يمنيون يحملون لافتات وأعلاما فلسطينية خلال مسيرة تضامن مع سكان غزة فى صنعاء
يمنيون يحملون لافتات وأعلاما فلسطينية خلال مسيرة تضامن مع سكان غزة فى صنعاء


الضربات الأمريكية على الحوثيين تؤدى لصراع أوسع

الأخبار

السبت، 20 يناير 2024 - 08:11 م

مع استمرار الحرب على غزة، تتزايد احتمالية التقاء المواجهات. فقد أصبح اليمن الآن مشاركاً فى التصعيد الإقليمى المرتبط بالحرب  الإسرائيلية على غزة.


يسيطر الحوثيون على أجزاء من غرب اليمن، بما فى ذلك مضيق باب المندب ذو القيمة الاستراتيجية، والذى يؤدى إلى البحر الأحمر ويصل إلى قناة السويس. ويقولون إنهم يعترضون السفن المتجهة إلى إسرائيل والمملوكة لإسرائيل والتى تمر عبر باب المندب للضغط على إسرائيل لوقف حربها على غزة أو على الأقل السماح بدخول المساعدات الإنسانية الكافية.


لكن يبدو أنهم قاموا الآن بتوسيع عملياتهم بعد ضرب السفينة الأمريكية المبحرة فى خليج عدن، وهو الهجوم الثانى على الأقل على سفينة فى المياه قبالة الساحل الجنوبى لليمن.


أثارت الضربات التى نفذتها الولايات المتحدة للمرة الرابعة ضد أهداف لجماعة الحوثى فى اليمن، تساؤلات بشأن مدى استمرارها خلال الفترة المقبلة، والمخاوف المرتبطة بتداعياتها على اتساع رقعة التصعيد فى المنطقة، بما فى ذلك تأثيرها على حركة الملاحة بالبحر الأحمر وقناة السويس.
وأوضح محللون ومراقبون، أن استمرار الضربات الأمريكية تهدد باتساع رقعة الصراع فى الشرق الأوسط، ولن تحل بالضرورة أزمة التهديدات التى تحيق بالسفن التجارية فى البحر الأحمر بل سيكون لها تداعيات خلال المرحلة القادمة.


لم تتسبب اعتراضات الحوثيين حتى الآن فى سقوط ضحايا فى البحر الأحمر. لكن هذا قد يتغير إذا حدثت ضربة مباشرة لجنود أمريكيين أو بريطانيين. فى مثل هذا السيناريو، فإن الانتقام فى اليمن سيتخذ نهجا أكثر عدوانية بكثير. وقد يؤدى ذلك إلى تأجيج التوترات على المستوى الإقليمي. ومع استمرار الحرب، استهدفت الميليشيات المدعومة من إيران فى العراق وسوريا القواعد الأمريكية، وردت الولايات المتحدة باغتيال مشتاق طالب السعيدي، ، زعيم حركة النجباء، وهى ميليشيا مدعومة من إيران فى بغداد. وتبادلت جماعة حزب الله اللبنانية المسلحة هجمات الطائرات بدون طيار والصواريخ مع إسرائيل. وقال الباحث فى شئون اليمن نيكولاس برومفيلد: «نحن فى منتصف حلقة تصعيد». من الصعب عدم رؤية تصعيد إقليمى أوسع نطاقا.


وقالت إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن مراراً إنها تحاول تجنب تصعيد التوترات الإقليمية. ومع ذلك، يقول منتقدوه إن كلماته جوفاء لأنه تجاوز الكونجرس الأمريكى مرتين لإرسال أسلحة إلى إسرائيل بدلاً من وضع شروط على المساعدات أو اتخاذ خطوات تشجع على وقف إطلاق النار.
وقالت هانا بورتر، الباحثة اليمنية، إذا ردت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على التصعيد الحوثى المستمر بمزيد من الضربات الجوية على اليمن، فإن ذلك سيؤثر على الأمن الإقليمي، بما فى ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
ترى صحيفة «واشنطن بوست»، أن الضربات الأمريكية الأخيرة تركت جدلا داخل البيت الأبيض بشأن كيفية منع الحوثيين من تعطيل ممرات الشحن الحيوية للتجارة العالمية، حيث لا تزال لديهم القدرات لاستهداف مزيد من السفن. وأوضحت الصحيفة أن الوضع الراهن ترك للإدارة الأمريكية خيارات صعبة، إذ يمكن للرئيس جو بايدن أن يأمر بضربات أخرى ضد دفاعات الحوثيين ومستودعات الأسلحة ومنشآت إطلاق وإنتاج الصواريخ والطائرات بدون طيار، لكن ذلك سيمثل مخاطرة تهدد بتوسيع الحرب أكثر.
فى حين اعتبرت مجلة تايم الأمريكية أن بايدن، من خلال التصعيد مع الحوثيين، عزز دون قصد قدرة الجماعة المسلحة على تعطيل الشحن الدولي، إذ تسببوا فى زيادة تكلفة شحن الحاويات فى أعقاب الحرب بين إسرائيل وحماس من خلال شنّ هجمات صاروخية على سفن الشحن التى تمر عبر الممر المائى الحيوي، لكن الضربات التى شنتها إدارة بايدن على الحوثيين أوقفت شركات الشحن، ربما بشكل لا رجعة فيه، حتى تنتهى الحرب. ولفتت المجلة إلى أنه «يمكن لبايدن أن يختار رفع الرهان وتكثيف استهداف مستودعات أسلحة الحوثيين وقاذفات الصواريخ، ولكن ما لم يكن هناك تدهور كبير فى قدراتهم العسكرية -وهو سيناريو يبدو غير محتمل نظرا لترسانتهم الكبيرة من الصواريخ المضادة للسفن وما يقدر بنحو 200000 مقاتل- فإن الضربات المستمرة لن تؤدى إلا إلى تصاعد التوترات التى تعزز الحصار الفعلى للحوثيين وتزيد من احتمال توسع الصراع إلى حرب إقليمية كاملة.
وفق المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية صامويل وربيرج، فإن «واشنطن ستستمر فى تقييم الوضع، وستتخذ الإجراءات اللازمة لحماية مصالحها ومصالح شركائها». وأشار إلى أن الولايات المتحدة: «تأمل أن تكون جماعة الحوثى قد فهمت الرسالة التى أرسلناها بعد أن قمنا بتحذيرهم مرارا وتكرارا وأصدرنا قرارا فى مجلس الأمن. نحن على استعداد لاتخاذ خطوات إضافية إذا لزم الأمر لحماية حرية الملاحة والتجارة الدولية». 


فى حين يرى الباحث الأمريكى المتخصص فى شئون الأمن القومى سكوت مورجان، أن وقف التهديدات التى يشنها الحوثيون على السفن فى البحر الأحمر يكمن فى حل النزاع فى غزة، ولا يعتقد مورجان أن الجهود الأمريكية البريطانية يمكن أن توقف هجمات الحوثيين كما تعتقد الحكومتان حاليا، إذ كانت «ضرباتهم مثل الوخز بالنسبة لترسانة الأسلحة التى تمتلكها جماعة الحوثى فى أحسن الأحوال». فالضربات الأمريكية  لم تردع الحوثيين عن هجماتهم، وأعلنت شركات جديدة أن البحر الأحمر غير آمن لنقل منتجاتها.
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة