عبد الله أبو شاويش
عبد الله أبو شاويش


سفير فلسطين بنيجيريا يكتب لـ«بوابة أخبار اليوم»: سبت أكتوبر الأول من بعده سفر جديد بالتاريخ

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 22 يناير 2024 - 12:20 ص

كتب سفير فلسطين بنيجيريا عبد الله أبو شاويش مقالًا جديدًا لـ«بوابة أخبار اليوم»، بعنوان «سبت أكتوبر الأول من بعده سفر جديد بالتاريخ».

وإليكم نص المقال:

قليلة هي السنوات والأحداث التي تعتبر مفصلية في التاريخ الإنساني، وتُحدث تغييرات جذرية واستدارات تقاس بزوايا تامة الانفراج.  مقتل ولي عهد النمسا فرانز فرديناند وزوجته يعتبر حداً مفصلياً، لأنه تسبب في الحرب العالمية.  العام 1979، يعتبر عاماً مفصلياً وأدى إلى تغيير التاريخ، ففيه قامت الثورة الإيرانية وانزاح رجل الغرب بامتياز عن صدارة المشهد الفارسي، وفيه غزا الاتحاد السوفيتي أفغانستان، خطوة أسست لانهياره فيما بعد، وفيه أيضاً وقّعت مصر معاهدة السلام مع إسرائيل وأسقطت مخرجات قمة اللاءات الثلاث وغيرت جذريا مفاهيم الحرب والسلام في الشرق الأوسط.

يمكن القول - وبكل أريحية -  أن السبت الأول من أكتوبر 2023 شكّل حداً مفصلياً في التاريخ الإنساني، على الرغم من أن تبعاته الملتهبة لا تزال قائمة، وحتى ينقشع غبار جنازير الدبابات وتبرد سبطانات المدافع فانه من المبكر جدا - إن لم يكن من المستحيل - استطلاع نتائجه كاملة الآن، ذلك لأن مصدر معلوماتنا الأول هو ما تتناوله الصحف ووسائل الإعلام حول العالم، وهذا بالطبع لا يعكس بالضبط ما يُدبّر بليالي الفنادق والاجتماعات السرية والقنوات الخلفية للعمل السياسي بين اللاعبين، إلا أن هذا لا يمنعنا من محاولة استشراف المستقبل والحديث عنه.

حتى وإن أعلن - وَسَيُعلن - أي من طرفي الحرب لجمهوره ومؤيديه أنه المنتصر، فالحقيقة الدامغة أن الجميع خاسر، والحقيقة الأكثر إيلاما أن "الجميع"، هنا تتخطى إسرائيل والفلسطينيين الطرفين المباشرين في هذه الحرب، فالكل غارق حتى أذنيه في هذا المستنقع المميت، فلا دول الإقليم بمنأى عما يحدث الآن أو في المستقبل، ولا أوروبا ولا الأمريكيتين بشمالها وجنوبها، الجميع متورط حاضراً، وخاسر مستقبلاً، وإن حاول تبرئة نفسه فلا مجال لذلك. إن جميع مبررات الكون لن تضمن النجاة لأحد، فالصمت وحده تواطؤ، وغض الطرف عن تاريخ الصراع تواطؤ، والقبول منذ زمن بالمزيد من المسكنات، بدلا من الحلول الجذرية، أوصل الجميع لأن يكون مداناً وبسهولة ويمكن إثبات ذلك.

المسافة صفر دخلت قاموس الوعي الشعبي الجمعي، العربي والإسلامي والعالمي، والجرأة منقطعة النظير التي أبداها أفراد الفئة القليلة ستظل محفورة للأبد في أذهان الجيل الجديد، الذي يَتوقُ لأن يكون له دور في المسافة صفر، صحيح أنه بعيد جغرافياً عن تحقيق ذلك ولكن هناك الكثير من الوسائل التي ستمكنه من الالتحاق بالركب حتى ولو بدور جامع الحطب وحمّال الماء، أدوارٌ بسيطة يمكن له أن يلعبها في كل الساحات العالمية، المهم أن يشعر بأنه مشارك في المعركة، ومثلما صارت الكوفية الفلسطينية رمزا للكفاح ومثلما صورة أرنستو تشي جيفارا أيقونة للحرية تزين صالونات ومقاهي اليساريين والمثقفين وأشباه المثقفين، فإن أصحاب المسافة صفر صاروا- رغبنا أم كرهنا- أيقونة للحرية والتحرر وضد كل ما هو صهيوني. في أوروبا وأمريكيا الشمالية، بين كارهي اليهود من أصحاب الموروث الأوروبي القديم المقزز - ويبدو أنهم كُثر-، أصبحوا رمزاً لهم أيضاً حتى وإن اختلفوا دينيا معهم.  الأيقونة دوما ترسخ في التاريخ ولا يمكن محوها، انظروا إلى الأيقونة ياسر عرفات، باتريس لومومبا، ونيلسون مانديلا، جيفارا، الهواري بومدين، عبدالناصر والقائمة تطول. 

الهجوم القاتل الذي شنته الفئة القليلة على التحصينات الإسرائيلية، أسقط العديد من المفاهيم وأحيى بالمقابل ضدها وعلى رأس هذه المفاهيم المُسقطة أن إسرائيل قوة لا تقهر. وأثبت بدائيو التسليح - مقارنة بإسرائيل -  المتخمون بالعزم والعزيمة للقتال عكس هذا المفهوم تماماً.  ساعات طويلة مرت بعد السادسة والنصف صباحا، هُزمت فيها إسرائيل هزيمة نكراء لا يمكن لها أن تُمحى، هزيمة تعتبر بالمفهوم العسكري أكثر قوة وأشد تعقيداً من أي هزيمة أخرى، على الأقل مقارنة بما نعرفه نحن، ولعل أحشاء التاريخ طوت هزائم أشد وطأة لا نعلم - لقلة اطلاعنا - عنها.

الفئة القليلة المحاصرة منذ ما يقارب العقدين وبالإمكانيات البدائية أخذت وبلمح البصر ولسويعات قليلة جدا ثارات قديمة للعرب عند دولة إسرائيل. وعند الحديث عن الثأر، علينا أن نعترف أن هذا موروثٌ أصيل في الثقافة الإنسانية وذاكرة الشعوب العربية الجمعية المليئة بالمآسي التي خلقتها إسرائيل على مدار عمرها الممتد منذ سبعة عقود ونيف. أقول أنهم وبالإمكانيات البسيطة أثبتوا انه جيش بالإمكان هزيمته وحصل ذلك. هذه الهزيمة عززت سؤالاً خطيراً في عقول الشرق أوسطيين والمناصرين للقضية الفلسطينية عامة، ماذا كنا نفعل طوال العقود الماضية. 

الصور والفيديوهات القصيرة جداً التي خرجت من غزة نوعين: الأول يصف الكارثة والمذبحة، والثاني يجسد البطولة والملحمة، وكلاهما لن يتم نسيانه أبدا، وبالمقابل فإن كم الخذلان والتخلي الذي تعرض له الفلسطينيون أكبر من أن يستوعبه العقل أو أن يتم تعتيمه من قبل العالم. فبينما وعلى مدار ثلاث شهور من الحرب على غزة أمدت الولايات المتحدة خلالها إسرائيل بحوالى 230 طائرة نقل و35 سفينة شحن محملة بالعتاد العسكري، وقبل أن ينتهي العام وللمرة الثانية مرر وزير الخارجية الأمريكي بلينكن قرارا يقضي بمد إسرائيل بمساعدات عسكرية فاقت المائة مليون دولار. مقارنة المساعدات لطرفي الحرب هذه  أنتجت النكتة بين أبناء الوطن العربي، أن بعض دول العالم بعثت لمساعدتهم- أي الفلسطينيين- "حمص حب وعدس مجروش" ورفضت إسرائيل إدخالها وهذا ليس تقليلاً من شأن المساعدات التي أرسِلت للفلسطينيين. مقارنة انتجت نكتة ذكرتنا بما قاله يوماً النواب "وأروي لهم من نكات الشعب في مصر... فان النكت الآن مرايا"، نكتة مستحقة ومرآة أيضا لتلخيص الواقع المرير.

بينما تسابقت بعض من دول الإقليم وإسرائيل على إضعاف منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية بكل الوسائل وعلى رأسها تجفيف المصادر المالية اللازمة لاستمرارها وقوتها والتي يعاد اعتمادها بشكل روتيني وسنوي في القمم العربية فيما الحساب المالي للسلطة لم يزره دولار واحد من تلك الأموال الموعودة. الإعلام الموجه ضدها وشيطنتها ليلاً ونهاراً وتحويلها في نظر الجميع إلى وكيل أمني للاحتلال الإسرائيلي، وهذه هي الصورة النمطية السائدة، إلى جانب الاعتداءات الإسرائيلية جهاراً ونهاراً في الضفة الغربية المحتلة من استيطان واقتحامات واعتقالات وهدم بيوت وكل أشكال القمع والتنكيل والإهانات، فيما كوفئت اسرائيل ببدء علاقات دبلوماسية معها. وعليه، فإن خيار ونهج الاعتدال؛ والذي من المفترض أنه يخدم نظرياً وعملياً بالضرورة دول الإقليم قاطبة واسرائيل والفلسطينين أيضاً، أُسقِط وأُضعٍف. هذا النهج لم يعد قابلاً للتسويق من قبل القائمين عليه وكل ما بقي من توالي هذا المشروع السياسي المهم جداً إدارة مدنية مهمتها تسيير حياة الناس تحت حراب الاحتلال ما أفقدها أي مفاتيح للقوة بين مناصريها ونشر الإحباط واليأس بينهم. 

في المقابل، فان بديل المنظمة والذي لا يزال يرفع شعارات تخطف الأبصار والعقول والأفئدة وفيما الجميع يراقبه منذ زمن يتمدد وينمو بل وعلى العكس من ذلك فإن إسرائيل نفسها ممثلة برئيس وزرائها الحالي شجعته بحجة إدامة الانقسام ومنع وجود وحدة سياسية بين جناحي الوطن المنقسم، جغرافياً وسياسياً، باعتبار أن هذا مصلحة إسرائيلية عليا وعلينا أن لا ننسى حقائب النقود العابرة من مطار اللد (بن غوريون) إلى غزة بحراسات إسرائيلية، وهو أمر لم يكن خافياً على أحد.  لقد فضلوا إدارة الصراع مع المنظمة بطريقتهم فقط؛ على أي حل سياسي حقيقي قائم على القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، واعتقدوا أن هذا وضع مستدام يمكن الاطمئنان إليه. إضعاف السلطة وتَجبُّر إسرائيل عليها وغض الطرف عن أفعالها من قبل العالم والأوروبيين أصحاب المصلحة أيضاً، أدى فيما أدى إلى تقوية الطرف النقيض، إنها الطبيعة التي لا تقبل الفراغ. 

مع اندلاع هذه الحرب، فإن بديل المنظمة والسلطة نما بشكل صاروخي لا يمكن إيقافه بعد السبت الأول من تشرين الأول وتخطى كل برمجيات العقول وسيطر عليها بين أبناء الإقليم محمولاً على حمية العروبة والدين والبداوة والإنسانية وهذا لن يستهلك فقط - وقد استهلك بالفعل - من رصيد السلطة الفلسطينية بل تعدى ذلك بكثير، وسيأكل -وأكل كثيرا- من رصيد بعض دول الإقليم، سواء تلك التي طبَّعت أو التي في طريقها للتطبيع وأي محاولة للاقتراب أكثر من إسرائيل؛ حتى وإن انتهت الحرب قريباً، هي بالتأكيد محاولة انتحارية في هذه الظروف، ومهما تم التعتيم وكبرت الإغراءات فلن تفلح. المأساة التي يمر فيها الفلسطينيون الان محفورة عميقاً في القلوب حتى وان لم تنطق بذلك الحناجر، انها فلسطين الرقم المستحيل. السبت الاول من تشرين الاول أوجد جيلاً مقموعاً ومخنوقاً ولكنه ايضاً مقتنعاً تماماً بأنه ليس مهزوماً حد النخاع ولا يزال هناك بصيص أمل وضوء آخر النفق.

هناك بالتأكيد رابحون في هذه الحرب يجلسون على النقيض تماماً من بعضهم البعض ويؤمنون بشدة بأن نهجهم وفكرهم هو الذي انتصر وربح الحرب، إنهم أقصى اليمين في كل مكان، ويؤمنون أيضا بأن نظرتهم العدمية للآخر كانت الأكثر صواباً ويسوقون على ذلك الكثير من الأدلة الدامغة والصحيحة إذا قمنا بقياسها من زواياهم البحتة.

إلى جانب خسارتنا للأرواح البريئة - خسائر لا يمكن جبرها - والبنى التحتية المدنية والتي تحتاج عقوداً من الزمن وعقوداً بالمليارات لإعادتها، فإن إسرائيل بالمقابل ومع كل الدعم المالي الذي تلقته وستتلقاه لتعوض به خسائرها المالية، فإنها فقدت مرة وإلى الأبد دور الضحية، واحتلت بلا منازع كرسي السفاح الأبدي، ما فعلته سيفتح دفاتر كثيرة عن التاريخ وسيطرح أسئلة كانت حتى وقت قريب مُحرمة. 

خسرت إسرائيل جيلاً كاملاً يعتمد أساساً على السوشيال ميديا في استقاء معلوماته وبناء تصوراته، وبكل المساندة التي لا تزال تتلقاها من الصحافة وبيوت الإعلام الكلاسيكية، فإن هذا لا يعني شيئاً أمام صحافة التيك توك وإكس والفيس بوك وغيرها. كلما صعَّدت إسرائيل ومناصروها حول العالم حربهم ضد حرية التعبير وكلما تمادت في تضييق  الخِناق على منتقديها، كلما استعدتهم أكثر. 

إسرائيل الدولة ومناصروها أصيبوا بالجنون التام، فقد اكتسحت آلاف الفيديوهات والمقاطع المصورة الكرة الأرضية ودارت بين الناس ملايين الملايين المرات. إن صور الضحايا الأطفال والنساء لن تمحى من الذاكرة حتى وإن لم تحدث انقلابا كبيرا في نظرة الكلاسيكيين الغربيين لإسرائيل فإنها بالتأكيد خلخلت هذه النظرة، وهذا يكفي، أما الأجيال الجديدة، فقد خسرتهم إسرائيل إلى الأبد بالرغم من المليارات التي تصرفها على الدعاية لنفسها. لوحده وبكلمتين فقط ( روح الروح ) ومشاعر حقيقية في لحظة صدق من جد مكلوم هزمهم خالد نبهان وأبكى العالم وصار أيقونة.

اسرائيل المؤسسة العسكرية خسرت شعباً كاملاً حضّرته طويلاً بأنه المنتصر والضحية، وبأنه الشعب المختار، وأن العبيد أبناء الجارية هاجر حمالي الحطب والماء لا يمكن لهم أن يثوروا على الإذلال الممنهج من قبلهم ولا يجوز لهم ان يرثوا مع نسل سارة. حاول جدعون ليفي أن يذكرهم مراراً أن الفلسطينيين موجودين ويتألمون فأداروا ظهورهم جميعاً واستكانوا لما هم فيه. 

بعد السادسة والنصف من صباح السبت الأول من تشرين الأول جن جنون هذا الشعب بمجمله وتحول إلى آلة قتل، وسيطر الخطاب الدموي على كل شيء. حتى الأصوات اليهودية التي خرجت من بينهم لتختلف معهم جرجروها الى السجون وسيستمرون بذلك. ابحثوا عن ما حصل لأستاذ التاريخ مائير باروخي Meir Baruchin. إنها الفاشية عندما تغزوا مجتمعاً فإنها لا تعطي مجالاً لأي صوت مختلف. أقول إن الإسرائيليين سيمارسون القمع على بني جلدتهم. لقد فقدوا جادة الصواب وهذا سيكون وبالاً عليهم. لقد تلبستهم روح شعار قديم "لا صوت لديهم يعلوا فوق صوت المعركة". 

آلاف الفيديوهات التي نشرها الغزاة تظهر مدى وحشيتهم واستمتاعهم بهذه الوحشية. إن هذا مرض أصابهم ولن يزول. مَن تلذذ بقتل الأبرياء لمجرد التسلي، مَن استمتع بتفجير الأحياء السكنية وشرب نخب ذلك، ومَن قتل الآباء أمام أطفالهم لن يعود إنساناً سوياً أبداً ولن يجرؤ احد على الاختلاف معه فيما فعله او سيفعله. انتبهوا جيداً: لقد قسمتهم الفوقية والفاشية اليهودية ولا سبيل إلى رتق هذا الفتق. 

تمادت إسرائيل كثيرا وابتذلت شعار معاداة السامية الذي خنقت به الكثير من الأصوات، فالآلاف من اليهود حول العالم وقفوا ضد جنونهم، ولإنهم لا يستطيعوا وصفهم باللاساميين، فلا بأس من وصفهم باليهود الكارهين لأنفسهم، تهمة ووصمة أخرى طالت البوفيسور ايلان بابيه وغيره من اليهود المنتقدين للاحتلال. 

غادر أبناء جيلي المرحلة الرومانسية من عقود ثلاث على الأقل وما عادت الأشعار تغرينا أو تحفزنا وانقطعنا عن سماع النواب، ونجيب سرور والفاجومي وأمل دنقل، وحتى نزار نسيناه. فبيروت والحب والمطر لم تعد تحرك فينا تلك اللهفة المجنونة للمحاولة الأولى ولم نعد نبحث عن فندق لا يسأل العشاق عن أسمائهم، فهذه لم تعد مفاتيح لنا. هذه الحرب ذكرت الجيل الجديد بأن "هذه الأرض تسمى بنت الصبح نساها العرب الرُّحَّل عند المتوسط تجمع أزهار الرمّان ولما انتبهوا وجدوا كل سقوط العالم فيها". جيل سيعيد التفكير ملياً فيما قاله دنقل ولن يقبلوا أن يصالحوا فهي أشياء لا تشترى. جيل جديد اقتنعوا بأنهم ليسوا مهزومين حد النخاع، ولا يزال هناك بصيص أمل وضوء آخر النفق. 

أفرز السبت الأول من تشرين الأول جيلاً جديداً حول العالم لا يستقي معلوماته ولا يبني تصوراته على الوجبات الإعلامية الممولة والمنحازة، أنه يستقيها مباشرة من أبناء الميدان بما ينشرون من فيديوهات وصور التقطتها كاميرات تلفوناتهم، والتي على الأغلب ذات شاشات معطوبة، جيلاً سيعيد تعليق صورة أرنستو تشي جيفارا وسيشاهد مرارا وتكرارا، مع كل الإعجاب، خطابه الشهير، من على منصة الأمم المتحدة "الوطن أو الموت".

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة