مدبولي والجزار خلال تسليم أول ثلاثة أبراج إدارية بالعاصمة الإدارية
مدبولي والجزار خلال تسليم أول ثلاثة أبراج إدارية بالعاصمة الإدارية


مدبولى: الدولة أنفقت أكثر من نصف تريليون جنيه لتوفير الإسكان لمحدودى الدخل

تسليم أول ثلاثة أبراج بالعاصمة الإدارية الجديدة

الأخبار

الأحد، 14 يناير 2024 - 07:15 م

كتب / ماركو عادل وعمرو خليفة ومنصور كامل:

شهد د. مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، احتفالية تسليم أول ثلاثة أبراج إدارية، ضمن منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة، بحضور د. عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، ود. وليد عباس، نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، المشرف على مكتب الوزير، والمهندس عبد المطلب ممدوح، نائب رئيس الهيئة لقطاع التنمية وتطوير المدن، ولى يونج مينج، نائب رئيس الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية المُنفذة للمشروع، وهشام شتا، رئيس مجلس إدارة شركة «انكوم» الشريك المصرى لها. 

وتعدُ هذه الأبراج الإدارية الثلاثة باكورة مرحلة التسليم فى المنطقة المركزية للأعمال CBD بالعاصمة الإدارية الجديدة، والتى تشهد تشييد 20 برجاً تنفذها الشركة الصينية لصالح وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، بينها «البرج الأيقونى» الذى يصل ارتفاعه لنحو 400 متر، والذى سيدخل ضمن مراحل التسليم اللاحقة بهذا المشروع.

وفى كلمته خلال الاحتفالية، أعرب رئيس الوزراء عن سعادته الكبيرة بوجوده اليوم فى هذا المشروع الضخم، الذى بدأ كحلم منذ نحو ست سنوات وغدا واقعاً، مشيرًا إلى أن ما تثيره تلك الاحتفالية فى منطقة الأبراج من تساؤلات لدى البعض عن مردود هذا المشروع بذلك المستوى المميز على الوطن، هو أمر يستلزم الإشارة إليه، حيث تواجد خلال الأسابيع الماضية فى أربع مدن جديدة للاحتفال بوصول مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى، «سكن لكل المصريين» إلى رقم مليون وحدة سكنية، للشباب ومحدودى الدخل، فى كل بقاع مصر.

وأضاف  مدبولى أن عدداً من شبابنا لم يُعاصر مشكلة الإسكان في مرحلة سابقة ولم يشعر بحدتها، داعياً الإعلاميين إلى استرجاع الأعمال الفنية المصرية التى سلطت الضوء كثيراً على مشكلة السكن السابقة ومدى حدتها، مؤكداً أن المبادرة الرئاسية «سكن لكل المصريين»، التى أطلقها الرئيس السيسى، وتكاتفنا لتنفيذها بكل إخلاص، ساهمت فى تراجع حدة هذه المشكلة بدرجة كبيرة، وأصبحت الدولة المصرية قادرة بمشاركة القطاع الخاص، على تقديم  كل أنواع الإسكان ومستوياته، بالكم الذى يُساهم فى تغطية كل الطلب بالرغم من الزيادة السكانية.

وأوضح رئيس الوزراء أن المليون وحدة سكنية التى تم تنفيذها كسكن للشباب ومحدودى الدخل، كلفت الدولة أكثر من 400 مليار جنيه، بالإضافة إلى 300 ألف وحدة نُفذت كسكن بديل لسكان المناطق غير الآمنة، داعياً أيضاً إلى العودة للأعمال الفنية قبل عام 2011، والتى كنا نشاهد فيها المناطق غير الآمنة، والعشش غير الإنسانية التى كان يعيش بها مئات الآلاف من الأسر المصرية، وينشأ أطفالها فى ظروف غير آدمية على الإطلاق، مؤكداً أننا تمكننا بفضل الله ودعم القيادة السياسية اللامحدود من انهاء تلك المشكلة وتذليل هذا التحدى برقم يقترب من 120 مليار جنيه أخرى، وبذلك تكون الدولة قد أنفقت لتوفير الإسكان لمحدودى الدخل وحل مشكلة المناطق غير الآمنة اكثر من نصف تريليون جنيه مصرى.

وقال إنه عندما تم البدء بتنفيذ منظومة بناء مدن الجيل الرابع منذ تولى الرئيس المسئولية، أثيرت تساؤلات عديدة عن سبب اللجوء لبناء هذه المدن الجديدة، وعقب مدبولى بأننا نُشيد هذه المدن لأبنائنا وأحفادنا؛ حتى يجدوا مكانًا صحيحًا يعيشون فيه، مضيفا: إننا ونحن فى قلب مدينة العاصمة الإدارية الجديدة فلا بد من الإشارة إلى أن الدولة تعمل على محورين فى هذا الصدد، تطوير العمران القائم الذى كان مهملًا وهذا أمر بالغ الصعوبة، والمحور الثانى نبنى لمستقبلنا حتى  لا تتكرر نفس المشكلة التى نعانى منها حاليًا.

وأكد أنه مع تشغيل هذا المشروع، سيتم توفير عشرات الآلاف من فرص العمل للشباب المصرى فى مقرات الشركات وفى أعمال الإدارة للعديد من الأماكن ومنها المناطق التجارية والترفيهية؛ بحيث تُسهم تلك الفرص فى خلق قيمة مضافة للاقتصاد المصرى.

وأضاف: أردتُ أن أبدأ بتلك المقدمة، لدحض تشكيك العديد من الأشخاص فى هذا المشروع العملاق، مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، وتأكيدهم أنه لن يُكتب له النجاح، مشيراً فى هذا الصدد إلى أن معظم مدن العالم تنفذ مشروعات عملاقة لإنشاء مدن أو عواصم إدارية جديدة، بما فى ذلك الصين التى تنفذ اليوم حياً إدارياً جديداً داخل عاصمتها.

وأوضح رئيس مجلس الوزراء أن مشروع العاصمة الإدارية لمصر كان بمثابة استشراف للمستقبل؛ حيث تضخمت القاهرة القديمة بصورة كبيرة ما جعل من الضرورى الخروج بالأنشطة الإدارية والحكومية للخارج وجذب التنمية المستقبلية لأماكن أخرى. وذلك ما استهدفه إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة.

وقال: كى لا تتكرر أخطاء المدن الجديدة السابقة فى العاصمة الإدارية وفقًا لآراء الخبراء - من حيث إنشاء المدينة ثم التخطيط بعد ذلك لربطها بالمدن القديمة - فقد تم الاهتمام منذ اليوم الأول بربط العاصمة الإدارية بالقاهرة وباقى مدن الجمهورية من خلال شبكة متطورة جدًا من وسائل النقل الحديثة، مُشيرًا إلى القطار الكهربائى فائق السرعة، والقطار الكهربائى الخفيف، والمونوريل، والأتوبيسات التى تعمل بالكهرباء، بالإضافة إلى شبكة من الطرق العملاقة تربط بدورها العاصمة الإدارية بكل مكان فى مصر.

وتابع: بعد الانتهاء من ذلك الحدث سأعود إلى مكتبى فى العاصمة الإدارية بالحى الحكومى الجديد الذى أضحى يضم 50 ألف موظف ينتقلون بمنتهى السلاسة من وإلى الحى الحكومى، مشيرًا إلى أن عددًا كبيرًا منهم انتقل للسكن داخل العاصمة الإدارية أو حتى فى المدن القريبة منها، وبذلك نكون قد بدأنا وضع لبنات النجاح لنقل السكان والموظفين إلى العاصمة الإدارية الجديدة.

وأضاف رئيس الوزراء أنه مع كل تلك المشروعات، تم الانتهاء من تسكين المرحلة الأولى لإسكان الموظفين، بواقع ما يقرب من 10 آلاف وحدة سكنية فى مدينة بدر الملاصقة للعاصمة الإدارية الجديدة. وسيتم تسليم المرحلتين الثانية والثالثة فى غضون الفترة القليلة القادمة. 

وأشار مدبولى فى هذا الإطار إلى أول حى سكنى تم إنشاؤه فى العاصمة الإدارية الجديدة R3، موضحًا أن أكثر من 24 ألف وحدة سكنية فى ذلك الحى، بمختلف المستويات، تم بيعها بالكامل تقريبًا. وقال: إذا تم اعتبار أن متوسط عدد الأسرة القاطنة للوحدة الواحدة يبلغ نحو 4 أفراد، فذلك يعنى أن حوالى 100 ألف مواطن مصرى ينتقلون لذلك الحى.
ونوّه إلى منظومة إدارة العاصمة الإدارية، مؤكدًا أنه منذ اللحظة الأولى أوضحنا أننا نريد إدارتها بفكر القطاع الخاص؛ لذلك تم إنشاء شركة العاصمة الإدارية الجديدة، مؤكدا أن الإنفاق على المشروع لم يكن من خزانة الدولة، بل على العكس من ذلك تم تنفيذ مشروع العاصمة الإدارية بنفس نهج شركات التطوير العقارى العملاقة فى العالم والتى تشهد نجاحًا؛ لذا أنشأنا شركة لإدارة العاصمة الإدارية الجديدة، وشهد العام المالى الماضى للشركة أرباحًا تجاوزت 20 مليار جنيه ما يؤكد أنه مشروع ناجح.

وحول إشغال ونمو المدن الجديدة بصفة عامة فى أى مكان، أشار مدبولى إلى أنه عادة كانت أى مدينة جديدة تستغرق على الأقل 20 عامًا حتى تصبح نابضة بالحياة، وهنا أقول لحضراتكم تقديرى - باعتبار هذا من صميم عملى- إنه خلال 3 أو 4 سنوات على الأكثر سنجد هذه المدينة نابضة بالحياة ويقطنها مئات الآلاف.. وأوضح مدبولى أن ما يتم تنفيذه بالقاهرة أو العاصمة القديمة، حجم هائل من المشروعات يفوق الوصف؛ وتشمل تطوير المناطق القديمة وفتح شبكات طرق وإنشاء مناطق ترفيهية وخدمية مع مراعاة والحفاظ على التراث وإنشاء مشروعات مثل «حدائق الفسطاط» التى ستكون أكبر حديقة مركزية على مستوى الشرق الأوسط على مساحة أكثر من 500 فدان، وستكون منطقة خضراء شاسعة فى قلب القاهرة. 

ولفت د. مصطفى مدبولى إلى أن هذه المنطقة -للأسف- كانت مُهملة وكانت مكبًا للقمامة، واليوم بفضل مشروع «تلال الفسطاط» ستتحول إلى مناطق خضراء وبحيرات ومناطق ترفيهية. 

وأشار رئيس الوزراء -فى سياق متصل- إلى المناطق العشوائية التى تمت إزالتها لإقامة مناطق حضرية لأهالينا من سكان القاهرة، مؤكدًا :»نُطور القاهرة القديمة كما نُطور المدن الجديدة». 

وقام  مدبولى بجولة بالمشروع ومكونات الأبراج، ومن أعلى أحد الأبراج الإدارية المُسلمة بمنطقة الأعمال المركزية، أدلى بتصريحات تليفزيونية، أكد خلالها أن سر نجاح الدولة المصرية يكمن فى وجود رؤية خالصة هدفها مصلحة الوطن، وقيادة سياسية داعمة لتنفيذ هذه الرؤية، بإصرار شديد ومتابعة على مدار الساعة.
ولفت رئيس الوزراء إلى ان حجم العمل الذى تم فى العاصمة الإدارية الادارية برؤية متخصص، كان يمكن أن يظهر ما بين 15 إلى 20 عاماً إلا أنه تحقق خلال ست سنوات فقط.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة