كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

أكاذيب "الربيع العربى"!

كرم جبر

الأحد، 21 يناير 2024 - 08:05 م

ما يسمى الربيع العربى أكذوبة كبرى واستهدف دولاً بعينها، كان يطلق عليها "دول الثورات العربية" هى مصر والعراق وسوريا واليمن وليبيا وتونس، وهى الدول التى اتخذت مواقف معادية لإسرائيل، ولم يذهب لدول أخرى.


الربيع العربى لم يكن من أجل صالح شعوب المنطقة ولا القضاء على ظاهرة توريث الحكم، ولا من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، ولا الأسباب الأخرى المعلنة، ولكن من أجل تفكيك دول المنطقة وإعادة تقسيمها، لصالح إسرائيل ولتصبح هى القوة العظمى المهيمنة.


الربيع العربى من عمل الشيطان الذى جاء من الغرب، فأطلق الجماعات الارهابية فى الدول المستهدفة، وأشعل صراعا دينيا دمويا، ولا يعلم الغرب أن صراع الأديان فى الشرق ليس كما فى بلادهم، وتتعمق جراحه بمرور الزمن ولا تتداوى، ولعل إراقة الدماء على أسباب دينية، لم تتوقف لحظة واحدة، منذ أن شج السفاح "ابن ملجم" رأس الإمام علىّ فى صلاة الفجر، وما زالت دماء الإمام تسيل، فى مستنقعات الثأر الدينى حتى الآن.
هب ما يسمى الربيع العربى على المنطقة كفوهة جهنم، فدمر دولاً وفكك جيوشاً وشرد شعوباً، وجعل الميادين ساحات للاقتتال، وأطلق جماعات القتل والموت والدمار، لتترك أوطانها أنقاضاً وخراباً، والديمقراطية التى وعدوا بها الشعوب صارت وهماً وسراباً، وتناضل الدول للتخلص من آثاره وتوابعه.
اقتتال داخلى وحروب دموية وجماعات وحشية رفعت شعارات دينية وحولت الجيوش إلى ميلشيات، فأصبحت هى العدو لشعوبها، تهدده وتقتله بدلاً من أن تحميه، وسوف يقف التاريخ طويلاً أمام ظاهرة صناعة الفوضى.


إرادة المولى عز وجل هى التى حفظت الجيش المصرى، فحافظ على الدولة وحمى الشعب وضاعف قدراته القتالية، ووقفت الدولة على قدميها ولم تسقط كغيرها، وجعلت الاستقرار عنواناً لإعادة البناء.
ما حدث فى مصر كان معجزة انطلقت فى 30 يونيو، يوم خرج الشعب المصرى عن بكرة أبيه، ينقذ بلاده من بين أنياب الشيطان، واستجابت السماء لدموع الخائفين على بلدهم، وكانت إرادة الله فوق أيدى كل من أضمر لمصر شراً.. ولكن لا تزال الكهوف مليئة بالشياطين، والعقول مفخخة بأفكار إرهابية، أخطر من الديناميت والمتفجرات.
واختارت البلاد منهجاً ينبع من ثقافة المصريين وحضارتهم ووعيهم ومكوناتهم الفكرية وعقيدتهم الدينية، ويترجم المخزون الاستراتيجى للمجتمع، فى صياغة نظام حكم يلبى سلمية انتقال السلطة، ويحقق رضاء عموم المصريين، ويجب أن يفهم الغرب أن الديمقراطية ليست سلعة يحتكرون وحدهم أسرار مكوناتها.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة