدم قيام إسرائيل بتوفير الغذاء والماء والدواء وغيرها من المساعدات الإنسانية الأساسية للقطاع الفلسطينى. كما تشير الأوراق إلى حملة القصف المستمرة التى أدت لمقتل أكثر من 23 ألف شخص وفقا لبيانات السلطات الصحية في غزة.

فى المقابل، قال مسئولون فى وزارة العدل الإسرائيلية إن محكمة العدل الدولية يمكنها إصدار أوامر قضائية ضد إسرائيل، لكنها لن تأمر بوقف الحرب فى قطاع غزة.

وصرح مسئولون فى الوزارة العدل ل «هآرتس» بأنهم يعتقدون أن محكمة العدل الدولية يمكنها إصدار أوامر قضائية ضد إسرائيل، لكنها لن تأمر بوقف القتال فى غزة. وحسب المسئولين فإن هذه الأوامر يمكن أن تشمل مطالبة إسرائيل بالسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة، أو تشكيل لجنة تحقيق أو السماح للفلسطينيين بالعودة إلى منازلهم فى شمال غزة.

ويخصص الاستماع فى اليوم الأول، لملف جنوب إفريقيا عبر مداخلات مستمرة لأعضاء الوفد الجنوب افريقى على رأسهم وزير العدل. وينتظر من المحكمة إصدار قرار مستعجل خلال أيام قليلة. كما يستعرض الفريق القانونى لجنوب إفريقيا أمام المحكمة جملة من الأدلة والقرائن الموثقة بالفيديوهات معتمدة على تقارير منظمات دولية والأمم المتحدة. وفى اليوم الثانى من المقرر الاستماع إلى الجانب الإسرائيلى الذى يركز فى دفاعه على: الحيلولة دون إصدار المحكمة قرارا استعجاليا بوقف الحرب، وإسقاط طابع الإبادة الجماعية على الدعوى.