د. آمال عثمان
د. آمال عثمان


أوراق شخصية

وقاحة الدولة المارقة

آمال عثمان

الجمعة، 19 يناير 2024 - 06:06 م

فى تحدٍ سافر للمواقف الدولية المتصاعدة، والاحتجاجات المتزايدة ضد المذابح المرتكبة فى حق الفلسطينيين، لا تزال الدولة العنصرية المارقة تستكمل جرائمها الوحشية، وتمارس مخطط الإبادة العرقية، بعد فشلها العسكرى، وإخفاقها فى الدفاع عن نفسها أمام محكمة العدل الدولية، وإصابة فريق دفاعها بالارتباك والتخبط والخيبة، مقابل المرافعة الأسطورية والأداء المبهر لفريق جنوب إفريقيا، فى خطوة تاريخية مشهودة.

أجبرت الكيان الإسرائيلى الفاشى على المثول أمام المحكمة الدولية، للمرة الأولى منذ تأسيسه، وأفقدته توازنه وصوابه.. اعتقد الكيان الصهيونى المتغطرس أنه فوق القانون والمساءلة، وظن أن الحماية والدعم الأمريكى، كفيلان بمنحه صك العربدة والفجور دون حساب أو عقاب، ولم يجد فى دفوعاته سوى الإنكار والغطرسة، وأفرغت حكومته نيران غضبها على دولة نيلسون مانديلا، والتهجم والتطاول بصفاقة على المحكمة، إلى الحد الذى وصف فيه «نتنياهو» جلسة المحاكمة بسيرك من النفاق.

والأكاذيب الدموية، والتشويه الأخلاقى، متسائلاً بوقاحة وصلف: من أين جاء كل هؤلاء الأوغاد؟! تلك الهزيمة التى تلقاها فريق الدفاع الصهيونى، وما تضمنته المرافعة من أكاذيب وافتراءات وتضليل، جعلت الكاتب الإسرائيلى «مايكل بي» يعلق فى صحيفة هآرتس قائلاً: «إذا أوصلنا جهاز كشف الكذب لأحد المحامين الإسرائيليين، أثناء مرافعته ودفوعاته، أمام محكمة العدل الدولية، لانفجرت شبكة الكهرباء فى لاهاى، وبقيت المدينة تعانى من الظلام حتى اليوم»! 

إننى لا أعجب من تلك الممارسات غير الأخلاقية، ممن كذَّبوا كلام الله، وحرفوا كتابه، وجادلوا رسوله!! إنما كل العجب من ألمانيا، ليس لأنها تدعم هذا الكيان الوحشى، وتعلن الانضمام إلى إسرائيل فى دُفوعاتها أمام محكمة العدل الدولية، وإنما لكونها إحدى الدول الموقعة على اتفاقية منع الإبادة الجماعية، وهى الدولة التى ارتكبت أول جريمة إبادة جماعية فى القرن العشرين على أرض دولة ناميبيا، راح ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء فى ظروف شديدة الوحشية والفظاعة، وما رفضها للتوبيخ الأخلاقى لإسرائيل من جنوب إفريقيا، وإنكارها ما ترتكبه من جرائم إبادة فى غزة، إلا انعكاس لعجزها عن التكفير عما ارتكبته من جرائم إبادة، وإخفاقها فى التعبير أخلاقياً عن التزامها بالاتفاقية الدولية لمنع الإبادة الجماعية!! 
لقد صدق الرئيس الكوبى «جوستاف بيترو» حين قال إن الفريق القانونى لجنوب إفريقيا هو من يستحق جائزة نوبل للسلام هذا العام.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة